وتعتقد أسرة (تشو) أن الإله الأعلى هو السلف الأعظم (شانج – تي Chang – Ti) وهو لفظ مرادف لـ تين Tien (أي السماء) وتمسك السماء – أو هكذا كان الاعتقاد السائد – بيدها الكون بأسره، وتقضي بتعاقب الفصول في مواقيتها وتأمر بدورة الموت والتجدد، وتكفل خصوبة الرجال والنساء والحيوانات والمحاصيل. غير أن السماء تمنح مسئولية تنظيم الكون لوصيتها على الأرض وهو (ابن السماء تين تزو Tien – Tzu ولقد وقع الاختيار على أسرة تشو للقيام بهذا الدور كما تزعم. (وتنظيم الكون) مسألة لابد أن تكون مقبولة عند السماء (بي Pei) عن طريق الطقوس والشعائر ومن خلال تأدية هذه الطقوس التي تستحدث وقائع النظام الطبيعي وتسلسله في الكون ووسط الجنس البشري.
وكانت الوظائف الكهونية للملوك تعتمد على تقديم القرابين للملوك الأموات وإلى شانج – تي Shang Ti الأكثر بعدا، ومن ثم الأكثر قوة من بينهم. كما تعتمد على تقديم تقرير لله عن مسار الأحداث الدنيوية، والانخراط في طقوس إيمانية مثل حرث الأرض، وبذر البذور.
ولقد كانت عبارة (مقبول من السماء) عن طريق الشعائر (باي Pei) هي رخصة الملك إلى السيادة وهي التي تزوده بالنفوذ السياسي القوي الذي يلزم رعاياه بالولاء له، ويساعد الملك في التأدية الصحيحة لواجبات الكهنة.
ويشهد على طبيعة الملك شبه الإلهية اختيار السماء له على أنه ابنها، مما يعطي للملك سلطة سياسية على رعاياه الذين يكلفون بدورهم (بالمناصب) عن طريقه. وكما أن الملك يحكم بفضل (تفويض) السماء له فكذلك بفعل أمراء الإقطاع في مملكته، إذ تكون لهم سيادة محلية تحت إشراف الملك( 1).
الخصائص الأساسية للفكر الصيني:
تقوم الحضارة والثقافة الصينيتان على أساس فلسفي تشكله في المقام الأول ( 1) جفري بارندر، ص273.