منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - كلمة خاتم الانبياء من الكتاب والسنة ردا
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-01-08, 10:53   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الماسة الزرقاء
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية الماسة الزرقاء
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام الحفظ وسام الحفظ 
إحصائية العضو










افتراضي

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا ، وحفظك الله ورعاك .

قال الله تعالى : (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ) .
وهذا يعني أنه لا نبي بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، ويدلّ على هذا قوله عليه الصلاة والسلام : كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمْ الأَنْبِيَاءُ ، كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ ، وَإِنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدِي . رواه البخاري ومسلم .

وقوله عليه الصلاة والسلام : إِنَّ الرِّسَالَةَ وَالنُّبُوَّةَ قَدِ انْقَطَعَتْ ، فَلاَ رَسُولَ بَعْدِي وَلاَ نَبِيَّ . قَالَ أنس رضي الله عنه : فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ . فقَالَ : وَلَكِنِ الْمُبَشِّرَاتُ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَمَا الْمُبَشِّرَاتُ ؟ قَالَ : رُؤْيَا الرَّجُلِ الْمُسْلِمِ ، وَهِيَ جُزْءٌ مِنْ أَجْزَاءِ النُّبُوَّةِ . رواه الإمام أحمد والترمذي ، وصححه الألباني والأرنؤوط .

وقوله عليه الصلاة والسلام : فُضِّلْتُ عَلَى الأَنْبِيَاءِ بِسِتٍّ : أُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ ، وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا ، وَأُرْسِلْتُ إِلَى الْخَلْقِ كَافَّةً ، وَخُتِمَ بِيَ النَّبِيُّونَ . رواه البخاري ومسلم ، واللفظ له .

وقوله عليه الصلاة والسلام : أَنَا مُحَمَّدٌ وَأَنَا أَحْمَدُ ، وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يُمْحَى بِيَ الْكُفْرُ ، وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى عَقِبِي ، وَأَنَا الْعَاقِبُ ، وَالْعَاقِبُ الَّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ نَبِيٌّ . رواه البخاري ومسلم ، واللفظ له .

قال ابن عبد البر : وأما العاقب فقد جاء عنه في هذا الحديث : " وأنا العاقب الذي ليس بعدي نَبِيّ "
قال أبو عبيد : سألت سفيان بن عيينة عن العاقب ؟ فقال لي : آخر الأنبياء ، وكذلك كل شيء خَلَف بعد شيء فهو عاقِب
قال أبو عمر : هذا يشهد له كتاب الله تعالى في قوله : (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ) . اهـ .

وكون نبينا صلى الله عليه وسلم لا نَبِيّ بَعْدَه مَحَلّ إجماع لا خِلاف فيه .

ومَن ادّعى النبوة فهو كاذِب في دَعواه ، فقد قال عليه الصلاة والسلام : لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ قَرِيبًا مِنْ ثَلاثِينَ ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ . رواه البخاري ومسلم .

وأوْرَد ابن عطية ما يدلّ على خَتْم النبوة بِنوبة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : وهذه الألفاظ عند جماعة علماء الأمة خلفا وسلفا مُتَلَقَّاة على العموم التام ، مقتضية نَصًّا أنه لا نبي بعده صلى الله عليه وسلم ... وما ذَكَره الغزالي في هذه الآية وهذا المعنى في كتابه الذي سماه بـ " الاقتصاد " إلحاد عندي وتَطَرّق خبيث إلى تشويش عقيدة المسلمين في خَتْم محمد صلى الله عليه وسلم النبوءة ، فالحذر الحذر منه ، والله الهادي بِرَحْمَتِه . اهـ .

وقال البغوي : خَتَم الله به النبوة ، وقرأ عاصم : "خاتَم" بفتح التاء على الاسم ، أي : آخرهم ، وقرأ الآخرون بكسر التاء على الفاعل ، لأنه ختم به النبيين فهو خاتمهم .
ثم نَقَل عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله : يُريد لو لم أخْتم به النبيين لَجَعَلْت له ابْنًا يكون بعده نَبِيًّا .
قال : وروي عن عطاء عن ابن عباس : أن الله تعالى لَمَّا حَكَم أن لا نَبِيّ بعده لم يُعْطِه وَلَدا ذَكَرًا يَصير رَجُلا .

وقال ابن كثير في تفسير قوله تعالى (وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ) : فهذه الآية نَصّ في أنه لا نَبِيّ بعده ، وإذا كان لا نَبِيّ بعده فلا رسول بعده بِطَريق الأولى والأحْرَى ؛ لأن مقام الرسالة أخصّ مِن مقام النبوة ، فإن كُلّ رَسُول نَبِيّ ، ولا يَنْعَكِس . وبذلك وردت الأحاديث المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مِن حديث جماعة من الصحابة . اهـ .

ومِن عقيدة أهل السنة أنه لا نبي بعد نبينا صلى الله عليه وسلم .
قال الإمام الطحاوي : نقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله : إن الله واحد لا شريك له ، ولا شيء مثله ، ولا شيء يُعْجِزه ، ولا إله غيره ... أن محمدا عبده المصطفى ونَبِيه الْمُجْتَبَى ورَسوله المرتضى ، وأنه خاتم الأنبياء وإمام الأتقياء وسيد المرسلين وحبيب رب العالمين ، وكل دعوى النبوة بعده فَغَيّ وهَوى ، وهو المبعوث إلى عامة الجن وكافة الوَرى بالحق والهدى وبالنور والضياء . اهـ .

ومَن اعتقد وُجود نبي بعد نبينا صلى الله عليه وسلم ، فقد كذّب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ما عدا نُزول عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام ، ولا تُعتبَر نُبوته نبوة جديدة ؛ لأنه سوف يَحكُم بِالشرع الْمُنَزّل على نبينا صلى الله عليه وسلم .

والله تعالى أعلم .
الشيخ
عبد الرحمن السحيم