هذه الفتنه فتنه العلاقة المحرمة بين الفتاه والرجل ( العشق ) عمت الكثير إلا من رحم ربي
وهذه الفتنه أنتشرت نظراً الواسع وتوافقها مع طبيعة النفس التي تهوي وتحب
مع الأضافة لتأخر سن الزواج والذي دفع كثير من الشباب أن يوجه هذه العاطفة التي هو مفتور عليها من الأساس عاطفة الحب أن يوجهها توجيه خاطئ
بدلاً من أن توجه إلي أمراً يحبه الله ورسوله
فقدت أختزنت معاني هذه الكلمة ومعانيها وأساليبها إلي معني واحد معني سوء وهو العلاقة المتبادله بين الشاب والفتاه ( العشق )
أختنا ما أجمل أ الفتاه أن تشعر أنها درّة في تاج محمول علي الرؤوس
وما أجمل أن تشعري بحلاوة الربيع في أيام الخريف الشاتية
وما أجمل أن يشعر المؤمن بالدفئ في أيام البرد القاسية
ما أجمل أن تجدي إنساناً يتحدث معكِ بكلمات عذبة طيبه رقراقة
ولكن ينبغي أن تعرفي ما هو الحب يا حارسة الفضيلة
أن النبي صلي الله عليه وسلم بين لنا معني الحب في حديث من أحاديثه
قال صلي الله عليه وسلم ( لا يؤمن أحدكم حتي أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين )
وحب الوالد للولد هو حب العطف والرحمة والشفقة
حب الولد للوالد هو الأدب والأحترام
حب الإنسان لعموم الناس هو حب الخلطة وحب الأستئناس كاحب الأخوة في الله والتعامل علي البرّ والتقوي
وهناك أنواع كثيرة من الحب ذكرها الله سبحانه وتعالي في كتابه منها ما هو محمود ومنها ما هو مذموم
ولو تدبرنا في كتاب الله تبارك وتعالي نجد الحب قد ذكر بأنواع كثيرة
في سورة كلنا يحبها وكلنا معلق بهذه السورة
سورة صغار وكبار يعرفها وأنتشرت بين الشباب
سورة (يوسف)
الله سبحانه وتعالي ذكر قصة حب في هذه السورة درات بين أمرأة وبين شاب في ريعان شبابه
(وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً )
هذه صورة من صور الحب يا عفيفة
أنتِ كمسلمة تديني بدين الإسلام هل ترضي بهذه العلاقة المحرمة ؟
كل الشباب يذكرون هذا المثال ليوسف عليه السلام بالعفة
سبحان الله يذكرون المثال ويقعون فيه كاصورة من صور الحب !
لو أنتقالنا إلي أيه أخري نجد أن الله سبحانه وتعالي ذكر قصه حب أخري
قال تعالي وهو يوضح هذه العلاقة (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ)
فهذه علاقة أيضاً علاقه حب فهل يا تري نرضها أن نجعل لله نداً في محبته ؟
ثم وضح الله سبحانه وتعالي هذه العلاقة السامية التي تربط بين العبد وربه فقال سبحانه
(وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ )
إذا أردنا أن ننظر إلي العلاقة الحب التي نريد أن ننشرها بين الناس
أن الله سبحانه وتعالي فطر العبد علي وجود العاطفة والمحبة
فطر العبد علي وجود الغضب وفطر العبد علي وجود الشهوة
فيبنغي علي الإنسان أن يوظف التوظيف الأمثل
فإذا أراد أن يغضب أن يكون غضبه لله
فإذا أراد أن تكون هناك شهوة وهو مجبول عليها أن تكون فيما يحب الله وهو مأجور عليها
كما قال صلي الله عليه وسلم (وفي بضع أحدكم صدقة)
وإذا أراد أن يوظف مسئله الحب فاليجعلها فيما يحب الله سبحانه وتعالي
وهذا الحب الذي نستطيع أن نقتسبه من أجمل بيت عرفته البشرية بيت النبي صلي الله عليه وسلم
الذي علم الدنيا كلها الحب
كان النبي صلي الله عليه وسلم يعلن الحب من وقت لأخر
كان صلي الله عليه وسلم يعلن حبه لزواجته علي رؤؤس الأشهاد
وفي الصحيح من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه قال ( أرسلني رسول الله صلي الله عليه وسلم في غزوة ذات السلاسل فخرج رجل من الصف فيقول يا رسول الله من أحب الناس إليك
فقال النبي عائشة )
الجيش خارج والنبي صلي الله عليه وسلم يقف ليودع الجيش وخرج المسلمين ليودعهم ويخرج رجل من الصف أمام الجميع فيسئل النبي صلي الله عليه وسلم السؤال فيقول النبي صلي الله عليه وسلم في وسط الحاضرين (عائشة)
قالها صلي الله عليه وسلم بصورة واضحة وبيّنة
فمن من الرجال يفعل ذلك في هذه الإيام ؟
ولدرجة أن أهل المدينة كانوا ينتظرون اليوم الذي يكون فيه رسول الله صلي الله عليه وسلم
عند عائشة ليتعاهدوا رسول الله صلي الله عليه وسلم بالهدايا لأنهم يعرفون منزله عائشة من قلب رسول الله صلي الله عليه وسلم
يا حارسة الفضيلة
عائشة تعلمت الحب من رسول الله صلي الله عليه وسلم
كما جاء في سنن الترمذي من حديث عطاء ابن ابي رباح وعبيد الله ابن عبد الله
قالا دخلنا علي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فقالنا يا أم المؤمنين إلا تحدثين بأعجب شيئاً رأيتيه من النبي صلي الله عليه وسلم فبكت فقالت (قام رسول الله صلي الله عليه وسلم ذات ليلة فقالت يا رسول الله والله أني لأحبك وأحب قربك وأحب ما يسرك )
هذا ما نريده حب الزواج الحب العفيف الحب الشريف
وليس حب الرسائل ومكالمات الجوال حب الأختلاط والنظر إلي المحرمات ليس حب المسنجر والشات وحب المنتديات
هذا ليس بحب بل هو ضلال ومكر صاغة الشيطان في قلوب الغافلين بمعاني مختلفه حتي يقعوا فيه عن طيب خاطر وألفة
تبدأ العلاقات تحت مسمي التعاون بين الجنسين ، تعاون في طلب موضوع أو درس أو محاضرة مفقودة
ثم يتطور الأمر إلي ثناء ومدح ، وغالب المدح لا يكون علي الموضوع ذاته ، ولكن تعلقاً بالشخص نفسه ، ثم يتطور الأمر إلي حديث مباشر بحجة التواصل الفكري
ثم بعد ذلك تبدء مرحلة التعلق والتي هي دائرتها دائرة الحرام المحض
أن حيائك يقل درجة درجة بكل كلمة تخرج بدون حاجة لهولاء الرجال
حتي ينعدم نهائياً بوقوعك في دائرة الشبهات في علاقة محرمة
وكما قيل
نزعت حياها من محياها رضاً فرأت جحيماً كان ظاهره الرواء
خضعت بقولً للشباب فذلهً والله تصلاها إذا أنقطع الرجاء