لا يجب ان تخيفنا الفرانكفونية , فالفرنسية لغة تتراجع دوليا و أجلا او عاجلا ستبدا بالتراجع في الجزائر و الامر الوحيد الذي يمنع هذا التراجع حاليا هو القلة المفرنسة التي لا ترغب في فقدان امتيازاتها بالإضافة للأرتباط العضوي بفرنسا بعد الاستقلال الذي فرضه التاريخ و النخب المفرنسة التي شاركت في بناء الدولة الجزائرية . المشكلة في رايي ليست في الفرنسية بل فينا نحن , فمن جهة نحن لا نهتم بتعليم العربية بشكل جيد و من جهة اخرى ننظر للغات الأجنبية نظرة خاطئة . نحن ننظر للغات الأخرى من زاوية من تعلم لغة قوم أمن شرهم . و هذا يفترض ان الاقوام الأخرى ليس فيهم إلا الشر في حين ان تعلم اللغات الأخرى فيه سبب للانتفاع من خيرهم (علومهم و معارفهم)
المهم هو غرس حب اللغة الوطنية في الابناء ثم لابد من دفعهم لتعلم اللغات الأخرى و معظم الذين يرفضون تواجد اللغة الفرنسية لا يتقنونها و هذا مشكل . لان الامر يبدو كان عدم اتقانهم للغة اجنبية هو سبب ردود فعلهم المعادية لها ........ و دعوني احكي لكم قصة واقعية . منذ سنوات في الجامعة استوقفت إحدى الطالبات أستاذا كان مشهورا عنه التدريس باللغة العربية الفصحى و أخذت تسأله عن أمر و كان يرد عليها بالعربية و كانت تسأله و تناقشه بالفرنسية (في الحقيقة كانت شبه فرنسية) فلما غلب على كلامها ألفاظ اللغة الفرنسية توقف الاستاذ عن الحديث بالعربية و بدا يجيبها بفرنسية متقنة وفصيحة للغاية , فارتبكت الفتاة وهمهمت و عجزت عن الحديث بالفرنسية و انقلب الحوار بقدرة قادر إلى استاذ يشرح بالفرنسية و قتاة ترد بالعربية . و قد أثر في هذا الموقف كثيرا حتى انني عزمت الا اخلط الفرنسية بالعربية في كلامي لكنه كان سببا ايضا لتعلمي الحديث بالفرنسية بشكل جيد و اليوم اجد نفسي أحيانا في مواقف مشابهة فأبتسم . و في الواقع كان لي العديد من المواقف الطريفة مع هذا النوع من الناس الذين يعتقدون ان الكلام باللغة العربية دلالة على تخلف الفرد . لذلك ادعو كل من يهتم لشأن العربية ان يتقن اللغات الاجنبية .