قال ابن بطال في معرض ذكر قول خديجة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم (( كلا والله، ما يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل....)):
وفيه جواز تزكية الرجل فى وجهه بما فيه الخير، وليس بمعارض لقوله صلى الله عليه وسلم : ((احثوا التراب فى وجوه المداحين))، وإنما أراد بذلك إذا مدحوه بالباطل، وبما ليس في الممدوح.
معنى هذا الحديث - والله أعلم - النهي عن أن يفرط في مدح الرجل بما ليس فيه؛ فيدخله من ذلك الإعجاب، ويظن أنه فى الحقيقة بتلك المنزلة.....ثم قال: وكذلك تأول العلماء فى قوله عليه السلام: (( احثوا التراب فى وجه المداحين )) المراد به: المداحون الناس فى وجوههم بالباطل وبما ليس فيهم.
ولذلك قال عمر بن الخطاب: المدح هو الذبح. ولم يُرِد به من مدح رجلاً بما فيه، فقد مدح رسول الله عليه السلام في الشعر والخطب والمخاطبة، ولم يحث فى وجه المداحين ولا أمر بذلك كقول أبى طالب:
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل
وكمدح العباس وحسان له في كثير من شعره، وكعب بن زهير، وقد مدح رسول الله عليه السلام الأنصار فقال: (( إنكم لتقلون عند الطمع وتكثرون عند الفزع )) ومثل هذا قوله عليه السلام: (( لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم، قالوا: عبد الله؛ فإنما أنا عبد الله ورسوله )) أي: لا تصفوني بما ليس لي من الصفات تلتمسون بذلك مدحي، كما وصفت النصارى عيسى لما لم يكن فيه، فنسبوه إلى أنه ابن الله، فكفروا بذلك وضلوا.إهـ
قال القاري في شرحه على صحيح البخاري:
الثامن: فيه جواز مدح الإنسان في وجهه لمصلحة، ولا يعارضه قوله ( احثوا في وجوه المداحين التراب ) لأن هذا فيما يمدح بباطل أو يؤدي إلى باطل.إهـ
قال المناوي في شرح الجامع الصغير:
( إذا رأيتم المدّاحين ) أي الذين صناعتهم الثناء على الناس.إهـ
قال في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح:
قال الخطابي المداحون هم الذين اتخذوا مدح الناس عادة وجعلوه بضاعة يستأكلون به الممدوح فأما من مدح الرجل على الفعل الحسن والأمر المحمود يكون منه ترغيبا له في أمثاله وتحريضا للناس على الاقتداء في أشباهه فليس بمداح.إهـ
وللشيخ ابن عثيمين تفصيلا لطيفا لهذه المسألة عند شرحه لرياض الصالحين حديث رقم (1790) فليراجع.
أما الهدية يا إخواني وأخواتي فهي موسوعة إلكترونية رائعة جدا مع صغر حجمها وسرعة تحميلها، وهي تحتوي على معلومات كبيرة وقيمة في علوم الدين والدنيا وهي مرتبة على حروف المعجم، فإذا أراد الباحث أن يبحث على معلومة فما عليه إلا أن يكتبها ثم يدخلها في محرك البحث فتطلع له النتيجة مباشرة......
إخواني أخواتي أرجو أن تنال إعجابكم هذه الهدية المتواضعة التي تجدونها أسفل الصفحة في المرفقات.
أما الأخت الفاضلة أم يحي فمشكورة على النقل وبالنسبة لاختيارك للجائزة فأنا جادّ والله، ومازلت عند وعدي وكما يقال: طلباتك أوامر....
وسلامتكم
معذرة يا جماعة ما نجحت عملية التحميل في المرفقات مع العلم أن الملف مضغوط من نوع zip وحجمه 218 mb والنت عندي DSL بسرعة 256 ميغا في الثانية من له خبرة في إرفاق الملفات فليفدنا مشكورا