منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - أريد مساعة حول بعض العلماء من فضلكم....
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-01-04, 18:16   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي

مكانة الفينومينولوجية كمنهج بحث وفلسفة صارمة:


تشغل الظاهراتية أو الفينومينولوجية La phénoménologie (1) حيزاً مهماً في الفلسفة المعاصرة من حيث أنها منهج بحث فهي ليست فكراً مدرسيا scolastique كما كان سائداً في أوروبا فترة العصور الوسطى كما أنها ليست كالفلسفات الحديثة ( الوضعية المنطقية Positivisme logique والماركسية مثلاً ) فلم تقدم على ما يبدو هذه الفلسفات إلا فكراً مدرسياً وأكثر ما يميز الفلسفة المدرسية هو وجود مبادئ عامة تحدد آراء المنتمين لهذه الفلسفة حيث أنّ أي تراجع عن أي مبدإ من هذه المبادئ يعتبر تنازلاً عن العقيدة الأساسية أما الظاهراتية فهي تشكل تياراً فلسفياً قام بقطيعة ابستمولوجية عن الفكر السائد في القرن التاسع عشر أضف إلى ذلك أنّ الظاهراتية بإعتبارها منهجاً لوصف ما هو معطى يبتعد عن عمل أي تقييم محاولاً الوصول بذلك إلى أكبر قدر ممكن من الموضوعية.
و تُعتبر الظاهراتية إحدى الأفكار الأساسية في فلسفة القرن العشرين. وما يجمع بين المفكرين الداعين لها لجوؤهم إلى المسعى الفكري نفسه أكثر مما تجمعهم وحدة المعتقد. والواقع أن الظاهراتيين يرمون إلى معالجة المشكلات الفلسفية من خلال وصف كبار أنواع المشكلات التجارب الإنسانية Expériences humaines. والفكرة الأساس التي تقوم عليها الظاهراتية هي أن لكل تجربة من تجاربنا شكلاً خاصاً تقتضيه طبيعة الشيء الذي هي بصدد تناوله، بحيث يكون في وسعي وأنا أحلل بنية تجربة معينة الوصول إلى خطاب Discours قابل لأن يجيب على التساؤلات المطروحة حول الشيء المذكور (2).
وينبغي أن نبرز سمتين أساسيتين من سمات الفينومينولوجيا. فهي منهج في المحل الأول وهو منهج ينحصر في وصف الظاهرة، أي ما هو معطى مباشرة. ومن هذه الجهة، فإن الفينومينولوجيا، باعتبارها منهجا، غض النظر عن العلوم الطبيعية، أي لا تنتبه إلى نتائجها، وبالتالي فإنها تتعارض مع المذهب التجريبي.
كذلك، فإنها تصرف النظر عن تقديم نظرية في المعرفة كخطوة أولى في الموقف الفلسفي وهي بهذا تتعارض مع المثالية . ونرى من هذا كله أن الفينومينولوجيا، باعتبارها منهجاً تبتعد ابتعاداً حاسماً عن الاتجاهات التي كانت سائدة خلال القرن التاسع عشر.
ومن جهة أخرى فإن موضوع الفينومينولوجيا هو الماهية ( Essence )، أي المضمون العقلي المثالي للظواهر، الذي يدرك في إدراك مباشر، هو رؤية الماهيات.. ومن وجهة النظر هذه، فإن الفلسفة الفينومينولوجية تقف على تعارض مع فلسفة القرن التاسع عشر الميلادي في الغرب مرة أخرى، وهي الفلسفة التي لم تكن تعترف بوجود ماهيات ولا بإمكان معرفتها (3) وهذه الأخيرة عبّر عنها كانط في موقفه من " الشيء في ذاته " la chose en soi أو " النومين " على أنه موجود ولكن لا يمكن معرفته inconnaissable وسنعرج على هذه النقطة الأخيرة بالتفصيل في مشكلة الماهية.










رد مع اقتباس