المجال المغربي : الموارد الطبيعية و البشرية
تمهيد إشكالي : يقدم المجال الطبيعي المغربي عدة إمكانيات طبيعية لكن استغلالها تعترضه عدة مشاكل، كما يتوفر المغرب على موارد بشرية مهمة لكنها غير مستغلة لتحقيق التنمية البشرية و الإقتصادية. فما وضعية الموارد الطبيعية بالمغرب ؟ وما أساليب تدبيرها ؟ ما وضعية الموارد البشرية بالمغرب؟ وما الجهود المبذولة لتحسينها؟
النشاط الأول: وضعية الموارد الطبيعية و توزيعها بالمجال المغربي :
- التربة : 12،8% فقط صالحة للزراعة وفي تراجع مستمر بفعل الهشاشة، ضغوط التعمير ، الإستغلال المفرط، التعرية، التصحر، الملوحة...إلخ.
=< تراجع المجال الزراعي وتدهور الوضع البيئي .
- الغابة : يتميز المجال الغابوي بتراجعه المستمر : الجفاف، الاجتثات، الرعي الجائر، الحرائق...إلخ. =< تراجع المجال الغابوي .
- الماء : يتوفر المغرب على موارد مائية مهمة نسبيا سواء كانت سطحية أو جوفية لكن الإحتياطي منها في تراجع لمعاناته من : الثلوت، الجفاف، عدم انتظام التساقطات، سوء توزيع الموارد المائية و أغلبها توجد في المنطقة الأطلنتية...=< نقص في الماء.
- البحر : يتوفر المغرب على مجال بحري واسع لوجود واجهتين بحريتين ( البحر المتوسط و المحيط الأطلنتي) مما أدى إلى وجود ثروة متنوعة لكنها تتعرض للإستغلال المفرط، عدم احترام الراحة البيولوجية، آليات الصيد الحديثة، التلوث، غياب وسائل المراقبة...إلخ.=< استنزاف الثروات البحرية و انقراض بعض الأنواع.
- المعادن : توجد في المجال المغربي موارد معدنية أهمها الفوسفات( المرتبة الثالثة عالميا في الإنتاج و الأولى عالميا في التصدير ) إضافة إلى الحديد و النحاس والزنك و الرصاص، والمنغنيز لكن كمياتها قليلة. ويعاني قطاع المعادن من ندرة المناجم، تراجع صادرات المعادن، اتجاه أغلب الشركات المنجمية نحو قطاعات أخرى.
- الطاقة : يتوفر المغرب على بعض مصادر الطاقة لكن كمياتها ضئيلة ومكونة من الصخور النفطية و الغاز و البترول مع إغلاق المنجم الوحيد للفحم في جرادة ويستغل المغرب الطاقة الريحية قرب تطوان و الطاقة الشمسية في ورزازات.
النشاط الثاني : وضعية الموارد البشرية ومستوى تنميتها :
1 – وضعية الموارد البشرية في المغرب:
+ تطور أعداد السكان + التوزيع حسب الفئات العمرية وحسب المجالين الحضري و الريفي + تزايد السكان القادرين على العمل مما يفرض ضرورة توفير فرص الشغل + عدد السكان الحضريين يفوق عدد السكان القرويين نتيجة الهجرة القروية نحو المدن مما سيؤدي إلى تفشي البطالة و الإنحراف والسكن غير اللائق وضعف المرافق الحيوية في المدن .
2 – مستوى التنمية البشرية لدى سكان المغرب :
- الساكنة النشيطة : + نسبة السكان النشيطين بالوسط الحضري تفوق نظيرتها بالوسط الريفي .
- البطالة : مرتفعة في الوسط الحضري مقارنة بنظيرتها في الوسط الريفي .
- الأمية : لازالت نسبتها مرتفعة رغم تراجعها و هي مرتفعة في صفوف الإناث خاصة، حيث سجلت 55 % سنة 2005 وترتفع خاصة في المجال القروي و يصل معدل الأمية على الصعيد الوطني حوالي 43% .
- الصحة : تنوع المؤسسات الصحية و تضم المستوصفات الصحية القروية و الحضرية و مستشفيات عامة و متخصصة و رغم ذاك فهي محدودة حيث نجد طبيب واحد لكل 2000 نسمة .
- السكن : ضعف الوعاء العقاري مما ينتج عنه أزمة حادة في السكن .
- مؤشر التنمية البشرية : يبقى متوسطا في كل جهات المغرب وهو أقل من0،800 .
النشاط الثالث : بعض أساليب تدبير الموارد الطبيعية و البشرية لتحسين مستوى التنمية بالمغرب :
1 – بعض أساليب تدبير الموارد الطبيعية و حمايتها :
- الماء : + بناء السدود+ تنقية المياه المستعملة+ إصدار قانون الماء + ضرورة ترشيد استعمال الماء وبيعه بثمنه الحقيقي .
- التربة : + التشجير لتثبيت التربة بواسطة الجذور + بناء الحواجز للتقليل من التعرية +إتباع أسلوب الدورة الزراعية.
- الغابة : الاهتمام بالبحت العلمي حول الغابة + تشجيع عمليات التشجير لتجديد الغابة.
- المعادن : جلب الاستثمارات الأجنبية لخلق صناعات لتحويل المعادن داخل البلاد+ التنقيب عن مناجم جديدة .
- الطاقة : الاهتمام بالطاقات المتجددة الريحية و الشمسية و الكهرومائية .
2 – بعض أساليب تدبير الموارد البشرية لتحسين مستوى تنميتها :
- أعطى الملك محمد السادس انطلاقة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في 18 ماي 2005 م وذلك بمعالجة المعضلة الإجتماعية من خلال مشروع مجتمعي يهتم ب :+معالجة العجز الإجتماعي في المناطق الأكثر فقرا + تشجيع الأنشطة المنتجة للدخل القار الموفرة لفرص الشغل + الإستجابة للحاجيات الضرورية للأشخاص الأكثر فقرا.
وتم اتخاذ عدة تدابير على عدة مستويات :
*المستوى الإقتصادي : خلق مقاولات الشباب+ تشجيع الإستثمار + خلق الأقطاب الإقتصادية الكبرى ( الدار البيضاء، مراكش، فاس، طنجة ).
*المستوى الإجتماعي : محاربة الأمية+ دعم التمدرس+ محاربة السكن الغير اللائق + تعميم التغطية الصحية .
*مستوى التجهيزات الأساسية : تعميم الاستفادة من الخدمات العمومية كالماء و الكهرباء و بفك العزلة عن البوادي.
- ومن الأساليب المتخذة لمحاربة الفقر : + الولوج إلى التجهيزات الأساسية ؛ الماء، الكهرباء، الطرق ..
+ تقوية الرأسمال البشري؛ الصحة، التعليم، التكوين..
+ الأنشطة المدرة للدخل؛ القروض الصغرى، التعاونيات..
خاتمة: يواجه المغرب صعوبات في تدبير الموارد الطبيعية و البشرية التي تتباين حسب الجهات ، لهذا نهج سياسة إعداد التراب الوطني.
المصطلحات : *المجال : الإطار المكاني الذي تتوطن فوقه الكيانات الجغرافية، وله خصائص هندسية محددة ( الطول، العرض، الامتداد، الارتفاع ) .
*الموارد الطبيعية : كل المؤهلات الطبيعية التي يمكن الانتفاع بها، كالتربة و الماء والنبات، والثروات البحرية ...إلخ.
*الموارد البشرية : مجموع الإمكانات و المؤهلات السكانية التي تتوفر في مجال جغرافي معين، وتساهم في تنميته.
*الموارد المائية : كل الثروات المائية المتوفرة في منطقة معينة، سواء من مصدر سطحي أو مصدر جوفي .
*الموارد البحرية : كل الثروات المتوفرة في المجال البحري، وهي بيولوجية ( أسماك، طحالب...) أو معدنية و طاقية ( بترول ، غاز ...) .
*الانتقال الديمغرافي :تحول بنية ساكنة معينة من نظام تقليدي إلى نظام عصري .
* السكان النشيطون : السكان في سن العمل و القادرون عليه( 15 – 60 سنة )، سواء كانوا يشتغلون أو في وضعية بطالة .
*المبادرة الوطنية للتنمية البشرية : عملية أعطى انطلاقتها جلالة الملك محمد السادس من أجل تحسين الأوضاع الإقتصادية و الإجتماعية للسكان، وذلك بتاريخ 18 ماي 2005 .
من إعداد : هشام الغيزي