منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مقاييس الحياة !!
عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-09-15, 00:43   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
شاااااكر
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية شاااااكر
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أختي الكريمة شهد
إنه لا بد للإنسان في هذه الحياة أن يخالط الناس الذين من حوله الجيران والأقارب والزملاء في قاعات الدراسة والعمل
وبحكم هذه المخالطة مع أنواع مختلفة وأنماط متباينة فإنه لا بد وأن يصدر من بعض الناس شيء من الإساءة يقـل أو يكثر بقصد أو بغير قصد فلو تخيلنا أن كل إساءة ستُقابَل بمثلها لتحولت المجتمعات إلى ما يشبه الغابات ولتخلى الناس عن خصال الخير ولغدوا بلا ضوابط ولا روابط.
وحتى لا يتحول مجتمع المسلمين إلى ما يشبه هذه الصورة المنفرة فقد أمر الله تعالى عباده المؤمنين بأن يدفعوا السيئة بالحسنة لقوله
ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم "
ولا شك أن الخصلة التي هي أحسن من رد السيئة بمثلها إنما هي العفو والإحسان أو الإعراض وكف الأخذ والرد في موضوع الإساءة.
إن الإنسان حينما يتحلى بهذا الخلق الكريم فإنه يحافظ على وقاره واتزانه فلا ينجرف مع استفزازات المحرشين اللاغين فيكون بذلك من عباد الرحمن الذين وصفهم عز وجل بقوله:" والذين هم عن اللغو معرضون "
" وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين "
" وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما "
إن من أعظم ثمرات الدفع بالتي هي أحسن أن يتحول العدو الذي يجابهك بما يسوؤك ويؤذيك إلى نصير مدافع وصديق حميم
كذلك يحتاج إلى هذا الخلق بصفة خاصة من كان له قرابة وأرحام يسيئون إليه فإنه لا يقابل سيئتهم بمثلها ولكن يعفو ويصفح ويزداد إحسانا
إن الدفع بالتي هي أحسن هو الدواء المرمم لما يبلى أو ينهدم من الروابط الاجتماعية والمصلح لما يفسد منها والمجدد لما ينطمس منها
وبه تحيا معاني الخير في النفوس ويتبارى الناس في الإحسان وتغلق أبواب الشر على الشيطان ولا يتاح للإساءة أن تتفاقم بل يغمرها الإحسان ويقضي على دوافعها ورواسبها
مشكورة أختي شهد على الموضوع الرائع
تقبل الله صيامكم وقيامكم









رد مع اقتباس