السلامُ عليكم؛
شكراً لك أخي شافعي؛ فقط أخطأتُ في التّعريب فمعذرةً؛
قد قلت : " إعلم أنك ضحكت على النبي صلي الله عليه وسلم وليس علي لأن القول
قوله ،وليس قولي ، فانتبه. "
لم أضحك على قولك أخي شافعي؛ وقد علمت نيّتك الصّالحة فيه؛ فحاش للهِ أن أقابل الجِدّ بالهزل؛ وآخر كلامي قد دلّ على ذالك؛ وإنّما أضحكتني هذه الدُويبة وقد فعلت ما فعلت؛ فهذا مقصدي وذالك كلامي؛ والكلام قد لا يحملُ أحاسيس الإنسان؛ بخلاف المقابلة؛ قال تعالى : وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا "
فلم أحسن في الإيصال؛ فلا نجعل للشيطان في ذالك سبيلاً.
أمّا أمرُ النبيِّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ؛ فهو من أمر للهِ؛ فسمعاً و طاعة.
لستُ إلاّ عبدٌ يُصيبُ ويُخطئ؛ ما أردتُّ بذالك إلاّ ما قد جاء في جواب السّائل اللّذي أوردتَّهُ :
" فتوى للشيخ سامي بن عبد العزيز الماجد
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
السؤال :
قرأت فتوى عن قتل الوزغ، وفيها جاء المفتي بتعليل غريب يبرر قتل الوزغ،
وهو أنه كان ينفخ في النار التي أعدت لحرق نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام.
وهذه الفتوى تشعرني بالإحباط؛ لأنها تجعل الإسلام يبدو بربرياً ومستهجناً في عيون
الكفار ومثل هذه الفتاوى لا تخدم الدعوة إلى الإسلام.
فالوزغ حيوان صغير لا يؤثر في نفخ النار، وحتى لو صح ذلك:
فلماذا يقتل كل وزغ في الأرض،
كما قد يقال بأنه يجب قتل كل الناس بسبب قتل شخص لآخر؟ أرجو التوضيح.
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد
فإن الأمر بقتل الوزغ لا يختلف عن الأمر بقتل العقرب والحية والفأرة والكلب العقور،
وهو الكلب المفترس الذي يعدو على الناس.
وقد صح الحديث بالأمر بقتل الفواسق الخمس في الحل والحرم،
وهي الحية والعقرب والكلب العقور والفأرة والحدأة وهي طائر من الجوارح
وانظر صحيح البخاري وصحيح مسلم .
فالأمر بقتل الوزغ هو للعلة نفسها التي أمر لأجلها أمر بقتل الفواسق الخمس وهي الإيذاء
فكل مؤذٍ يشرع قتله،
فليس قتل الوزغ لأجل أنه كان ينفخ على إبراهيم عليه السلام في النار فحسب،
بل أمر بقتله لأنه مؤذٍ فهو سامّ، ولذا تسميه العرب سامّ أبرص،
والإخبار بأنه كان ينفخ بالنار على إبراهيم عليه الصلاة والسلام بيان لخبثه وعظم
إيذائه، فجنسه خبيث.
وأما الجواب عن قول السائل:
ما ذنب الوزغ في عصرنا حتى تؤخذ جميع الوزغات بجريرة وزغة كانت تنفخ في النار
على إبراهيم عليه الصلاة والسلام ؟
فإن قتلها ليس لأجل جريرة واحد منها في عهد غابر،
وإنما لأجل أنها مؤذية بطبعها تفسد الطعام وتسم الإنسان، فاقتضى ذلك قتلها،
وما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم من كون الوزغ ينفخ بالنار على إبراهيم عليه
الصلاة والسلام ، كاشف عن خبث طبيعة هذه الدويبة . والله أعلم .
وصلي اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين . "
قد قلت أخي شافعي " وعن أم شريك رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أمرها بقتل الأوزاغ وقال: " كان ينفخ على
إبراهيم" مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
.................................................. .................................................. ...........................................
ثم اعلم أيضا أن الشيطان ،كانت العلة فيه العصيان فكيف يطيب إذ كان من قبل في سفينة نوح عليه السلام
وذريته قد خبثت ،فهل الخبث أصل فيهم أم هو عارض؟فهذا جوابك إن كنت تفهم.
ثم لماذا نلوم شياطين عصرنا ،وقد فعلها أبوهم؟ فهل أنت تعقل "
زادك للهُ من جوهر العقل؛ فأمّا الشيطانُ فأبوه إبليس؛ أمّا أبا الوزغة النّافخة فلم ينفخ على النّار للّتي ألقي فيها إبراهيمُ عليه السّلام؛
أخيراً أخي شافعي؛ مُشاركتي السّابقة لم تكن على الوزغة؛ وإنّما كانت على المسلم؛ للّذي يربطُ حياتَهُ بمن سبقوهُ؛ وقد يسبُّهم ويشتُمهم؛ سواءً كانوا عند لله من الأخيار أم من الأشرار؛ فجعلتُ لطيب أسلاف الوزغة و خُبث ما بعدها؛ مقدِّمةً لذالك المقصد؛ فهذا جواب قولي " يعقلهُ كلّ عاقل "
وكلا نا أخي شافعي لأمر نبيِّنا طائعين؛ فهذا أولى وأنفع; وما جاء في الفتوى أعلاهُ فأنا معهُ 100 %
و للهُ أعلمُ.
السلامُ عليكم.