اقتباس:
ليس هناك خلاف حول ال homo habilis ولا حول ال homo erectus الخلاف كان حول تصنيف حفريات جديدة مثل homo ergaster و غيرها و حول مختلف حفريات ال australopithecus لانها ليست كلها متشابهة . أما انها إما قردة أو بشر فهذا هو الأمر الذي يريد الجميع تحاشي الكلام عنه . فالواضح ان كل هذه الانواع تملك جماجم أكبر من جماجم القردة المعروفة لدينا و اقل من جمجمة الانسان إلى ان نصل لجمجمة انسان نياندرتال التي تقل قليلا عن جمجمة الانسان . و التناسب بين حجم الجمجمة و تاريخ الحفريات يؤكد انه كلما كانت الحفرية أقدم كان حجم المخ أصغر و العكس , فحجم مخ الشامبانزي حوالي 380 سم3 و حجم مخ ال homo erectus حوالي 1000 سم3 اما مخ الإنسان المعاصر فحوالي 1700 سم3 وغير ذلك من الفروق الدالة على انتصاب الأنواع المتأخرة . لكن هذا طبعا لا يهم خصوم النظرية و يفضلون تجاهله لأنهم يعلمون ان التفسير المنطقي الوحيد بالنسبة للعلماء هو أن الأنواع تطورت بعضها من بعض . كذلك لا يهمهم كما لا يهمك على ما يبدو التسلسل في ظهور المخلوقات من الأبسط إلى الأعقد . فأنت لا تنكر ذلك و لا تستطيع إنكاره لكنك و العجيب في الأمر تتهرب بكل بساطة من مناقشة أهم أمر يدعونا للتفكير في التصور التطوري و بالنسبة لك الأمر لا يهم بكل بساطة .
لكني ساقول لك ماذا يعني و هو الامر الذي لا تريد قوله . هذا يعني -حسب تصورك- ان الله على مدى ملايين السنين كان يخلق الانواع تباعا منفصلة الواحد بعد الاخر . بدا من البسيط ثم تدرج و في كل مرة كان يخلق نوعا جديدا اكثر تطورا (لكن دون ان يجعلها تتطور بعضها من بعض فهو حريص على ان يخلقها منفصلة و مع ذلك لم يخلقها كلها دفعة واحدة). و بعد مرور ملايين السنين من الخلق المنفصل او ما تسميه انت بالخلق الخاص شرع الله في خلق اخر المخلوقات و هي القردة و بعدها خلق ال homo erctus و بعدها خلق انسان نياندرتال . و بعد ذلك خلق آدم لكن آدم خلقه طوله 30 مترا كما تعتقد . ثم قدر ان نعثر على بقايا تلك الأنواع المتسلسلة و بشكل ما اخفى عنا آدم و نسله من العماليق الذين يزيد حجمهم عن حجم الديناصورات . و تصورك هذا معناه ان الله يتلاعب بنا . فمن جهة كما تعترف انت و لا يمكن لاحد ان ينكر ان الفصائل و الرتب ظهرت عبر ملايين السنين من الابسط للاعقد لكنها من جهة اخرى لم تتطور ؟؟؟؟؟؟؟. و التسلسل يوحى لنا انها تطورت . و إذا لم تتطور فكأن الله قدم لنا معلومات مضللة .
و عندما يأتي شخص مؤمن بالله و يسير في الارض و ينظر يجد ان الأرض تقول له ان المخلوقات ظهرت من الابسط على الأعقد فيستنتج ان الله خلقها عبر التطور . يكون مخطئا –حسب تصورك- لان الله خلقها تبدو و كانها تطورت لكنها في الحقيقة لم تتطور . و هذا ما يلزم عن تصورك أي أن الله خلق الانواع تبدو كانها تطورت (لأنك لا تنكر تسلسلها في الظهور من الأبسط إلى الأعقد) لكنها في الواقع لم تتكور –كما تبدو- . و إذا كنت تريد تصور الامور على هذا الشكل لكي لا تغضب السلف فانت حر . أما انا لا اعتقد ان الله يتلاعب بنا و أنه يعطي لنا معطيات مضللة من الطبيعة فيظهر لنا بقايا الانواع ما بين القرد و الانسان و يخفي عنا البشر الذين يتجاوز طولهم ال30 مترا . أنا اعتقد ان قدرة الله اعظم من ان يخلق الاشياء بالإضافة ففي كل مرة تنزل ماركة جديدة من المخلوقات اكثر تطورا . و كما قدر ان تخلق السموات و الأرض تدريجيا من الانفجار العظيم كان ظهور الحياة و تطورها استمرارا لذلك التدرج الدال على عظمة قدرته . و عندما تفهم كيف هو تصوري للخلق مما دلت عليه الأثار ستفهم انه ليس تصورا ميثولوجيا و ليس ان الله يتدخل ليحدث الطفرات كما تتوهم . لماذا لا يكون التصور الميثولوجي هو ان نتصور الله يأخذ تراب احمر و تراب اسود و تراب ابيض و تراب اصفر فيصيره طينا ثم يعجنه و يشكل منه تمثالا ثم يحول ذلك التمثال فجاة إلى كائن حي ثم يخلق من ضلعه زوجا له فتكون من نسله اجناس حمراء و بيضاء و سوداء . لماذا لا يكون التصور الميثولوجي هو أن تعتقد ان البشر كانوا اكبر حجما من الديناصورات ثم تناقصوا تدريجيا . و الغريب و العجيب ان مجرد تصور نوع معين بنقص في الحجم من 30 مترا إلى اقل من مترين لا يمكن تصوره دون ان نفترض تحولا و تغير في مورثات هذا النوع سواء عبر طفرات او عن طريق انتقال الصفات المكتسبة . فانتم تنكرون حدوث التطور مطلقا و تقولون ان الانواع ثابتة لا تتغير عندما تواجهون النظرية ضاربين عرض الحائط كل الأدلة , لكن عندما ناتي لتصوركم عن الخلق فلا بأس ان ينقص الإنسان من 30 مترا إلى ما هو عليه الأن . فأي التصوريين أقرب للميثولوجيا ؟؟؟
|
مشكلتك اخى انك تريد ان تتكلم كثيرا فى نقطة فرعية , فأنت تريد ان تحدثنا عن جمجمة القرد وعظام الجبهة ومخرج الحبل الشوكى , هذه كلها تفاصيل فرعية ليست اصل النقاش ابدا , انا ببساطة قلت ان اختلاف العلماء الذى زعمته انت حول الساهيل انثرو تشادينسيس ليس حجة , فالعلماء اختلفوا حول اغلب الحفريات , وليس فقط الاسترالوبوتيكوس بل والهومو هابيليس والهومو ايريكتس ايضا , وبالتالى فرفضك لحفرية الساهيل انثرو تشادينسيس لا يثبت على قدم , هى فى النهاية ضربة قاصمة لخرافة التطور , اذ ان هذه الحفرية اقرب للانسان من القردة الجنوبية واكثر منها قدما , لكن طبعا لأن نظرية التطور لا يمكن تفنيدها فسوف ترد بنفس ردك , وبالتالى فهى ليست نظرية علمية .
بالنسبة للميثولوجيا انا كان كلامى واضح وهو ان قولك بتدخل الهى لاخراج نظرية التطور من موقفها اليائس وايجاد آليه لها هو حل غير مقبول بالنسبة للتطوريين وسوف يعتبرونه ببساطة انتقال من العلم الى الميثولوجيا , ومرة اخرى انت تمتنع عن الرد على هذه النقطة وتقفز لمناقشة الجانب العقيدى الذى طلبنا تأجيل الكلام حوله .
اتمنى ان تعيد قراءة مشاركاتى وترد على ما يمكن الرد عليه مما سقط منك سهوا , وهو كثير بالمناسبة .
تحياتى اخى