السلام عليكم
إن الإبداع و التطور ليس وقفا على جنس دون جنس أو لغة دون لغة و إن كنا نعتز بلغتنا و ثقافتنا فهذا لا يمنعنا من الأخذ بأسباب التحضر و القوة أين ما وجدت.
والحضارة الإسلامية في بدايتها مرت بمرحلة النقل و الترجمة فلقد تفرق علماؤنا في شتى أصقاع الأرض يجمعون و ينقحون و يترجمون حتى تمكنوا من أسباب التمدن و أخذوا بأعنة العلم فسبقوا و أبدعوا.
مشكلتنا في بلادنا و في سائر بلاد العرب لا تكمن في أداة التعلم و ليست مشكلة لغة بل الأمر أخطر هي مشكلة إرادة سياسية : ماذا نريد من المدرسة؟
ربما في عهود سابقة كانت الإجابة أوضح: كنا نريد تخريج إطارات لسد العجز الذي تركته الفترة الإستدمارية فكانت الوطنية الدافع نحو تخطيط السياسات التربوية.
اللغة ليست حاجزا و أنا لا أقول لا درسوا بالعربية و لا بالفرنسية و لا بالصينية لأني أؤمن أن لغة العلم واحدة بل أقول يجب أن يكون هناك حوار وطني حول الوظيفة الجديدة للمدرسة الجزائرية.
و أنا كلي ثقة أنه حين تنبعث الإرادة السياسية من كفنها و تنفلت من قبضة العابثين سيكون الطريق ممهدا أمام كل من يريد أن يتعلم.
و أضيف تعلم اللغات و إتقان العلوم واجب ديني و وطني و إنساني.
ربما أنا ممن يحبون العروبة و العربية بدافع ديني أو عصبي أو شعور إنتماء و لكن لا يجب أن يكون هذا حجابا بيني و بين حقيقة كونية : لغة العلم واحدة هي الإجتهاد و الإخلاص و توفر الإرادة السياسية و المناخ المشجع على الإبداع.
إنما الأعمال بالنيات و لو صحت النية لأثمر العمل ولكن تلاعبت بكراسات أبنائنا الحسابات السياسية و عصفت بمدرستنا الأهواء فلا العلم أدركنا و لا لغتنا أتقنا و لا ركب الحضارة ركبنا... بل قابعون هناك في ظل الأكاذيب نراقب العالم يمشي عفوا يجري و نحن تحت خيمة الكسل و على عبقري حسان ندير بيننا كأس: عندنا أكبرجامعة في إفريقيا , عندنا أعلى نسبة في النجاح , عندنا ...عندنا....
عفوا ربما قد خرجت عن الموضوع قليلا و لكنها الأمور كذلك يعضها يدعو لبعض و آخرها يطلب أولها و الحديث ذو شجون
شكرا لك أخي لطرحك هذا الموضوع.