منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - أرجوكم من لديه هذا الكتاب
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-11-26, 22:58   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
boukhari14
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية boukhari14
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أساس المجتمع هو الفرد المنظم داخل الأسرة المنظمة، فإذا أحسن الفرد حكم نفسه، استقر النظام في الأسرة وبذلك تصلح الدولة ويسهل حكمها ويرى أن الأسرة عاجزة عن تهيئة النظام الاجتماعي الطبيعي لأن الناس ليس بإمكانهم تنظيم أسرهم دون أن يقوموا أنفسهم ويعجزون عن تقويم أنفسهم لأنهم لم يطهروا قلوبهم أي نفوسهم من الشهوات والملذات، وقلوبهم غير طاهرة لأنهم غير مخلصين في تفكيرهم، ولا يخلصون لأن أهواءهم تشوه الحقائق وتحدد لهم النتائج.
وعلى ذلك ينصح كونفوشيوس بضرورة تقويم النفس وإصلاح العقل وبالتزود من المعارف الإنسانية بالقدر الذي يكفل القضاء على بواعث الشهوة الفاسدة الدنيئة.
ووضع كونفوشيوس قواعد الأسرة على أسس فلسفية ورأى أن طريق الفضيلة يبدأ بالأسرة إذ عندما تسود الألفة بين الزوجة والأولاد والزوج، فما أشبه المنزل بربابة وعود قد تآلفت أنغامها وعندما يعيش الأخوة في تآلف وسلام فحينئذ يظل إلى الأبد في وحدة وانسجام ويقول أيضاً: عامل أفراد أسرتك معاملة فاضلة، تستطيع بعد ذلك أن تعلم وتقود أمة بأكملها.
ويرى كونفوشيوس أن القانون الأخلاقي يقوم على أساس فكرة الوسط العدل أو الذهبي، فالاعتدال أصل أساسي في النفس، فالفرد الذي يتصرف أخلاقياً هو الذي يستطيع تحديد القانون الأخلاقي بالضبط، فلا يتعالى عليه أو يغالي في تصرفاته من جهة ومن جهة أخرى لا يصل في تخلقه إلى أقل من مستوى هذا القانون.
ويرى كونفوشيوس أن الحروب التي تهدد العالم إنما مردها إلى فساد الحكم، ويرجع هذا الأخير إلى أن القوانين الوضعية مهما بلغت من الدقة والرقي لا تستطيع أن تحل محل النظام الاجتماعي الطبيعي الذي تفرضه الحياة الأسرية المنتظمة. فإن كانت الأسرة فاسدة مختلة النظام فلا يمكنها أن تهيئ النظام الاجتماعي المنشود.
ودعا كونفوشيوس إلى توزيع الثروة والعناية بالعجزة والمسنين والأرامل، وناشد الحكام بالجد والاقتصاد من مظاهر البذخ والترف ( ).
وبالنظر إلى مظاهر الفوضى الضاربة في مختلف أوجه الحياة الصينية، فقد بدا هم كونفوشيوس الأساسي متمثلاً في كيفية تهذيب النفس الإنسانية وتربية العقل البشري وتنميته من ناحية، ومن الناحية الثانية كيفية العثور على أمير أو حاكم يستطيع أن يعيد الأمور إلى نصابها، وأن يحيل أفكاره في التربية والتشريع إلى قواعد وقوانين منظمة تصلح من أحوال الدولة وتحفظ عليها هيبتها.
وقد أوضح كونفوشيوس أنه لا توجد أية مقاييس أو معايير عقلية نهائية أو مبادئ أخلاقية يمكن القول بأن العقل قد اكتشفها أو أنه توصل إليها قائمة بعيدة عن المجتمع، ومن هذا الإدراك فقد استطاع أن يستخلص إحدى النتائج الرئيسية تلك أن أسمى الأخلاقيات جميعاً هو الواجب الاجتماعي Social duty وأن النظام الوحيد في الكون الذي يمكن أن يشارك بفاعلية في إثرائه وتطويره هو النظام الاجتماعي Social order.
وقد كان هم كونفوشيوس هو كيف يصبح الناس نبلاء فاضلين ليحققوا بذلك العالم الفاضل والسلوك الفاضل يتضمن العديد من الخصائص في مقدمتها الوضوح والصدق والصراحة والغيرية وربما قبل كل هذا حب الآخرين.
والدين بالنسبة لكونفوشيوس هو مجموعة من السلوك الخلقي القويم الذي يتمثل في مواساة اليتيم والبر بالفقراء والمعوزين وحفظ اللسان عن الزلل، وكف اليد عن الاعتداء على الغير، وانتهى إلى مبدأه الأخلاقي الشهير (لا تعامل الناس بما لا تحب أن يعاملوك به). وفي ضوء هذا المبدأ سعى إلى تهذيب السلوك وتنميته، وهذا لا يتم إلا عن طريق التهذيب والتربية ( ).
ويهتم كونفوشيوس في حديثه عن الخير، وتهذيب القوة التي تولده وأداء