منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - زهرة البنفسج..
الموضوع: زهرة البنفسج..
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-11-19, 22:38   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
اياد27
عضو محترف
 
الصورة الرمزية اياد27
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي زهرة البنفسج..


بسم الله الرحمن الرحيم
انظر معي أخي و تأمل كيف كانت نهاية هذه الدرة الثمينة و اللؤلؤة
النفيسة لما غادرت مملكتها المكينة و كيف لوثتها الأيادي اللئيمة فصارت سجينة مهينة بعدما كانت ملكة أمينة... كذلك أرواحنا لو سعدت بوصل الله ما شقيت و لو غنيت بفضله ما افتقرت و لو رويت بحبه ما ظمأت و لو سلكت طريقه ما تعثرت...و لكنها آثرت غيره فأبعدها و أرداها
فصارت أسيرة لهواها تمدها الشياطين بحبائل الغواية ..صراع و الله مرير لا ندري كيف ستنتهي فصوله الطويلة كما قال ابن قيم الجوزية :

فحى على جنات عدن فإنها ** منازلنا الأولى وفيها المخيم
ولكننا سبى العدو فهل ترى **نعود إلــى أوطاننا ونسلم ؟!

بهذا أوصى أحد الآباء ابنه قائلا : يا بنيّ النعمة تصبح نقمة حين يكفر بها ، فقال كيف ذلك يا أبي ؟! فقال : إذا كنت تريد أن تعرف فاسمع إليّ أقصُّ عليك قصة زهرة البنفسج فأحداثها غنية عن كلّ البيان

هي زهرة بجوار ساقية ******** نبتت و عاشت عيشة الطهر
لم تدر غير العشب متكأ********* و سٍوى عناق الماء لم تدر
فاستيقظت يوما كأنّ بهاو***** سُكرا و قد شربت ندى الفجـر
تبكي جوىً و تقول ما أملي***** لو عشت خالدة بذا القفر
حسناء لكن لا عيون ترى **** حُسني و لا من عارفٍ قـدري
هلاّ صعدت إلى ذرى جبل**** و بدّلت هذا الكوخ بالقصـر
و رأت بساط العشب منتشرا***** تلوي عليه معاطف النّهر
جاراتها في الحيّ نائمـة ******** حُمرا على أعلامها الخضر
فاستبشرت بالفوز و انطلقت********* تعدو و تلو على أمر
و حلا لها السفر البعيد وما **** حسبت حساب الحلو و المرّ
الأرض موعرة و محـــرقة******** فكأنها تمشي على جمر
و رفيقها هوج الرياح و قد******* ثارت عليها ثورة الغدر
عزت سبيل إلى مطامحـها******في مسالك الأشواك و الوعر
فتأوهت ندما و لو قدرت******* رجعت على أعقابها تجري
لكنّها سالت و حيّرها********خوف السقوط كراكب البحر
فتشبثت بالأرض مفرغة******* شهد القوى و بقيّة الصبر
حتى تسلمت الذرى و غدت*****في الأوج تتلو لآية الشكر
لكنها لم تلق وآسفي ******* في الأفق غير جلامد الصخـر
لا عشب ينبت في جوانبه**********أبدا و لا أثرَ لمخضـرّ
و العاصفات كأنها أُســدً **********في الجوّ تزأر أيّما زأر
فشكت لأول مـرة و بكت **** كالطفل من تعب و من ذعر
من قهرها أنّت و قــــــــد******سُمعت وسط الزوابع أنّة القهر
يا ليتني لم أصبُ نحو علا ******و بقيت في عرائس الزهــر
ثم ارتمت ضعفا و أخرصها *****شبحا بدا من جانب القـبر
فتصلّبت أغصانها و مضت******بالموت هاوية إلى القعــر
مسكينة قد غرّها شرف*********هو كالسراب لكل مغـتر
و تخيلت أن العــلا غنـــــى*********فإذا به فقر على فقــر
ما كان أهنأهــا و أسعدهــا******لو لم تفارق ضفة النّهــر









 


رد مع اقتباس