السلام عليكم ورحمة الله.
موضوع مهم وخطير ،وأول شروطه الاستقراء التامّ او ما يقاربه،ثم التمهل والتدبر والتأمل،ثم لابد من وصف هذا الشك، أهو الشك الصحي أم المرضي ؟وبمعنى أصحّ الشك العلمي (الذي ذكره الإمام الغزالي في المنقذ من الضلال وفي تضاعيف كتبه)،هذا الشك الذي تبنّاه الغرب وصار المذهب الديكارتي ؟ثم كيفية استعماله (أيْ : الشكّ)في سياق المنهج المراد السير عليه في هذا البحث؟
ثم أي المناهج نأخذ ؛أمنهج المحدثين ؟أم منهج الفقهاء ؟أم منهج الاستشراق ومن في حكمه؟ أم منهج مَنْ ؟
أرى ان هذه الحدود لا بد من حدِّها وضبْطِها،ويجب لزوما فكُّ الاِصطلاح كي تكون الطريق لاحبة.
** بقيت الإشارة إلى أن ما كتبه الفرنسيون لا يجب نبذه بكله؛بل لا بد من تمحيص وتخيّر، فما كتبه المتجرد غير المنحاز(وإنْ كانوا كلهم منحازون كلٌّ لغرضه وسببه لكن ما كتبه "المارسونال" غير ما كتبه العسكري أو ذو العقلية العسكرية منهم أو التبشيرية) فهناك من كتب مستقصيا ليرسل التقارير لدولته وهذا اللون من الكتّاب يغلب عليهم الوصف والعدّ فيأخذ من كلامهم في الحلقات المفرغة من تاريخنا الحديث وهناك ورقات وقفتُ عليها مؤدّاها ما ترجمته :
نزلت ببني فلان وهم قبيلة متكونة من ثلاثة عناصر أساسية وهم ذوي فلان وذوي فلان وذوي فلان والمقدم عليهم وشيخهم هو فلان بن فلان بن فلان(ثلاثا وربما زاد عليها فرفع النسب) ثم يعدد خيامهم أو بيوتهم ومداشرهم والماشية التي يربونها،وكم عددها !! ثم سلاحهم وزيهم وشيئا من النظام الاجتماعي والديني والاقتصادي...الخ)
فمن يكون شأنه الوصف والعد وهو "يخدم أمته" غير من كتب لغرض التشغيب والاعتراض والتشكيك المريض.
والله أعلم