يا هجرة فتحت للكـون نافــذة يفوح منها عبير الجنة العطر
و أيقظت خطرات الفكر من وسن فهب منتفضا للعقل ينتصــر
و حررت من قيود الذل ربقتـه فصار أصغرهم بالدين يفتخر
شاء الإله بأن تبقى شريعتــه مدى الدهور لا يرقى لها ضرر
فأنقذ أحمد من فك الطغاة إلــى مدينة الود فيها الأهل و الوفر
و أسسوا الدولة الغراء و انطلقت جحافل الحق بالأنوار تزدهر
بفضل أحمد دكت صيحة العـــرب ركائز الظلم غاضت و هي تستعر
عفوا رسول الله إني واقف وجـلا من موقف حفه التقصير و الخور
تجرع البعض كأس البغض من زمن و زاد جرأته السلطان و الكبر
فأبدع الخبث في أسمى شناعتـــه و زال عن رسمه التفكير و النظر
قد صوروك بمالا يرضى المسيح و لا يرضاه موسى ولا الأعراف و الدير
لو قدمو النقد بالبرهان و الحجج لكان نقدهم بالعقل يغتفــــر
لكنهم شتمو و الشتم مهزلــة تهوي بما رسموا تمحو الذي سطروا
عيب اليراعة في الأديان تلمزها و هزءة الحبر في الأوحال يتنحر
ما مسوا قدرك فالأحجار عاجزة عن لنجوم كما الأقلام و الصور
لكنها طعنة في عمق أمتنــــا و ندبة بجبين كله ثغـــــــــر
إن اليهود بأرض القدس قد عبثوا و مارسوا القبح لم يبقوا و لم يذروا
و دنسوا الطهر يا للعار ويحهم بل ويح يعرب من نار بها سعر
عذرا فلسطين إن العرب أشغلهم عنك الهوى و رقيق اللحن و الوتر
عذرا فلسطين ليت العذر يقبلني أنهكته بابتذال حتى صار يعتذر
ما عذرنا و كنوز الرض مخزننا نموج من فوقها الخيرات و الثمر
ما عذرنا و الشباب الفذ نخبتنا سواعـد زانها الإيمان و الفكر
و يا عراق خابت أمــــة تركت أشلاءها تستبى جهرا و تختصــر
و ياغمامة هــارون أما قبس ستكشف الحب وكيف العز ينتصر
رباك هارون و الأعداء هائجة و ضيع اللهو ما رباه و الخمر
عبد القادر صيد ليشانة