للطفل، ففي العائلة يتعلم الطفل احترام الآخرين وحبهم، حيث يأتي الآباء أولاً، فالأخوة والأخوات، والأقارب، ثم باتساع النطاق التدريجي، الإنسانية كافة.
فالولاء البنوي أو هيساو Hsiao هو فضيلة توقير العائلة واحترامها، فأولاً وقبل كل شيء يتم توقير الأبوين، لأن الحياة نفسها مسئولة عنهما، والتوقير ينبغي إظهاره للأبوين من خلال حسن السلوك في الحياة؛ وجعل إسهامهما معروفاً ومبجلاً، وإذا لم يكن بمقدور المرء أن يشرف اسم أبويه فعليه ألا يجلب لهما الخزي والعار على الأقل.
كما تمتاز تعاليم كونفوشيوس بأنها تستبعد الموضوعات المتصلة بتمجيد البطولة الجسمانية والمعجزات والخوارق الطبيعية، وكان كونفوشيوس نفسه شديد العطف على الكائنات الحية، ومما يروى عنه أنه لم يرتدي الملابس الحريرية لأنه لم يكن يستبيح لنفسه أن يقتل دودة القز ليستولى على نسيجها الخاص ليصنع منه ملابس لنفسه، وكان يفخر بأنه لم يستعمل الشبكة قط لصيد السمك، أو أنه لم يرم طائراً بسهم، وكان مبدؤه السلوكي أن الإنسان عليه أن يرد على الإحسان بالإحسان، وكذلك دعا كونفوشيوس إلى أن يقوم كل مواطن بواجبه حيال الدولة على الوجه الأكمل وأن يكون رائد كل فرد العدل والاستقامة ( ).
وقد أكد كونفوشيوس ضرورة ارتكاز المعرفة على الفضيلة، بل إن الفضيلة والعلم في نظره صنوان، فليس هناك أفضل من أن يداوم الإنسان على طلب التعلم ويثابر عليه أن الرجل المتعلم يكون متفوقاً بالطبع، والرجل المتفوق لا يعرف القلق أو الخوف، ثم إنه يوصي من وفق في تحصيل العلم أن يقوموا بتعليم غيرهم، فعلى المتعلم ضريبة تعليم من حالت ظروفه الاجتماعية دون ذلك.
وأشار كونفوشيوس إلى الشروط التي يجب توافرها في الحاكم الصالح ومنها أن يلتزم فضيلة الاعتدال والتوسط فيكون جواداً في غير إسراف؛ جاداً في طلب ما (1 ) أحمد الخشاب، ص352.