منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - كيـــــــــف تطفــــــــــــئ جمـــــــــــرة غضــــــــــــــــبك ؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-11-20, 11:37   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
قمر الزمان رؤية
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية قمر الزمان رؤية
 

 

 
إحصائية العضو










B11 كيـــــــــف تطفــــــــــــئ جمـــــــــــرة غضــــــــــــــــبك ؟

كيف تطفئ جمرة غضبك ؟





الحمد لله الذي خلق الظلمات والنور ، ثم الذين كفروا بربهم يعدلون ،

والصلاة والسلام على رسول الله ، أعاذه الله من نزغات الشياطين ،

فسلم من كيدهم وما يمكرون ، وأشهد أن لا إله إلا الله ،

وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وإليه ترجعون ،

وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ،

صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأتباعه إلى يوم يبعثون ، أما بعد :

فالغضب نفخة من نفخات الشيطان الرجيم ـ نعوذ بالله منه ـ

ليسيطر به على صاحبه ، فيفقده اتزانه ، فيقول ويعمل ما يوبق

دنياه وأخراه ، وكم من عاقل فقد عقله حال غضبه فأرداه

الشيطان في داهية ، وألقاه في هاوية !

وكم من رجل غضب في لحظة شيطانية ، فتكلم بما يوجب له النار ،

وكان الغضب سبب تلك الخطايا والأوزار !

وكم من رجل حليم ، غضب فظلم ، وسخط فحرم ، وتكلم فندم !

وكم من زوج محب لزوجته ، ملكت عليه لبه ، وتمكنت من قلبه ،

فوقعت فيما يسخطه ، فغضب منها غضبة أوقعته فيما كان يحذر

، فمد يده عليها بغير حق ، وتكلم عليها بباطل ، وربما طلقها

بغير جرم ، فندم يوم لا ينفعه الندم ، فخرجت من بيته وهو لها

محب ، وفرق بينهما الغضب !

وكم من والد غضب من ولده ، فضربه ضربا مبرحا ، حتى أعطبه وأرداه ،

وأوقع به من العطب في بدنه ، ما جعل الوالد الحزين يندم على ذلك مدى عمره ،

ولو تأمل بعقله لوجد أن السبب لا يستحق هذا الغضب !

وكم من رجل عاقل تعرض له بالأذى أو الخطأ رجل آخر ،

فنفخ الشيطان في قفاه ، فتقاتلا كالأعداء ، فقتله أو جرحه ،

فكانت السجون من بعد بيته موطن سكنه وحزنه ،

أو كان السيف الأبتر الذي دقت به عنقه ثمرة من ثمرات الغضب !

وكم ، وكم ، وكم ...

مواقف حزينة ، وكلمات مشينة ، وكربات جسيمة ، ونكبات عظيمة ،

كان الغضب سببا فيها ، وقائدا إليها ، وربما تعرض المرء للحظة

غضب أردته في الدنيا قبل الآخرة ، وعرضته لمساخط الله

وحلول عقابه عليه ، ولعاقل أن يسأل :

فما الحل ؟ وما وسائل كبح جماح الغضب ؟ وكيف نتخلص منه ؟

ونبتعد عنه ؟ وأينا لا يغضب !

ولطرح حلول عملية في هذه القضية جاءت هذه الرسالة ،

بلفظ سهل ، وعبارة ميسورة ، وكلمات سهلة ، فعسى الله أن

ينفعني بها وإخواني المسلمين ، وبالله نصول ونجول ونستعين :

* فمنها ؛ أن تعلم أن الغضب إنما هو نفخة من نفخات الشيطان على الإنسان ،

فلتحذر من عدوك ، فإنه يريدك أن تغضب ليتكلم على لسانك ،

ويبطش بيدك ، ويسحق بقدمك .

فعن سليمان بن صرد ـ رضي الله عنه ـ قال : كنت جالسا مع

النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ورجلان يستبان ، فأحدهما احمر وجهه ،

وانتفخت أوداجه ، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم :

" إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد ،

لو قال : أعوذ بالله من الشيطان . ذهب عنه ما يجد " .

فقالوا : إن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :

" تعوذ بالله من الشيطان " فقال : وهل بي جنون ؟ " [1].

هل رأيت ماذا قال ؟!

جربها أنت مع من تراه يخاصم ويهاجم ، وقل له : استعذ بالله من الشيطان ،

فهل تراه يقولها من أول وهلة ؟ جرب لتعرف الجواب .

* ومنها ؛ أن تدرك الأجور العظيمة التي أعدها الله تعالى لمن كتم

غيظه وكف غضبه ، ولو شاء لأنفذه ، ولكنه تركه لله تعالى .

فعن معاذ بن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله عليه وسلم :

" من كظم غيظا وهو يستطيع أن ينفذه ، دعاه الله يوم القيامة

على رؤوس الخلائق ، حتى يخيره في أي الحور شاء " [2]

وعن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :

" ما من جرعة أعظم أجرا عند الله من جرعة غيظ

كظمها عبد ابتغاء وجه الله " [3]

وعن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :

" ... ومن كف غضبه ، ستر الله عورته ، ومن كظم غيظا

ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رضا يوم القيامة ..." [4]

* ومنها ؛ أن تفارق المكان الذي غضبت فيه إلى حين ، فيخسأ الشيطان ،

ويعود إليك الاتزان ، فإذا غضبت من زوجتك فلا تقعد معها في البيت

بل اخرج من المنزل لبضع ساعات ، لتعود إليه وقد ذهب غضبك ،

وأمعنت الفكر في المشكلة التي وقع عليها الخلاف ومن أجلها الشجار ،

وكذلك الحال عندما يحدث بينك وبين غيرك شجار أو عراك أو خصومة ،

اخرج ؛ لتنجو .

فعن سهل بن سعد ـ رضي الله عنه ـ قال : جاء رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم

ـ بيت فاطمة ـ رضي الله عنها ـ فلم يجد عليا ـ رضي الله عنه ـ

في البيت ، فقال :

" أين ابن عمك ؟ " فقالت : كان بيني وبينه شيء ، فغاضبني ،

فخرج فلم يقل عندي ، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم لإنسان :

" انظر أين هو ؟ " فجاء ، فقال : يا رسول الله ! هو في المسجد

راقد ، فجاء رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو مضطجع ،

قد سقط رداؤه عن شقه . فأصابه تراب ، فجعل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم

ـ يمسحه عنه ، ويقول :" قم أبا التراب ! قم أبا التراب ! " [5]

* ومنها ، أن تستعيذ بالله من شره وتلبيسه وتوهيمه وغمزه

ولمزه ، فإنه القادر ـ سبحانه ـ أن يحميك من شر وضره .

قال تعالى :

[ وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم ] [6]

وقوله تعالى :

[ وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوز بك رب أن يحضرون ] [7]

* ومنها ؛ أن تجلس إذا كنت قائما ، وتضطجع إذا كنت جالسا ،

وهو خلاف ما يريده منه عدوك .

وتأمل حالك عندما تغضب ! تنتفخ أوداجك ، ويحمر وجهك ،

ويتشنج بدنك ، وتضطرب أطرافك ، وتزداد خفقات قلبك ،

فتقوم من جلستك ، وتقعد من رقدتك ، وتستعد للعراك والنزال ،

فعليك بعكس مراده ، ومخالفة مقصوده ، وهي وصية نبوية

من خير البرية ـ صلى الله عليه وسلم ، وهي عسيرة إلا على من

يسرها الله عليه .

فعن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ قال : إن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال لنا :

" إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ،

فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع " [8]

* ومنها ؛ أن تطفئ الغضب بالوضوء ، فالشيطان مخلوق من نار ،

ولا يطفئها إلا الماء ، فعليك به تنجو من شروره ـ بإذن الله .

فإنه يروى أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :

" إن الغضب من الشيطان ، وإن الشيطان خلق من النار ،

وإنما تطفأ النار بالماء ، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ " [9]

* ومنها ؛ أن تصمت حال غضبك فلا تتكلم حتى لا تندم ،

فغالب الكلام في وقت الغضب لا يسر ، ولذلك أرجو أن تقوم بهذه

التجربة أو تطلبها من غيرك ، فإذا غضبت يوما من الأيام أدر

جهاز تسجيل الأصوات ليسجل كلامك ، لتسمع بعد ذلك

ما يسوؤك ولا يسرك !

عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :

" علموا ويسروا (ثلاث مرات ) ، وإذا غضبت فاسكت ( مرتين ) " [10]

فعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :

" من كف غضبه كف الله عنه عذابه ،

ومن خزن لسانه ستر الله عورته ،ومن اعتذر إليه عذره "[11]

وعن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ

أنه ارتقى الصفا ، فأخذ بلسانه ، فقال : يا لسان ! قل خيرا تغنم ،

واسكت عن شر تسلم ، من قبل أن تندم . ثم قال :

سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول :

" أكثر خطايا ابن آدم في لسانه " [12]

* ومنها ؛ أن تحذر من دواعيه الجالبة له والمتسببة فيه ،

فإذا علمت من نفسك أنك غالبا ما تغضب في بعض الأماكن

فلا تذهب إليها ، وإذا كان في العادة لقاؤك ببعض من تعرف

سيثير غضبك ، فلا تلقاه إلا في وقت الضرورة أو فيما وجب

عليك من الصلة .

* ومنها ؛ أن تسيطر على نفسك ، وتتحكم في قولك وفعلك ،

وهل الشديد إلا من حكم نفسه قبل أن يحكم غيره ؟!

فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ::

" ليس الشديد بالصرعة ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب "

[13]

فنفسك ميدانك الأول ، ومن سنة القتال :[ قاتلوا الذين يلونكم ]

* ومنها ؛ قراءة القرآن بصوت مسموع ، فإن الشيطان يفر من

القرآن ، ويهرب من الذكر ، ويولي عند رفع شعائر الله كالأذان .

قال تعالى :

[قل أعوذ برب الناس(1)ملك الناس(2)إله الناس(3)

من شر الوسواس الخناس(4) ] [14]

والخناس هو الشيطان يخنس أي يختبئ ويهرب عند ذكر الله ،

فإذا غفل العبد عن الذكر حضر العدو فوسوس ،

والشيطان لا يقرب بيتا يقرأ فيه بالبقرة وآل عمران .

* ومنها ؛ احرص على استقرار حالتك الطبية والنفسية ،

فإن لبعض الأمراض العضوية تأثير بالغ في الحالة النفسية

للمصاب بها ، كمرض السكر والضغط ، فإن لها أعظم الأثر في

كثرة الغضب والتهيج النفسي ، فحاول أن لا يرتفع منسوب

السكر وكذلك الضغط في الدم ، لتسلم !

* ومنها ؛ انظر بعين فاحصة لأسباب الغضب ، فلعل بعضها

لا يستحق هذا منك ، فهل يحق لك أن تغضب من أجل أمر تافه ؟!

أعتقد أنك أكبر من هذا !

وربما تجد أنك غضبت غضبا يغضب الله عليك !!

فتدبر ! حتى لا تخسر .

** سؤال أخير : هل تغضب لله تعالى ؟ وهل غضبك لله كغضبك

لنفسك ؟ فإذا رأيت حدود الله تنتهك ، وحمى الله يستباح ،

وفرائض الله تضيع ، تمعر وجهك غيرة وغضبا ، وفارت دماء

الحمية الإيمانية في أوردتك ، أم أن الأمر لا يعنيك ،

ولا يمت بصلة إليك ؟!

منقول للافادة