سلسلة نسب سيدي نائل انطلاقا من الحسن بن علي بن أبي طالب
1) الحسن بن علي رضي الله عنهما
سيرته
مع جده النبي
سبط النّبيّ، وأوّل ولد لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب وفاطمة، ولد في النّصف من شهر رمضان، في السّنة الثّالثة من الهجرة (1).وقدم النّبيّ إلى بيت عليّ ليهنّئه، وسمّـاه «الحسن» من قبل الله حسب رواية أهل الشيعة وأيضاً لم يكن أحد من قبله يحمل هذا الاسم. وأيضاً اسم الحسن على اسم ابن نبي الله هارون، الذي كان اسمه شبر، والحسن تعني شبر باللغة العبرية. وقد إستلم الخلافة بعد والده ولكن فقط لمدة 6 أشهر، حتى عقد صلح مع معاوية ليستلم الحكم. قيل أن أول من سماه هو رسول الله بأمر من رب العالمين، وقد أذن على إذنه اليمنى، وأقام في اليسرى، عاش معه 7 سنوات –وفي بعض الروايات 8 سنوات-.
أمضى السّبط مع النّبيّ ما يناهز سبعة سنوات من حياته [1]، وكان يحبّه الجدّ حبّاً جمّاً، شديداً، وكثيراً ما كان يحمله على كتفيه ويقول: « اللّهمَّ إنّي أُحبُّه فأحِبَّه » [2].
« من أحبّ الحسن والحسين فقد أحبّني، ومن أبغضهما فقد أبغضني » [3].
ويقول أيضاً: «الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة» [4].
ويقول أيضاً عنهما : « إبناي هذان إمامان، قاما أو قعدا [5].
ولما يملكه الإمام الحسن من سموّ في التّفكير، وشموخ روح، كان النّبيّ يتّخذه شاهداً على بعض عهوده، بالرّغم من صغر سنّه، وقد ذكر الواقدي، أنّ النّبيّ عقد عهداً مع ثقيف، وقد كتبه خالد بن سعيد، وإتّخذ الإمام الحسن والحسين شاهدين عليه [6].
وجاءت روايات معدودة بان آية التطهير نزلت في رسول الله وعليّ وفاطمة والحسن والحسين {انما يريدالله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا} كما نقرا الاية73 من سورة هود التي نزلت في حق سيدنا ابراهيم الخليل حيث بشرت الملائكة زوجته السيدة سارة بمولد النبي اسحاق{ قالوا اتعجبين من امر الله رحمت الله وبركاته عليكم اهل البيت انه حميد مجيد}
[7].
بعد وفاة النبي
شارك في فتح شمال أفريقيا وطبرستان، ووقف مع أبيه في موقعة الجمل وصفين وحروبه ضد الخوارج.
فترة خلافته
استلم الحكم بعد والده، وكان هذا في 6 شهور فقط وقيل 8 أشهر، وكان أول من بايع الحسن قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري فقال: أبسط يدك على كتاب الله وسنة رسوله وقتال المخالفين فقال الحسن : "على كتاب الله وسنة رسوله فإنهما ثابتان" ؛ واستمرت خلافته حتى وفاته إذ يظن الكثيرون بأن الحسن قد تنازل عن منصب الخلافة والأمامةإلى معاوية عند الصلح ولكن تنازل عن منصب "الرئاسة" الدنيوية اما منصب الأمامة فما هو إلا منصب إلهي تعقيبا على قول الرسول صلى الله عليه واآله :[ الحسن والحسين امامان إن قاما او قعدا] والرسول صلى الله عليه وآله ماينطق عن الهوى.
صلحه مع معاوية
كادت ان تندلع الحرب بين الامام الحسن ومعاوية وانصاره من الشام ؛ فقد سار الجيشان حتى التقيا في في موضع يقال له (مسكن) بناحية الأنبار ؛ كان حريصًا على المسلمين وعدم تفرقهم، فتنازل عن الرئاسة لما لتكون الرئاسة واحدة في المسلمين جميعاً، ولإنهاء الفتنة وإراقة الدماء وقيل كان تسليم حسن الأمر إِلى معاوية في ربيع الأول سنة إحدى وأربعين وقيل في ربيع الآخر وقيل في جمادى الأولى ؛ فلما تنازل عن الرئاسة أصلح الله بذلك بين الفئتين كما أخبر بذلك رسول الله حين قال: «ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين» [البخاري]. وسمي العام الذي تنازل فيه الحسن عن الرئاسة لمعاوية بعام الجماعة، وكان ذلك سنة (40هـ). قد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: "الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم يعود ملكاً عضوضاً" وكان آخر الثلاثين يوم انحرف الناس عن الامام الحسن وبويع معاوية.
و قد جاء في الكامل في التاريخ لابن الأثير أن الحسن سلم الأمر إلى معاوية، لأنه لما راسله معاوية في تسليم الخلافة إليه خطب الناس ،فحمد الله وأثنى عليه وقال: إنّا والله ما يثنينا عن أهل الشام شك ولا ندم، وإنما كنا نقاتل أهل الشام بالسلامة والصبر فشيبت السلامة بالعداوة، والصبر بالجزع، وكنتم في مسيركم إلى صفين ودينكم أمام دنياكم، وأصبحتم اليوم ودنياكم أمام دينكم، ألا وقد أصبحتم بين قتيلين : قتيل بصفين تبكون له، وقتيل بالنهروان تطلبون بثأره، وأما الباقي فخاذل، وأما الباكي فثائر، ألا وإن معاوية دعانا لأمر ليس فيه عزّ ولا نصفة، فإن أردتم الموت رددناه عليه وحاكمناه إلى الله عز وجل، بظُبي السيوف، وإن أردتم الحياة قبلناه وأخذنا لكم الرضى. فناداه الناس من كل جانب : البقية البقية! وأمضى الصلُح.[8]
وقال البخاري في كتاب الصلح : حدثنا عبد الله بن محمد ثنا سفيان عن أبي موسى قال: سمعت الحسن يقول: «استقبل والله الحسن بن علي معاوية بن أبي سفيان بكتائب أمثال الجبال، فقال عمرو بن العاص: إني لأرى كتائب لا تُولي حتى تقتل أقرانها، فقال معاويه - وكان والله خير الرجلين - : إن قتل هؤلاء هؤلاء، وهؤلاء هؤلاء من لي بأمور الناس ؟ من لي بضعفتهم؟ من لي بنسائهم، فبعث إليه رجلين من قريش من بني عبد شمس - عبد الرحمن بن سمرة، وعبد الله بن عامر، قال اذهبا إلى هذا الرجل فاعرضا عليه وقولا له واطلبا إليه، فأتياه فدخلا عليه فتكلما وقالا له وطلبا إليه.»
شروط الصلح
ما يذكره المؤرخون في هذا الشأن هو صحيفة كتب عليها الإمام الحسن شروطه مقابل الصلح، ولم يذكر أي من المؤرخين كل ما كتبه عليها، إنما تعرضوا لبعض ما فيها، إلا أنه يمكن أن نصل إلى عدد جيد من الشروط بتتبع المصادر والتوفيق فيما بينها، ويمكن تقسيم هذه الشروط إلى ثلاثة أقسام:
1- أن تؤول الخلافة إلى الإمام الحسن بعد وفاة معاوية. أو إلى الإمام الحسين إن لم يكن الحسن على قيد الحياة.
2- أن يستلم معاوية إدارة الدولة بشرط العمل بكتاب الله وسنّة نبيّه.
3- أن يكفل معاوية سلامة أنصار علي ولا يُساء إليهمابداً..[10]
صفاته وخصاله
شكله وهيئته
كان أشبه الناس بجده رسول الله في وجهه فقد كان أبيض مشرب بالحمرة، فعن عقبة بن الحارث أن أبا بكر الصديق لقي الحسن بن علي فضمه إليه وقال بأبي شبيه بالنبي ليس شبيه بعلي وعلي يضحك، وكان شديد الشبه بأبيه في هيئة جسمه حيث أنه لم يكن بالطويل ولا النحيف بل كان عريضا.
الكرم والعطاء
سمع رجلاً إلى جنبه في المسجد الحرام يسأل الله أن يرزقه عشرة آلاف درهم، فانصرف إلى بيته وبعث إليه بعشرة آلاف درهم.
وحيّت جارية للحسن بطاقة ريحان، فقال لها: « أنت حرّة لوجه الله » فقيل له في ذلك، فقال أدّبنا الله فقال: « {وإذا حيّيتم بتحيّة فحيّوا بأحسن منها} وكان أحسن منها إعتاقها ».
وقد قسّم كلّ ما يملكه نصفين، ثلاث مرّات في حياته، وحتّى نعله، ثمّ وزّعه في سبيل الله كما يقول عنه الرّاوي مخاطباً إيّاه «وقد قاسمت ربّك مالك ثلاث مرّات حتّى النّعل والنّعل».
ويذكر أنه في أحد الأيام دخل فقير المسجد يسأل الناس فأرشده رجلا إلى الرجال الذين كانوا في ذلك الجانب من المسجد ليسألهم، وحين توجه إليهم فإذا بهم: الحسن والحسين، وعبد الله بن جعفر. فبادر الإمام الحسن بإعطاء الفقير 50 درهم، والإمام الحسين أعطاه 49 درهم، وعبد الله بن جعفر أعطاه 48 درهم.
وكان من ألقابه "الزكي"، و"كريم أهل البيت".
الحلم
روي أنّ شاميّاً رأى الإمام راكباً فجعل يلعنه والحسن لا يردّ، فلمّا فرغ أقبل الحسن فسلّم عليه وضحك فقال: « أيّها الشّيخ أظنّك غريباً ولعلّك شبّهت، فلو استعتبتنا أعتبناك، ولو سألتنا أعطيناك، ولو استرشدتنا أرشدناك، ولو استحملتنا أحملناك، وإن كنت جائعاً أشبعناك، وإن كنت عرياناً كسوناك، وإن كنت محتاجاً أغنيناك، وإن كنت طريداً آويناك، وإن كان لك حاجة قضيناها لك، فلو حرّكت رحلك إلينا وكنت ضيفنا إلى وقت ارتحالك كان أعود عليك، لانّ لنا موضعاً رحباً وجاهاً عريضاً ومالاً كثيراً».فلمّا سمع الرّجل كلامه بكى، ثمّ قال: أشهد أنّك خليفة الله في أرضه، ألله أعلم حيث يجعل رسالته.
ومروان بن الحكم، لمّا مات الحسن، بكى مروان في جنازته، فقال له الحسين، أتبكيه وقد كنت تُجرَّعه ما تُجرّعه؟ فقال: إنّي كنت أفعل ذلك إلى أحلم من هذا، وأشار بيده إلى الجبل.
من أقواله وحكمه
لا تعاجل الذنب بالعقوبة واجعل بينهما للاعتذار طريقاً.
المزاح يأكل الهيبة، وقد أكثر من الهيبة الصامت.
الفرصة سريعة الفوت، بطيئة العود.
تُجهل النعم ما أقامت، فإذا ولت عرفت.
ما تشاور قوم إلا هدوا إلى رشدهم.
اللؤم أن لا تشكر النعمة.
الخير الذي لا شر فيه: الشكر مع النعمة، والصبر على النازلة.
هلاك المرء في ثلاث، الكبر والحرص والحسد، فالكبر هلاك الدين، وبه لعن إبليس، والحرص عدو النفس، به أخرج آدم من الجنة، والحسد رائد السوء، ومنه قتل قابيل هابيل.
لا أدب لمن لا عقل له، ولا مروءة لمن لا همة له، ولا حياء لمن لا دين له، ورأس العقل معاشرة الناس بالجميل، وبالعقل تدرك الداران جميعاً، ومن حرم العقل حرمهما جميعاً. (أعيان الشيعة 4 ق1/107).
مكارم الأخلاق عشر: صدق اللسان، وصدق البأس، وإعطاء السائل، وحسن الخلق، والمكافأة بالصنائع، وصلة الرحم، والترحم على الجار، ومعرفة الحق للصاحب، وقري الضيف، ورأسهن الحياء.
فوت الحاجة خير من طلبها إلى غير أهلها. (الحسن بن علي لعبد القادر أحمد اليوسف: 60).
ما رأيت ظالماً أشبه بمظلوم من الحاسد. (مطالب السؤول: 69).
علّم الناس علمك، وتعلّم علم غيرك، فتكون قد أتقنت علمك، وعلمت ما لم تعلم. (كشف الغمة: 170).
لرجل أبلّ من علة: إن الله قد ذكرك فاذكره، وأقالك فاشكره.
إذا أضرت النوافل بالفريضة فارفضوها.
من تذكر بعد السفر اعتدّ.
بينكم وبين الموعظة حجاب العزة.
إن من طلب العبادة تزكى لها.
قطع العلم عذر المتعلمين. (تحف العقول: 169).
أحسن الحسن الخلق الحسن. (الخصال: 29).
زوجاته
أحصى الذهبي للحسن تسع أزواج هن:
أم كلثوم بنت الفضل بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم
خولة بنت منظور بن زَبّان بن سيار بن عمرو
أم بشير بنت أبي مسعود، وهو عقبة بن عمرو بن ثعلبة
جعدة بنت الأشعث بن قيس بن معدي كرب الكندي المصادر: أسد الغابة - ج1 ص562
أم ولد تدعى بقيلة
أم ولد تدعى ظمياء
أم ولد تدعى صافية
أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله بن عثمان التيمي
زينب بنت سبيع بن عبد الله أخي جرير بن عبد الله البجلي
أبناؤه
محمد الأكبر
الحسن المثنى بن الحسن السبط
جعفر
حمزة
فاطمة
محمد الاصغر
زيد بن الحسن السبط
أم الحسن
أم الخير
إسماعيل
يعقوب
القاسم
عبد الله
حسين الاثرم
عبد الرحمن
أم سلمة
أم عبد الله
عبد الله الأصغر
موته
مات 7 صفر سنة 50 هـ ودفن بالبقيع يقال بأنه قتل مسموما على يد زوجته جعدة بنت الأشعث، ودفن في البقيع.[11][12]
قبلــه:
علي بن ابي طالب الخلفاء الراشدون
بعــده:
--
قبلــه:
علي بن ابي طالب خلفاء الإسلام
بعــده:
معاوية بن ابي سفيان
قبلــه:
علي بن ابي طالب أئمة الشيعة
661 - 669 بعــده:
الحسين بن علي
كتب عن الإمام الحسن
لدى ويكي مصدر نص أصلي يتعلق بهذا المقال: الحسن بن علي بن أبي طالب
أسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير / 2/10
الإصابة في تمييز الصحابة / 1/ 328
إنها فاطمة الزهراء ـ د/ محمد عبده يماني 201.
علي بن أبي طالب والحسن بن علي / محمد علي مغربي /441.
مصادر
^ دلائل الإمامة للطّبري، ص60
^ تاريخ الخلفاء، ص188
^ البحار، ج43، ص264
^ تاريخ الخلفاء، ص189
^ البحار، ج 43، ص278
^ الطّبقات الكبرى، ج1، ص33
^ غاية المرام، ص287
^ الكامل في التاريخ لابن الأثير، صفحة 406 _ المجلد الثالث _ طبعة بيروت سنة 1965م - 1385 هـ
^ البداية والنهاية لأبن كثير، صفحة 14 _ المجلد الثامن _ الطبعة الأولى سنة 1997 م _ 1417 هـ
^ (1) شرح نهج البلاغة: ج16 ص36. (2) المصدر نفسه: ص36، السيوطي، جلال الدين: تاريخ الخلفاء ص192، الدينوري، ابن قتيبة: الإمامة والسياسة ص185. (3) المصدر نفسه: ص36. (4) المصدر نفسه: ص44. (5) تاريخ ابن الأثير: ج3 ص405. (6) شرح نهج البلاغة: ج10 ص44. (7) تاريخ الخلفاء: ص192، تاريخ ابن الأثير: ج3 ص415، شرح نهج البلاغة: ص44. (8) المصدر نفسه: ص36. (9) تاريخ الخلفاء: ص192، تاريخ ابن الأثير: ج3 ص405. (10) تاريخ الطبري: ج4 ص122، تاريخ ابن الا ثير: ج3 ص405. (11) المصدر نفسه: ج4 ص123، تاريخ ابن الأثير: ج3 ص405.
^ الكامل لابن الأثير أحداث سنة تسع وأربعين
^ مقاتل الطالبيين لأبوالفرج الأصبهاني ص20
2_ الحسن بن الحسن
أبو محمد القرشي الهاشمي روى عن أبيه، عن جده مرفوعا من عال أهل بيت من المسلمين يومهم وليلتهم غفر الله له ذنوبه، وعن عبد الله بن جعفر، عن علي، في دعاء الكرب، وعن زوجته فاطمة بنت الحسين، وعن ابنه عبد الله وجماعة.
وفد على عبد الملك بن مروان فأكرمه ونصره على الحجاج وأقره وحده على ولاية صدقة علي، وقد ترجمه ابن عساكر فأحسن وذكر عنه آثارا تدل على سيادته قيل: إن الوليد بن عبد الملك كتب إلى عامله بالمدينة إن الحسن بن الحسن كاتب أهل العراق فإذا جاءك كتابي هذا فاجلده مائة ضربه، وقفه للناس، ولا تراني إلا قاتله.
فأرسل خلفه فعلمه علي بن الحسين كلمات الكرب فقالها حين دخل عليه فنجاه الله منهم، وهي: لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم، لا إله إلا الله رب السموات السبع ورب الأرض رب العرش العظيم.
توفي بالمدينة، وكانت أمه خولة بنت منظور الفزاري. وقال يوما لرجل من الرافضة: والله إن قتلك لقربة إلى الله عز وجل، فقال له الرجل: إنك تمزح، فقال: الله ما هذا مني بمزح ولكنه الجد.
وقال له آخر منهم: ألم يقل رسول الله : «من كنت مواه فعلي مولاه»؟. فقال: بلى، ولو أراد الخلافة لخطب الناس فقال: أيها الناس اعلموا أن هذا ولي أمركم من بعدي، وهو القائم عليكم فاسمعوا له وأطيعوا، والله لئن كان الله ورسوله اختار عليا لهذا الأمر ثم تركه علي لكان أول من ترك أمر الله ورسوله، وقال لهم أيضا: والله لئن ولينا من الأمر شيئا لنقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف، ثم لا نقبل لكم توبة، ويلكم غررتمونا من أنفسنا، ويلكم لو كانت القرابة تنفع بلا عمل لنفعت أباه وأمه، لو كان ما تقولون فينا حقا لكان آباؤنا إذ لم يعلمونا بذلك قد ظلمونا وكتموا عنا أفضل الأمور، والله إني لأخشى أن يضاعف العذاب للعاصي منا ضعفين، كما أني لأرجو للمحسن منا أن يكون له الأجر مرتين، ويلكم أحبونا إن أطعنا الله على طاعته، وأبغضونا إن عصينا الله على معصيته.