منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - التحذير من فتنه التكفير
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-12-06, 16:21   رقم المشاركة : 64
معلومات العضو
حنين موحد
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية حنين موحد
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
أما ما قلته في كلامك فهذا الرد عليه اقرأ جيدا وستفهم ما قاله الالباني

العبيلان : بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، صاحب الفضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – سلمه الله – .
في لقاء سابق معكم قبل ثلاث سنوات سألتم عن بعض السفهاء الذين يستهزئون بالدين وربما سبوا الدين فكان جواب سماحتكم أن مثل هؤلاء يأدبون ويضربون أسواط ثم بعد ذلك يتركون و لايحكم عليهم بشيء ، فهذه المسألة في الحقيقة فهمت من بعض الناس فهماً لا يريده الشيخ ناصر – سلمه الله – بحيث أنهم ظنوا أن الشيخ يطلق الإستهزاء – مثلاً- بالدين أو سب الدين أو سب النبي ليس كفراً .
فأريد من الشيخ - سلمه الله – توضيحُ هذا و إن أذن لي الشيخ قبل الجواب أن أقرأ شيئاً يسيراً من فتاوى الشيخ محمد إبراهيم العلامة الشيخ محمد إبراهيم مفتي الديار السعودية – رحمه الله – سأل الشيخ حول هذه المسألة فأجاب ..

الألباني : إذا شئت تفضل ..

العبيلان : " بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد بن إبراهيم إلى فضيلة مساعد قاضي محكمة صامطة
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته . وبعد :
فقد جرى اطلاعنا على خطابكم رقم وتاريخ كذا وكذا بخصوص مسألة معوض بن فلان وما صدر منه من لعنه دين محمد بن المهدي ، وما قررتموه في حقه من جلده عشرة أسواط تعزيزاً ، وإستتبابته ، ثم تويته واستغفاره ، وطلبكم منا إلاحاطة بذلك .
ونفيدكم أن سبه دين محمد بن المهدي والحال أن محمد المهدي مسلم هو سب للدين الإسلامي ، وسب الدين كما لا يخفي عليكم ارتداد والعياذ بالله . وعليه فيلزمكم علاوةً على ما أجريتم احضار المذكور ، وأمره بإلاغتسال ، ثم النطق بالشهادتين ، وتجديد التوبة بعد أخباره بشروطها الثلاثة : من إلاقلاع عن موجب إلاثم ، والندم على صدوره منه ، والعزم على عدم العودة إليه .
ونظراً لما ذكرته عنه من أنه جاهل بمدلول ما صدر منه فيكتفي بما قررتموه عليه تعزيزاً . وفقكم الله . والسلام عليكم .
مفتي الديار السعودية."
إذاً إن أذنت لي فتوىً أخرى .

الألباني : تفضل

العبيلان :أيضاً هنا حكم من سمي "علم التوحيد ، علم التوحيش ، " وعلم الفقه " علم حزاوي العجائز "
من محمد بن إبراهيم إلى فضيلة قاضي هرجاب سلمه الله
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته . وبعد :
فقد وصل إلينا كتابك رقم كذاوكذا وتاريخ كذا وكذا الذي ذكرت فيه حالة بعض الشباب من تلاميذ المدارس وأنهم يسمون " علم التوحيد " علم التوحيش ، ويسمون " علم الفقه " علم حزاوي العجائز – وتسأل عن حكم هؤلاء ؟
والجواب : لاشك أن مثل هؤلاء متجنون على الشريعة الإسلامية وعلومها ، وهذا مما يدل على استخفافهم بالدين ، وجرأتهم على رب العالمين . ومن أطلق هذه المقالة على علم التوحيد الذي بعث الله به الرسل وأنزل به الكتب وهو يعلم معناها فلا شك أنه مرتد .
لكن ينبغي معرفة الفرق بين الحكم على شخص بعينه بالكفر وبين أن يقال من فعل كذا وكذا أو قال كذا وكذا فهو كافر ؛ لأن الشخص المعين لابد من إثبات صدورها منه باختياره وكونه مكلفاً بالغاً عاقلاً ومن أطلق هذه المقالة على علم الفقه فهو مخطئ ومتجني على علوم الشريعة؛ لكن لا يبلغ به الحكم عليه بالردة . وعلى كل فيتعين تعزيز كل من يصدر منه مثل هذه إلالفاظ البشعة ؛ فان كانوا من إلاطفال والسفهاء فهذا أخف ، وان كانوا كباراً عقلاء فهذا اغلظ والعياذ بالله .
والحقيقة إن هذا مما يستغرب وقوعه لا سيما من طلاب المدارس الذين يتلقون هذه العلوم في مدارسهم وهي من أهم مقرراتهم ..."
إلى هنا المقصود من كلامه – عليه رحمة الله - ، تفضل - سلمك الله- ..

الألباني : الذي أراه وأدين الله به وأقول بعد حمد الله والصلاة والسلام على رسوله ، أن الأمر لايتعدى في عقيدتي ما أسمعتني إياه من كلام الشيخ –رحمه الله- في فتاواه .
لكني أريد أن أوضح شيئاً تضمنه جواب الشيخ لكن يحتاج إلى شيء من البيان ، فأنا أقول : من المعلوم عند كافة العلماء أن الأقوال بمقاصد قائليها ، فإذا تكلم المتكلم بكلمة تحتمل أمراً مخالفاً للشرع والمخالفة قد تزدوج وقد تكون كفراً وردةً وقد تكون معصيةً ، وأوضح مثال في ذلك هو الحلف بغير الله - تبارك وتعالى- ، فنعلم جميعاً قوله – صلى الله عليه وسلم – " من حلف بغير الله فقد أشرك " وفي اللفظ الآخر "فقد كفر " فلا نسطيع أن نقول لكل من حلف بغير الله أنه كفر كفر ردةً ولكن قد يكون هذا الحالف بغير الله كفر كفر ردة ، قد يكون وقد لا يكون ، ولذلك لتأكيد أحد الإحتمالين ورفع الإحتمال الآخر فلا بد من معرفتنا بطريقة أو بأخرى ما الذي قصده هذا الحالف ، فإن كان قصد فعلاً تعظيم المحلوف وهو غير رب العالمين – عز وجل – تعظيماً له كتعظيمه لله – عز وجل – وهذا ما لا يفعله فيما أعتقد أي مسلم فيكون والحالة هذه كفر ردة ، ولكن كما قلت آنفاً :هذا ما لا أعتقده أن فرداً من أفراد المسلمين – وما أكثر هؤلاء اللذين يحلفون بغير الله عز وجل في بلاد الإسلام - لا أعتقد أن أحدهم يعني تعظيم المحلوف بغير الله كحلفه بالله أو أن يجعله أعظم منه لا أعتقد هذا ،ولذلك نرى كثيراً من هؤلاء المسلمين الذين غلبت عليهم هذه العادة عادة الحلف بالآباء والأنبياء والرسل بل وبرأس الرجل وبلحيته وشاربه ونحو ذلك من الأيمان القبيحة إذا ما ذكر وقيل له : رسول الله يقول كذا وكذا بادر إلى القول : جزاك الله خيروأنا ما كنت أعرف هذا ويستغفر الله .
هذا المثال أريد أن أصل إلى موضوع من يسب الله – عز وجل – أو يسب نبيه – عليه السلام – أو يسب الدين ، الأمر يعود إلى القصد لأن الإنسان قد يتكلم وقد يفعل فعلاً في حالة غضب شديد يعميه عن الكلام المستقيم الذي ينبغي أن يتكلم به ، فإذا ما سمعنا شخصاً من هؤلاء –كما قال الشيخ في بعضهم " السفهاء " – يسب الشرع أو الدين أو رب العزة أو نبيه عليه السلام ..الخ، فإذا ما ذكر وهذا يقع كثيراً منهم ومن الناصحين والمذكرين لهم بيقول : لعنة الله على الشيطان ساعة شيطانية غضبية أستغفر الله ، فهذا يدل على شيء مهم جداً يضطرنا نحن ألا نتسارع إلى إصدار حكم التكفير بحقه لأنه لم يتقصد الكفر كيف وهو يستغفر الله ويعترف بخطئه فيما بد منه ، لكن هذا لا يعفينا نحن ولا نبارك له قولته بل ننكر عليه ذلك اشد النكير ولو كان هناك حكم أو حاكم يحكم بالشرع لاقترحنا بأن يعزر بأن يجلد عشر أسواط كما جاء في حديث الرسول المعروف ، لكن مع الأسف الشديد مثل هذا الحكم لايوجد في أكثر بلاد الإسلام اليوم آسفين ، ولعل هذا يسوغ لي أن أقول : لفقدان مثل هذه الأحكام الشرعية التي نص الشارع الحكيم على فائدتها في مثل قوله – تبارك وتعالى – في القرآن الكريم " ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب " .
عدم قيام الحكام بتنفيذ الأحكام الشرعية هو من أسباب إنطلاق ألسنة هؤلاء السفهاء بما لا ينبغي و لا يجوز شرعاً أن يتفوهوا به .
فخلاصة الكلام أن التكفير أمر صعب جداً كما هو معروف عند أهل العلم ، و الأحاديث الصحيحة في البخاري وغيره معروفة في هذا المعنى ، لكني أريد أن أذكر فرعاً بهذه المناسبة ، أريد أن أذكر فرعاً فقهياً جاء في بعض كتب المذاهب وهذا في الوقع متجاور تماماً مع رهبة تلك الأحاديث التي تحذر المسلم أن يبادر إلى تكفير أخيه المسلم خشية أن لا يكون كافراً فيعود الكفر على المكفر ، لقد ذكروا أنه إذا صدر من مجموعة من العلماء بلغ عددهم تسعةً و تسعين شخصاً بتكفير مسلم لكن عالم واحد قال : لا ليس بكافر فينبغي أن لا يصدر حكم التكفير بالنسبة لهذا الإنسان ما دام أن هناك عالم يقول هذا ليس بكفر .
أفهم من هذا أن هؤلاء الذين فرعوا هذا الفرع راعوا خطورة إصدار الكفر بحق الرجل المسلم لا سيما إذا كان معلوماً بمحافظته على الأركان الإسلامية ليس فقط على الشهادة بل على الصيام والصلاة وو..الخ، وكثيراً ما نسمع خلافاً ينشب بين الزوجين فتأتي المرأة و تسأل أنه زوجي سب كذا ، نسأل يصلي بتقول يصلي يصوم يصوم ..الخ ، إذاً كيف هذا ؟ و الله تخاصمت معه و صاح وصحت ..الخ .
إذاً فهذه السبة إذا صدرت من إنسان في حالة غضب يستتاب ويعزر ويجلد ..الخ ، لكن إذا ما أردنا أن نصدر في حقه التكفير الذي يلازمه الردة لا بد أن نسحب اعترافه بما فعل فإن اعترف فهو ردةً ويقتل كما هو معروف في الإسلام من قوله – عليه السلام – " من ارتد عن دينه فاقتلوه " أما إذا اتبع كلامه بالإستغفار والتوبة إلى الله – عز وجل – فهذا دليل أنها ثورة غضبية لا نتسطيع أن نرتب عليها ما نرتب على الكلام الصادر بقصد وإرادة ، و إذا كان الرسول – عليه السلام – يقول " إنما الأعمال بالنيات .." وهذا لم تكن النية أن يقصد – مثلاً – ما سبه مما ذكر آنفاً فلا يجوز أن ندينه بكلمته ما دام أن قلبه يخالف كلمته ، هذا رأيي في هذا الموضوع .

العبيلان : - سلمك الله – هل يمكن أن نجمل هذا ونقول : إن شروط التكفير ثلاثة وموانع التكفير ثلاثة، شروطها أولاً :العلم ويقابله الجهل مانعه الجهل .

الألباني : نعم ..

العبيلان : الإختيار مانعه الإكراه والجبر ..

الألباني : هو كذلك ..

العبيلان :التأويل ومانعه عدم التأويل ، يعني : لو لم نفتح باب التأويل في مسألة نرى أن التأويل قد يدخل فيها لكفرنا الجهمية ولكفرنا المعتزلة الذي يقول لاأدري الله فوق العرش أو تحت العرش و السلف لم يفعلوا ذلك ..

الألباني : هذا صحيح ..

العبيلان : هنا - سلمك الله – عبارة أريد أن أقرئها عليك لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب – عليه رحمة الله -..

الألباني : رحمه الله ..

العبيلان : في كتاب الشيخ الفاضل / صالح العبود ، يقول الشيخ ( أظن الكلام لصالح العبود من كتابه ) :" و الشيخ يكفر من كفر بإجماع المسلمين و هو الذي قامت عليه الحجة ولا يكفر من لم تقم عليه الحجة ..

الألباني : تمام ..

العبيلان : حتى إن الشيخ قال – عليه رحمة الله – ( هنا الشيخ هو الشيخ محمد بن عبد الوهاب ) : " إن أول الأركان الخمسة للإسلام : الشهادتان ، وقد أجمع العلماء على كفر تاركها ووجوب قتاله ، أما الأربعة الباقية فإذا أقر الإنسان بها وتركها تهاوناً فنحن وإن قاتلناه على فعلها فلا نكفره بتركها ..

الألباني : ما شاء الله ..

العبيلان : لأن العلماء اختلفوا في كفر التارك لها كسلاً من غير جحود

الألباني : ما شاء الله ..

العبيلان :أ يضاً هنا عبارة أخرى ثم تعلق - سلمك الله – ينقل شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب عن شيخ الإسلام ابن تيمية يقول : " لما استحل طائفة من الصحابة والتابعين الخمر كقدامة وأصحابه ، ظنوا أنها تباح لمن عمل عملاً صالحاً على ما فهموه من آية المائدة، اتفق علماء الصحابة كعمر وعلي وغيرهما على أنهم يستتابون فإن أصروا على الاستحلال كفروا وإن أقروا بالتحريم جلدوا فلم يكفروهم بالاستحلال ابتداء لأجل الشبهة حتى يبين لهم الحق، فإذا أصروا كفروا ولهذا كنت أقول للجهمية -الذين نفوا أن يكون الله فوق العرش - : أنا لو وافقتكم كنت كافراً وأنتم عندي لا تكفرون .. "

الألباني : تمام ..

العبيلان : لأنكم جهال ..

الألباني : ما شاء الله ..

العبيلان : ونحن نعلم بالضرورة أن الرسول - صلى الله عليه وسلم – لم يشرع لأمته أن يدعو أحداً من الأحياء ولا الأموات و لا الأنبياء و لاغيرهم لا بلفظ الإستغاثة ولا بلفظ الإستعاذة ولا غيرهما كما أنه لم يشرع لهم السجود لميت و لاإلى غير ميت ونحو ذلك ، بل نعلم أنه نهى عن لك كله أنه من الشرك الذي حرمه الله ورسوله ، لكن لغلبة الجهل وقلة العلم بآثار الرسالة ..

الألباني : الله أكبر ..

العبيلان : في كثير من المتأخرين لم يكن تكفيرهم بذلك حتى يبين لهم ما جاء به الرسول- صلى الله عليه وآله وسلم – ، ولهذا ما بينت هذه المسألة قط لمن يعرف أصل دين الإسلام إلا تفطن له وقال :هذا أصل دين الإسلام ، وكان بعض أكابر الشيوخ العارفين من أصحابنا يقول : هذه أعظم ما بينته لنا .."

الألباني : الله يجزيه الخير هذا كلام شيخ الإسلام أكيد ..

العبيلان : هذا كلام شيخ الإسلام نعم ، عاد هنا كلام لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب لو أذنت لي ياشيخ ..

الألباني : تفضل ..

العبيلان : حينما اتهم أنه يكفر المسلمين قال : " وأما الكذب والبهتان، فمثل قولهم: أنا نكفر بالعموم، ونوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه، وإنا نكفر من لم يكفر ومن لم يقاتل، ومثل هذا وأضعاف أضعافه – يعني : زعمهم أنه يكفر من لم يقم عليه الحجة ونحو ذلك يقول الشيخ-، فكل هذا من الكذب والبهتان الذي يصدون به الناس عن دين الله ورسوله ،و إذا كنا لا نكفر من عبد الصنم الذي على عبد القادر و الصنم الذي على قبر أحمد البدوي و أمثالهما لأجل جهلهم وعدم من ينبههم فكيف نكفر من لم يشرك بالله إذا لم يهاجر إلينا و لم يكفر ويقاتل سبحانك هذا بهتان عظيم ..).

الألباني : سبحان الله هذا كلام عظيم جداً وأنا أقول :
فهذا الحق ما به خفاء فدعني عن بنيات الطريق
لقد قلنا في كثير من المجالس – وإخوانا الحاضرين يعرفون هذا – وخاصة هؤلاء النابتة الجديدة التي ديدنها هو تكفير حكام المسلمين وبالتالي المحكومين ، يقولون عنا بأننا نكفر الجماهير ولا نكفر الحكام الذين يحكمون بغير ما أنزل الله .
حكمنا بالنسبة للحكم بغير ما أنزل الله معروف ولا حاجة للخوض فيه لكن أنا قصدي أن أقول : أنا لا أكفر هؤلاء العامة الذين يطوفون حول القبور لغلبة الجهل بل وقلت – ولعل الأخ ابو الحسن يذكر هذا - :إنني أتعجب من بعض العلماء الذين يقولون بأنه لا يوجد اليوم أهل فترة ، فأنا أقول أهل الفترة موجودون في بلاد الكفر أوروبا وأمريكا ..الخ ، بل أنا أقول قولةً ما أظن أحد يقولها اليوم ، أنا أقول : أهل الفترة موجودون بين ظهرانينا و أعني : هؤلاء الجهلة الذين يجدون من يؤيد ضلالهم إستغاثتهم بغير الله ونذرهم لغير الله وذبحهم لغير الله ، ويسمون هذه الشركيات كلها بتوسل و التوسل كما تعلمون نوعان ، فهؤلاء من أين لنا أن نكفرهم وهم لم تبلغهم دعوة الكتاب والسنة ، أعني : هؤلاء العامة و المضللون من بعض الخاصة ، والبعض الآخر قد يوجدون في بلد و لايوجدون في بلد آخر ، ولذلك فهذا الكلام الذي تلوته علي آنفاً ، أنا متأثر به جداً جداً حتى قلت هذه الكلمة : أن أهل الفترة اليوم يعيشون بين ظهرانينا ، يصلون معنا ويصومون ويحجون لكنهم ما يفقهون ماذا يقولون حينما يقولون : أشهد أن لا إله إلا الله و أنة محمداً رسول الله ، فهو – كما أشرتم في كلامكم و فيما قرأتم – لا بد قبل كل شيء من تحققنا من علم هذا المتكلم بأنه عالم بما يقول ويعني ما يقول فإذا انتفى أحد الأمرين لم يجز لنا بحقه إلا التعزير ، ومنذ أيام قريبة جرى بحث بيني وبين أحد الإخوان رداً على هؤلاء الذين يبادرون إلى تكفير الحكام – وكما يقولون عندنا في سورية " بالكوم " بالجملة يعني - ينسب إلينا بعض هؤلاء الخارجين ..( ثم تكلم الشيخ بالهاتف ) .
بينت له خطورة التكفير لهذا الذي كنا نتناقش معه و أشرت إلى هؤلاء الذين يفترون علنا الكذب كما افتروا على الشيخ محمد بن عبد الوهاب وغيره ولنا أسوة بالأنبياء والرسل كما هو معلوم بالقرآن ،قلت :إذا رأينا مسلماً – نعرف أنه مسلم - رأينا مسلماً داس المصحف بقدمه – لا شك هذا أمر منكر لكن لا يجوز أن نسارع إلى إصدار الحكم بتكفيره حتى نتثبت أنه أولاً : فعل هذا الفعل وهو يريد إهانة المصحف وهو عارف أن هذا الكتاب الذي يدوسه بقدمه هو القرآن الكريم فإذا كان عارفاً بأنه القرآن الكريم وقاصداً إهانته فهذا كفره كفر ردة لكن مادام أنه يحتمل ألا يكون هذا القرآن هو كلام الله أو هذا الكتاب الذي داسه بقدمه يحتمل أنه ليس كتاب الله ثم مع الإحتمال اخر يحتمل أنه كتاب الله وهو أراد أن يستهزئ به و أنه يهينه فهذا ردة ، أما إذا فعل ذلك في حالة ثورة غضبية فهو لا يدان وإنما ايضاً يعزر ،وأنا أذكر في مثل هذه المناسبة أنني لا أفرق في النتيجة وفي العاقبة بين أن يأخذ الرجل المصحف ويدوسه أو أن يضرب به الأرض ، كلٌ من الصورتين لا بد من تطريق كل من الإحتمالين ، الأول : أنه يدري أنه هذا كلام الله ، وثانياً : أنه يقصد الإهانة والإستهزاء بكلام الله وإلا فنحن نقرأ في القرآن الكريم بأن كليم الله موسى ضرب الألواح في الأرض فهل هذا يعتبر كفراً وكفر ردة حاشا ، لكن هو لغيرته على التوحيد ولما رأى قومه قد عبدوا العجل ثارت ثورته غيرة على التوحيد ووقع منه ما وقع لكن هذا الذي وقع ليس بقصد منه ، القصد هو الأساس في المحاسبة والمعاقبة فإذا لم يوجد هذا القصد مقترناً مع اللفظ لم يجز المبادرة إلى التكفير وإنما إلى التعزير ، نعم ..

العبيلان : لعل هناك صورة تبين بوضوح ما أشرتم إليه ..
قد نرى رجلين كلاهما يمزق المصحف فنعطي هذا حكماً وهذا حكماً ..

الألباني : تمام ..

العبيلان : فهذا أراد تمزيقه إكراماً له وحتى لا يهان فله حكمه ، وذاك أراد تمزيقه لما علمنا من نيته إهانةً له فله حكمه ..

الألباني : جميل جداً ، إذاً " إنما الأعمال بالنيات " الله أكبر ، أحسنت ..

علي حسن : كلمة ابن القيم وجدناها فلعل أخونا أبو أحمد يضيفها في الشريط بطريقته الخاصة ..

الألباني : جميل ..

العبيلان : و أيضاً هذا كلام لإبن القيم يدل على ما تقدم من كلام سماحة السيخ محمد بن إبراهيم – رحمه الله – "وسأله -صلى الله عليه وسلم- الحجاج بن علاط فقال: إن لى بمكة مالا وإن لي بها أهلا وأريد أن آتيهم فأنا في حل إن أنا نلت منك أوقلت شيئا ،فأذن له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقول ما شاء ذكره أحمد ، وفيه دليل على أن الكلام إذا لم يرد به قائلة معناه إما لعدم قصده له أولعدم علمه به أوانه أراد به غير معناه لم يلزمه مالم يرده بكلامه..

الألباني : الله أكبر ..

العبيلان : وهذا هو دين الله الذي أرسل به رسوله ولهذا لم يوم المكره على التكلم بالكفر الكفر ولم يوم زائل العقل بجنون أونوم أوسكر ما تكلم به..

الألباني : ما شاء الله..

العبيلان : ولم يلزم الحجاج ابن علاط حكم ما تكلم به لأنه أراد به غير معناه ولم يعقد قلبه عليه وقد قال تعالى " لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الايمان " وفي الاية الاخرى ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم " فالاحكام في الدنيا والاخرة مرتبة على ما كسبه القلب وعقد عليه وأراده من معنى كلامه.. "

الألباني : هذا هو الحق ، ما شاء الله ..

العبيلان : ص403 المجلد 4 من إعلام الموقعين

الألباني : يعطيكم العافية وجزاكم الله خيراً ، كلام العلماء يا سيدي ينطبق عليه " خير الكلام ما دخل الأذن بغير إذن " جزاك الله خير ..