المشكل يكمن أولا في العقول الحاكمة ,, و العقول المسيرة
أعطيك مثال : لو أحضرت بدوي عاش حياته كلها في البادية تحت الخيمة , لم يرى في حياته سيارة , ثم أحضرت له سيارة, و قلت له : كيف يمكنك تحريك السيارة ؟ ما هو الجواب الذي تتوقعه ؟ بطبيعة الحال سوف يحاول دفعها بيده ,, لأنه يجهل هذا الشيء الجديد , لكن لو أحضرت طفل من المدينة لم يسوق السيارة في حياته , و طلبت منه نفس الطلب , أكيد سوف يريك مكان المفاتيح و يقول لك يجب إدارة المفاتيح ثم قيادة السيارة , و أضيف إلى ذلك سوف يقول لك بأنه يجب تعلم القيادة
هذا هو الفرق بين من يجب أن يكون وزير و من هم وزراء اليوم , الذين هم اليوم لا يملكون في عقولهم فكرة التطور و مراحل التطور , فكيف لهم التفكير في المستقبل , الكل يفكر في تبذير الأموال و الأكل و الشرب و الاستجمام و فرض الإراء الخاطئة
أعطيك مثال ثاني :
مشروع توكاماك (tokamak ) , بديل لإنتاج الطاقة عن طريق الاندماج النووي , مشروع عملاق تكلفته 3 مليارات جنيه إسترليني , تعكف بريطانيا و ألمانيا بمشاركة باحثين أمريكيين على بنائه في بريطانيا , حجمه حوالي 10 طوابق , و لن ينتهي فقط بنائه قبل 20 سنة من الآن , و عندما يتم بنائه يكون أول نموذج , يعني في طور التجربة ,
من يقدم على هذا النوع من المشاريع في دولنا المتخلفة , هل يفكرون هنا في مشروع يمتد مداه الى 10 سنوات فقط
هذا هو الفرق ,
أضيف لك مشكل آخر : من المعروف أن الإنسان عندما يتجاوز 70 سنة يبدأ بفقدان الذاكرة تدريجيا , و يفقد حتى التحكم في وظائفه الحيوية , أنظر الى جميع الدول العربية , من هم على رأس الوزارات و الشركات الحساسة لتعرف و تستنتج
المشكل عندنا هو وجود مداخيل مهمة من النفط و الغاز , لكن أغلبها يوجه لبناء الإدارات و الملاعب و المسارح و الرحلات و منح لنواب البرلمان و .و.و. يعني سوء توجيه الميزانيات , هذا بالإضافة للإختلاسات و الخيانات و السرقات . إختلاس مثل ما حدث في سوناطراك لا يحاسب من كان على رأس تلك الهيئة و هو حر طليق في أوروبا ,
ما هو الفرق بيننا و بين ألمانيا , الفرق هو حوالي 500 سنة تخلف , المطلوب هو سياسات هادفة للنهوض للإمام
المطلوب هو البحث في مصادر الطاقات المتجددة لأنها قلب بناء المستقبل الواعد
ألمانيا عندما خرجت من الحرب العالمية الثانية كانت مدمرة تدميرا كليا و معاقبة و مقسمة , أنظر كيف هي الآن , من أقوى الدول , و تعتبر الوحيدة حاليا البعيدة عن الأزمة المالية التي تمس دول أوروبا , ألمانيا تعتبر في قمة الصناعة و التكنولوجيا , إتقان لا مثيل له في العالم , كيف وصلت لهذه الدرجة ,, طبعا وصلت بحكمة مسؤوليها و توجيه مشاريعهم لأهداف نبيلة و اهتمام مسؤوليهم و رؤسائهم بشعوبهم و بخططهم البعيدة المدى
و اليابان كذلك , و حتى الهند تعتبر حاليا من الدول التي تسير نحو الأمام في الصناعات و البحوث , أنظر إلى ماليزيا , نيجيريا أحسن منا بكثير , أين هو الخطأ , البعض يتهم الشباب , و يحاول رمي اللوم عليه , لكن الشباب بريىء من كل هذا , الفرق هو : ماذا يوجد في عقول أصحاب الخطط و الآراء و أصحاب القوانين و المشاريع , الذين يعتبرون أنفسهم لا يخطئون , و الذين يملكون في أبعد الحدود شهادات شرفية لا أكثر من ذلك
أنظر إلى الجزائر : هل يمكنك إخراج شهادة ميلاد في يومك ,بعد 50 سنة بعد الاستقلال مازلنا في حضيض الحضارة , من المسؤول ؟ هل الشباب الضائع الذي هرب أغلب مثقفوه إلى أوروبا و هم حاليا من رواد المخابر الأوروبية
الفرق بيننا و بينهم هو أننا ندعي الإسلام و أغلب إطارات الدولة يخالفون التعاليم الإسلامية , لا عدالة , لا مساوات , أما هناك في أوروبا و أمريكا , مسؤوليها كفار لكن يطبقون التعاليم الإسلامية لأنها من مبادئهم : العدالة و المساوات و الإهتمام بشعوبهم و محاكمة المختلسين و المرتشين و النظر للأمام , و ينجزون مشاريع عمرها 40 سنة ليس لهم و لكن لأبنائهم ,
الإسلام يقول إغرس شجرة و أكمل غرسها حتى لو قامت القيامة , لكن الذي يدعي الإسلام سوف لن يغرسها لأنه سوف يقول لك , ما حاجتي بها , لكن هم في أوروبا ينجزون مشاريع يمكن القول عليها مستحيلة التحقق , و قناة national geographic أبو ظبي خير دليل على مشاريعهم الخيالية
هناك من الدول من هي تجارب ناجحة بكل معنى الكلمة , لماذا لا تحذوا هذه الدول المتخلفة حذوها , يمكنك الإطلاع على النظافة من الإيمان في اليابان و التعليم و التعليم الإسلامية المطبقة في اليابان لكن ليس لأنها إسلامية بل لإنها من فطرة الإنسان و من الإمور الطبيعية للبشر , أنظر في الروابط الخاصة بحلقات خواطر لتعرف الفرق بيننا و بينهم
أكتب : خواطر من اليابان في Google . ; و شاهد الحلقات و تأسف و ابكي على ما وصلنا إليه من الرقم صفر في جميع المستويات ,
أقول ما هو الفرق بيننا و بين الدول المتطورة ؟ الفرق هو كالفرق بين الظلام و الضوء