الإحتجاج على الظلم و الفساد أمر مشروع شرط ان لا يتسبب في إيذاء الأشخاص و الممتلكات . لكن في غياب مجتمع مدني منظم لن يكون الإحتجاج سوى حالة من الغضب الشعبي تحكمها الفوضى . و المشكل الحقيقي هو ان البعض يحرم إنشاء الاحزاب و التنظيمات و يحرم المظاهرات و المسيرات و الإضرابات و يدعو للطاعة المطلقة لأولياء الامور و لو بلغ بهم الفساد ما بلغ . و بمعنى أخر السكوت عن الظلم و عدم الإحتجاج . و ترك الأمر للعلماء . لكن علماء السلاطين ما اكثرهم . الذين لا يجرؤون على التنديد بالفساد .
و انا لا أدعو هنا للفوضى و لا للاحتجاج و لا للمظاهرات لأنني لا أرى فائدة من ذلك إذا لم تكن مؤطرة كما في البلدان الديموقراطية . لكن هذا لا يعنى ان نرضى بالفساد بل علينا الإلمام بأساليب المعارضة المنظمة و المنهجية . بدء من الحي و السوق و الشارع , باستخدام الادوات القانونية و الإنخراط في العمل النقابي و الجمعوي . بعدم التنازل عن الحقوق الفردية و المدنية .
الفكر الخارجي الذي يقوم على العنف باب من ابواب الفتنة و الفكر السلفي الذي يدعو للسكوت و الطاعة يزيد من استكبار الحكام الفاسدين و من استضعاف المواطنين . و كما لا يجب ان يكون المسلم مستكبرا ظالما لا يصح له أن يكون على النقيض الاخر ساكتا ذليلا خانعا خاضعا لإرادة المفسدين . لا بد من التغيير . لكن التغيير لابد من ان يكون منهجيا سلميا . و لنا في العديد من الدول التي اسقطت حكامها الفاسدين و اصلحت احوالها دون اللجوء للعنف . علينا ان نتعلم من تجارب الامم الاخرى ..... لا للسكوت على الفساد و لا للعنف