السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختكم تعرف تماما ما تقصده السائلة ...
و كلامكم إخواني ليس من صميم الواقع فهذه الفتاة تتعرض للضغط في غربتها ... و لا يعرف معنى هذا إلا من عايشه و بالأحرى عايشته ...
صحيح أنني قد لا أستطيع نصحها لكن قد رأيت من كانت في نفس المشكل و لم تكن شرطا مخطوبة و لكنها تزوجت للستر ثم ندمت و رأيت العكس تزوجت للستر و هي في كل خير مع زوجها وهذا كلام واقعي ... و الحقيقة أنني فعلا لست أدري كيف أنصحها و أمر خطبتها هو مجرد وعد بالزواج وليس عقد شرعي..
و أقول لهذه الفتاة إن خطيبك رجل و هو يستطيع أن يجد عملا ..فلا تظني أنك ستصرفين عليه شرطا...و إن كان لك سبيل و يصحبك كزوج فهذا أحسن شيء وأحسن حل لكن لا تقولي أبدا أنكما ستتعرضان لمشاكل مادية فهي فعلا تهون ... و إن كان الأمر مستحيلا فأنا أنصحك بالصبر و التمسك بالله عز و جل فهذا باب ماخاب من طرقه ...
و صدقيني أختي الصبر جميل جدا و إن كان الأمر صعبا .. فهذا فعلا ابتلاء لا تنظري إلى أمر غربتك إلا بأنه ابتلاء إن كنت تستطيعين ...فالأمر يلزمه قوة عزيمة ضعي نفسك في اختبار هي أيام و ستمر بإذن الله و لن تعرفي مدى نشوة السعادة التي ستحسين بها عندما تنجحين بإذن الله في الحفاظ على نفسك ..وترضي .ربك ..
ولكن لكي ينجح هذا تجنبي ما ستطعت مخالطة الذكور فالحذر و اجب و صيادوا المياه العكرة كثيرون و الذكية من نجت بنفسها منهم ..يعني صداقات مع ذكور خطأ ذهاب للمطاعم الجامعية أو زملاء العمل خطأ ..الدعوات على الأكل عند الصديقات و الأصدقاء خطأ ...ولعل هذا أمر عادي عند كثير من شبابنا في الغربة و أصله خطأ في خطأ ...
أما وإن أخذت هذا السبيل عزيزتي و وجدت نفسك ضعيفة و لا أحد يلومك فنحن لم نخلق لنعيش و حدنا إلا إن قضى الله
...فإنني أنصحك أن تصارحي هذا الخطيب و لا تخدعيه و حذار حذار أن تلعبي على حبلين فهذا ظلم لايرضاه الله و قلة خلق ..أوضح لك ..قد يكون في نفسك أن تجدي زوجا آخر و تتركين خطيبك للإحتياط فهذا أكبر ظلم و اعلمي أنه لن يعود عليك إلابالندم ..فالله مولاه و هو أكيد حسن النية معك ...
إن كان لديك حب لخطيبك ورضى الذي سيكون زوجك و حلالك بإذنه تعالى فهذا كاف لك لكي تنتظريه و لو عرضت عليك فتنة كل الرجال ما تحرك قلبك لغيره طبعا هذا لا يعني أن تخالطيهم ....أما و إن لم يكن لك سبيل غير الفراق فلا ترضي إلا بصاحب الدين والخلق ...هذا فقط و لا غير لأنه الوحيد الذي سيعفك و يحميك في ظرفك هذا ...وقبل كل هذا أرى أنه يجب عليك أن تصارحي خطيبك بمخاوفك و بأنك مُضايقة و عله يبذل مجهودا للزواج بك في أقرب وقت و لا تخافي من المال فالله هو الرزاق و هذا كلام مجرب الله هو الرزاق و إن وافق أهلك فدعي عنك مصاريف الحفل الزائفة و استفيدي منه في حياتك الحقيقية ...
والمختصر قرارك هذا مرتبط بأمر واحد إن وزنت به لن تندمي وهو دينك
إن كان بقاؤك مع خطيبك هو من يحفظ لك دينك فابق معه و إن كان تعجيل زواجك بمن يفضله دينا و خلقا فلا تُعلقيه فهذ ا ظلم المهم أن لاتسقطي في الأخطاء و الله المستعان
أقول قولي هذا و أسألك أختي آمال و لا أظنك إلا صادقة ..أن تُقرئِي صديقتك كلامي هذا فهو فعلا من صميم
قلبي ...وأقول لها أنني أدعو الله لها من قلبي ..وأرجو أن تفتح قلبها لكلامي فوالله لقد قلته من كل أعماقي
أختك