يقول لي الطبيب بغيـر علـمٍ ..تداوَ فأنت يـا هـذا عليـلُ
ودائي ليس يدريـه سِوائـي....وربٌّ قـادرٌ ملِـكٌ جلـيـلُ
أأكتُمُـهُ ويكشِفُـهُ شهيـقٌ.....يلازمنـي وإطـراقٌ طويـلُ
ووجهٌ شاهداتُ الحُزنِ فيـه....وجسمٌ كالخيالِ ضَـنٍ نَحيـلُ
وأثبتُ ما يكونُ الأمرُ يومـا....بلا شـكٍّ إذا صَـحَّ الدليـلُ
فقلت له أَبِـنْ عنَّـي قليـلاً...فلا والله تعـرفُ مـا تقـولُ
فقـالَ أرى نُحُـولاً زاد جـدَّاً....وعلَّتُك التـي تشكـو ذُبُـولُ
فقلت له الذُّبُولُ تَعِـلُّ منـهُ...الجوارحُ وهي حُمَّى تستحيلُ
وما أشكو لعمـرُ الله حمَّـى....وإنَّ الحَرَّ في جسمـي قليـلُ
فقال أرى التفاتـاً وارتقابـاً...وأفكـاراً وصمتـاً لا يـزولُ
وأحسبُ أنَّها السوداءُ فانظـرْ....لنفسك إنَّهـا عـرضٌ ثقيـلُ
فقلت له كلامُـك ذا محـالٌ....فما للدَّمع من عيني يسيـلُ
فأطـرقَ باهتـاً مـمَّـا رآهُ....ألا في مثل ذا بهـت النبيـلُ
فقلت لهُ دوائي منـهُ دائـي....ألا في مثل ذا ضلَّت عقـولُ
وشاهدُ ما أقولُ يُرى عيانـاً....فروعُ النَّبت إن عكستْ أصولُ
وترياقُ الأفاعي ليس شـيءٌ...سِواهُ ببرءِ ما لدغـتْ كفيـلُ