شكرا اخي على الموضوع
بودي أن اقدم عددا من الملاحظات .
يبدو من بعض المشاركات أن العديد من المشاركين يعتقدون أن عدد الإناث يفوق عدد الذكور في الجزائر . و هذا غير صحيح فوفق أخر احصائية للسكن و السكان في الجزائر 2008 يزيد عدد الذكور عن الإناث بقليل و الرابط التالي يوضح الهرم السكاني للجزائر و على اليمين جدول يحدد نسبة الذكور بالنسبة للإناث و التي تساوي 1020 ذكر لكل 1000 أنثى .
https://fr.wikipedia.org/wiki/D%C3%A9mographie_de_l'Alg%C3%A9rie
هذا الرقم طبيعي جدا فكل البحوث بينت ان نسبة المواليد الذكور تزيد دائما قليلا على نسبة الإناث . لكن الفرق صغير جدا .
كذلك كل من له علم بالعوامل التي تحدد كون المولود ذكرا أو انثى يدرك ان نسبة المواليد لابد أن تكون متقاربة جدا . و يعزز ذلك الاحصائيات على مستوى الحالة المدنية و عيادات الولادة . و منه فإن الاعتقاد ان عدد الإناث يزيد عن عدد الذكور هو أحد الاخطاء الشائعة .
و الكثير من الذكور يعتقد أن ذلك مبرر لتعدد الزوجات . و سبق لي أن تناقشت مع اخوة يصرون ان الأصل هو التعدد لان الله خلق مقابل كل رجل اكثر من إمرأة واحدة , و لا شك ان هذا من التوهمات .
بالنسبة لعمل المرأة فهو من المواضيع الحساسة في مجتمعنا . و السبب الرئيسي هو التغير الاجتماعي الحاصل من زيادة نسبة سكان المدن و تعليم المرأة . فنحن انتقلنا في غضون جيلين على الاكثر من مجتمع ريفي تقليدي إلى مجتمع يعيش أغلبه في التجمعات الحضرية , و رافق ذلك تراجع لأنماط التضامن و التكافل الاجتماعي التقليدية. و كانت المرأة من اهم ضحايا هذا التغير إذ اصبح المجتمع لا يقدم لها الضمانات الكافية في حالة الطلاق و الترمل مما دفع ببعض النساء للعمل . كما ان فتح مجال العمل في المناصب الحكومية مع ارتفاع التعليم جعل ذهنيات الكثير من النساء/الفتيات تتغير . دون أن ننسى تأثير الصورة التي تقدمها برامج التلفزيون و غيرها من وسائل الإعلام . و بإختصار خروج المرأة للعمل هي نتيجة طبيعية للتغير الاجتماعي الحاصل . لكن الأمر الغير عادي هو النسب العالية للإناث فى عمليات التوظيف (في بعض القطاعات) . و ليس الأمر بسبب زيادة عدد الإناث فهذا غير صحيح كما بينت اعلاه . و ليس كذلك لأن الإناث أكثر قدرة على الاستيعاب من الذكور كما أجابت احد الأخوات (ما نحكيش خير على هذه النقطة) . لكن أعتقد ان الظاهرة متعددة الاسباب . منها :
- التعقيدات البيروقراطية التي تواجه الذكور بشكل اكبر
- توجه معظم الإناث للوظائف الحكومية في حين للذكور فرص عمل في القطاع الخاص حيث يكاد يكون القطاع الخاص خاليا مكن الإناث
- تزايد عدد خريجات الجامعة في السنوات الأخيرة .
- توجه الإناث لقطاعات معينة بشكل كبير يزيد من فرص حصولهن على المناصب (التعليم و الإدارة) في حين تتراجع نسبة الإناث في مجالات عمل اخرى
لكن مع هذا التغير لازال المجتمع يقوم على مبدأ أن الرجل هو من عليه أن يتحمل أعباء بناء الأسرة . فالعمل ضرورة ملحة للرجل في حين اهميته للمرأة اقل وفقا للمعايير الاجتماعية السائدة . و هو ما يولد حالة من التناقض و الغضب أحيانا بين الذكور الذي يرون الفتيات اللائي يفرض عليهن المجتمع مسؤوليات أقل يستحوذن على اكبر نسبة من مناصب الشغل . و الامر محبط للغاية للبعض و لذلك نجده يثير ردود افعال كالتي نقرأها احيانا . و اعتقد أن الأمر سيستمر على هذا الشكل مادام الوضع الإقتصادي على هذه الصورة .