كل جانب تقريباً، من جوانب الحياة اليومية – التنبؤ بالغيب، وتحكمه اعتبارات الحظ الحسن أو الفأل السيء، أما (القوى) التي يستشيرونها في عملية التنبؤ بالغيب فهي أرواح الموتى من الملوك أو تي Ti وكذلك أرواح الأسلاف. ونحن نعرف أن هناك عنصراً جنسياً في هذه العبادة، وذلك من الآثار الباقية من أشكال الخطوط التي لا يزال من الممكن تمييزها. ولكننا نعرف أيضاً من الأسئلة التي تطرح حول آداب تقديم القرابين وتأدية الطقوس، أن آلهة التلال والأنهار وغيرها من آلهة الطبيعة والأرواح الحارسة كانت تعبد إلى جانب أرواح الموتى، ولم يكن الموتى وحدهم هم الذين يسألون عن الهداية والإرشاد في مسائل السلوك، بل كان يتوسل إلى قوتهم الداخلية (مانا) Mana حتى تكفل خصوبة الرجال والنساء والمحاصيل والحيوانات.
ولم تكن الأرواحية أو الأنيمزم Animism (عبادة آلهة الطبيعة) وطقوس الخصوبة وعبادتها – ولاسيما عبادة الأسلاف – مجرد مظاهر لأقدم الممارسات الدينية الصينية التي حفظها التاريخ فحسب، وإنما هي تتكرر في صور منوعة ومختلفة في (الديانة الشعبية) للعصور التالية ( 1).
الملك ابن السماء: كان ملوك الصين ملوكاً وكهنة في آن واحد، وتعتمد سيادة الملك على أن السماء هي التي قلدته منصبه، وعندما ثار (ون Wen) على أسرة شانج تولى ابنه الملك (وو Wu) 1027 – 1025 ق. م العرش وأسس أسرة تشو. وحكمت هذه الأسرة على نحو ما تؤكد وثائق عهدها، معتقدة أن رسالتها قد قضت بها السماء، فالسماء هي التي أزاحت أسرة شانج وأنهت تفويضهم بالحكم، وهي التي كلفت أسرة تشو الملكية بتولي هذا المنصب الذي هو (تفويض من السماء).
( 1) جفري بارندر، ص271.
مزيد من التفاصيل انظر كريل هـ. ح، الفكر الصيني من كونفوشيوس إلى ماو تسي تونج، ترجمة عبد الحليم سليم، مراجعة على أدهم، الهيئة المصرية العامة، القاهرة،1971.