منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - حصريا درس الاخلاق....في اضخم ملف
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-11-18, 19:22   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ترشه عمار
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ترشه عمار
 

 

 
إحصائية العضو










Icon24








كتب انصح بتحميلها فورا






أحمد امين ..كتاب الاخلاق.pdf








فلسفة الاخلاق د مصطفى عبده.pdf





كتاب الكتروني رائع
رسالة فلسفة الأخلاق والمذاهب الأخلاقية




https://www.4shared.com/file/OL369keP/_________.html








ومن المقرر التونسي....رفعت لكم درس الاخلاق






https://www.4shared.com/document/0cCF...AL-akhlak.html









..مقالات فلسفية...في الاخلاق


هل القيمة الخلقية من حيث طبيعتها..مطلقة ام نسبية..bac 2010










الموضوع :السؤال المشكل.إذا افترضنا أن الأطروحة القائلة (إن المجتمع هو النموذج
والمصدر لكل سلطة أخلاقية)أطروحة فاسدة وتقرر لديك الدفاع عنها وتبنيها فما عساك إن تفعل ؟



إن مشكلة أساس القيمة الخلقية هي من أقدم المشكلات الفلسفية واعقدها التي اختلف حولها الفلاسفة والمفكرين منذ فجر التاريخ ،وتناولوها وفقا لأرائهم واتجاهاتهم الفكرية,ومن ابرز هذه الاتجــاهات .الاتجاه الاجتماعي الذي يرجع أصحابه أساس القيم الخلقية إلى سلطة المجتمع .فكيف يمكننا إثبات أن المجتمع هو المصدر والنموذج لكل سلطة خلقية؟

عرض منطق الأطروحة
ينطلق أنصار المدرسة الاجتماعية وفي مقدمتهم الفرنسي (دوركايم)من إن القيم الأخلاقية بمختلف أنواعها وأشكالها سببها المجتمع ,وما سلوك الأفراد في حياتهم اليومية إلا انعكاس للضمير الجمعي الذي يُهيمن على كل فرد في المجتمع .وفي هذا يقول –دوركايم –(إذا تكلم الضمير فينا فان المجتمع هو الذي يتكلم )ومنه فان المجتمع هو المنبع والأساس الوحيد للقيمة الأخلاقية .وكل فعل يقوم به الفرد خارج الأطر والقوانين الاجتماعية لا تكون له أية قيمة في المجتمع .وكل من يحاول التمرد على الأعراف والعادات الاجتماعية يُعَرضُ نفسه لاستهجانه وسخطه .ومن هنا كان للقيمة الخلقية قوة مؤثرة في الفرد فهو يستجيب لها راضيا أو كارها ولهذا يقول دوركايم –إذا استنكر احدنا الفاحشة فلان المجتمع استنكرها – ويقول أيضا *.....لا بُد أن تكون أخلاق الفرد هي الأخلاق التي يتطلبها المجتمع بالضبط .إذ أن أي فعل لا يقره المجتمع على انه أخلاقي مهما كان نوعه لا يمكن أن يكسب فاعله أي قدر من الهيبة والنفوذ........
تدعيم الأطروحة بحجج شخصية
إن الأفراد المتمردون على القيم الاجتماعية وعند قيامهم بأي تصرفات منافية للقيم الاجتماعية يقومون بها بعيدا عن أعين المجتمع .فالسارق لا يمكنه أن يسرق شيئا إذا اعتقد أن غيره يراه .كما أن الواقع يؤكد بان سلطة المجتمع على الكثير من الأفراد أعلى من سلطة الشرع والعقل معا بدليل إن السواد الأعظم من البشر يلتزمون اشد الالتزام بالأوامر والنواهي الاجتماعية .بينما يقل التزامهم بالتعاليم الشرعية ..بالإضافة غالى أن الطفل ومنذ نعومة أظافره يحتك بالمجتمع من اجل اكتساب القيم الأخلاقية فيُقَوم ويُعَدل سلوكا ته وفقا لأوامر ونواهي المجتمع .
نقد خصوم الأطروحة
يرى أنصار الاتجاه العقلي وفي مقدمتهم الألماني كانط أن العقل هو الأساس والمصدر لكل قيمة خلقية لأنه الوسيلة التي يميز به الإنسان بين الخير والشر.وهو الذي يُشَرع ُ ويضع مختلف القوانين والقواعد الأخلاقية التي تتصف بالكلية والشمول أي تتجاوز الزمان والمكان .وقد اعتبر كانط الإرادة الخيرة الدعامة الأساسية للفعل الأخلاقي والشرط الذي ينبغي توفره في الإرادة هو الواجب ولهذا تسمى الأخلاق الكانطية- أخلاق الواجب -
وفي هذا يقول( إن الفعل الذي يتسم بالخيرية الخلقية فعل نقي خالص ,وكأنما هو قد هبط من السماء ذاتها)
ولكن أنصار هذا الاتجاه لا يستطيعون تفسير اختلاف القيم الأخلاقية بين الأفراد رغم ان العقل هو اعدل قسمة بين الناس .,كما انه ليس كل البشر يملكون الإرادة الخيرة .وهذا الإضافة إلى أن الأخلاق الكانطية هي أخلاق متعالية مثالية ولا يمكن تطبيقها على ارض الواقع

حل المشكلة
إن المجتمع يمدنا بمختلف القيم والقوانين الأخلاقية وهو سلطة متعالية على جميع الأفراد .والمرجع الأساسي لمختلف السلوكات الإنسانية ومنه فان الأطروحة القائلة إن المجتمع هو المصدر والنموذج لكل سلطة خلقية هي أطروحة صحيحة في سياقها ونسقها


*************************************************

..مقالات فلسفية...في الاخلاق


ما رأيك في موقف المعتزلة من مصدر القيمة الأخلاقية ؟



المقدمة:اشتد النقاش حول مصدر القيمة الأخلاقية عند المسلمين ، فرأى المعتزلة أن الإنسان كان يرتاح لبعض الأعمال ، و ينزعج من الأخرى قبل مجيء الشرع . ألا يعني هذا أن الإنسان كان يعرف الخير و الشر بعقله قبل مجيء الشرع ؟ لكن الأشعرية من جهتهم يتساءلون: ألم نطلق على المرحلة التى عاشها الإنسان فبل الإسلام بالجاهلية مما يدل على جهله للخير، وما يجب فعله، أو تركه إلا بعد مجيء الشرع ؟ ألا يعني هذا أن الشرع هو الذي هدى الإنسان الى الخير و نهاه عن الشر ؟
و المشكل المطروح: هل العقل هو مصدر القيمة الأخلاقية أم الشرع ؟

التحليل:المعتزلة فرقة إسلامية من أهم فرق علم الكلام، أقامت مذهبها على النظر العقلي، و أولت تعاليم الدين تأويلا يتفق مع العقل. من أهم المسائل التى اهتمت بها مسألة الحسن و القبح في الأفعال. ليس الخير عندهم خيرا لأن الله أمر به، وليس الشر شرا لأن الله نهى عنه، و لكن الخير خير في ذاته، والشر شر في ذاته، فهما قيمتان أخلاقيتان مطلقتان. ولا يمكن ان يكون الصدق قبحا كما لا يمكن أن يكون الكذب حسنا. وإذا كان الله قد فرض الصدق و نهى عن الكذب، فذلك لما فيهما من حسن و قبح في ذاتهما.
إن الإنسان عند المعتزلة كان يدرك الخير و الشر بعقله قبل ورود الشرع، فكان ضميره يرتاح لبعض الأعمال، و ينزعج من الأخرى، كما يرتاح مثلا للشجاعة و الكرم، و ينزعج من الجبن و الخيانة، كما أن إقبال الإنسان على التعاليم التى جاء بها الدين الإسلامي بتلقائية كبيرة، دليل على أنها كانت تتفق مع ما في عقله من قيم أخلاقية. فلو أتى الشرع بما لا يدركه عقل الإنسان، لما أقيل الناس عليه، و لا يمكن لله أن يأمر بفعل هو قبح في ذاته، ففي تجويز وقع القرح من الله قبح عند النظام. كما أن الشرع لم يحكم في جميع المسائل التى اعترضت حياة الإنسان و استعمال المشرع للعقل لإدراك الخير و الشر، في الأمور التى لم يرد فيها نص، دليل على ان الخير و الشر يدركان بالعقل. و يرفض المعتزلة بذلك فكرة أن يتوقف المشرع عند حد القياس التى دعا إليها بعض العلماء المسلمين، بل يمكنه أن يتعدى ذلك الى أمور ليس لها اصل تقاس عليه.

لكن إذا كان الإنسان قبل ورود الشرع يتصور الخير و الشر، فانه لم يكن قادرا على التصديق بهما. و المطلوب في الشرع ليس تصور أو إدراك الحسن و القبح، و لكن التصديق بهما.

هذا ما ذهبت إليه الأشعرية التى تمثل الموقف المقابل للمعتزلة في مسألة الحسن و القبح في الإسلام. فالحسن عندهم ما أمر به الشرع، و القبح ما نهى عنه. فلو عكس الشرع الأمر، فأمر بالكذب، و نهى عن الصدق، لكان الكذب حسنا و الصدق قبحا. فالحسن و القبح ليسا ذاتيين كما يعتقد المعتزلة، بل هما اعتباريان، و إلا لم يتخلفا و لم يتوقفا على شروط. فالقتل قد يكون حسنا إذا كان دفاعا عن الشرف، وقبحا إذا كان اعتداء على ضعيف. إن الخير و الشر يتبدلان تبعا للظروف، و الناس يستحسنون و يستقبحون تبعا للشرائع. كذلك رأى الأشعرية أن قول المعتزلة أن الخير و الشر قبليان، وأن الله حدد الأوامر و النواهي لما في الأعمال من خير و شر في ذاتها، هو إنكار لإرادة الله الحرة في الاختيار. و الله فوق أ يتقيد بأي قانون أو شرط. أما في مسألة المشرع، فإن الأشعرية يرون أن المشرع يرجع دائما الى القرآن و السنة لاستخلاص الأحكام منهما، وهذا يدل على أن الإنسان لا يحكم على الفعل أنه خير أو شر إلا إذا رجع فيه الى الشرع.

ما لا نفهمه من موقف الشعرية قولهم أن فكرة أحكام الشرع تتحقق مع العقل، إنكار لقدرة الله المطلقة.
أن هذا العقل الذي ميز الله به الإنسان عن بقية الحيوانات، من خلقه هو، خلق الإنسان، وأودع فيه شيئا من حكمته. وطبيعي أن تتفق أحكامه الشرعية مع أحكام العقل. أما فيما يخص الكذب الذي يصبح حسنا، كما في حالة الكذب على المريض، فإن الحسن العارض لا ينافي القبح الذاتي.

وهكذا لا يمكن أن يكون مصدر القيمة الأخلاقية الشرع وحده، على أساس أن الإنسان كان يجهل الخير و الشر، إذ هناك من الأعمال ما اشمأزت منها النفوس، و نفرت منها القلوب حتى قبل مجيء الشرع. مما يدل على أن الإنسان بطبيعته يمكنه أن يعرف الخير و الشر.
غير أن مجيء الدين أكد القيم الأخلاقية، و أعطى لها صفة شرعية تجعل المرء يصدق بها تصديقا لا شك فيه. فبعد أن كان يتردد بين ما يراه حسنا بعقله، و بين ما يراه المجتمع قبيحا، جاء الشرع و حسم الأمر، فأصبح ما يأمر به هو الخير الذي لا يناقش، و ما ينهى عنه هو الشر الذي لا يناقش أيضا./إن الدين الإسلامي أشاد بالعقل، ورفع من شأنه، فلا تناقض بين الدين و العقل بل الدين و العقل إذا تعاونا معا، كانا مصدرين للتمييز بين الحق و الباطل. و ليس هناك ما يمنع القول بأن الحسن ما وافق الشرع و العقل معا، والقبح ما خالف الشرع و العقل معا.
و قد نعم.ن رابعة بن معبد رضي الله عنه أنه قال:" أتيت رسول الله (ص) فقال: جئت تسأل عن البر؟.فقلت نعم.قال: البر ما اطمأنت إليه النفس، و اطمأن إليه القلب، و الإثم ما حاك في النفس و تردد في الصدر، وإن أفتاك الناس و أفتوك". و هذا تأكيد من الرسول (ص) أنه لا فرق بين ما يأمر به الشرع، وما تدركه النفس من أمور البر و التقوى.
وتجدر الإشارة هنا الى أن بعض الأشاعرة أنفسهم لم ينكروا أهمية العقل كعامل مساعد للشرع.

الخاتمة:و هكذا نستنتج أن العقل و الشرع مصدران مهمان من مصادر الحكم على الأفعال إذا كنا نحكم على الأفعال أنها خير أو شر بعقولنا، فإن بالشرع نصدق أحكام العقل.



*************************************************

..مقالات فلسفية...في الاخلاق

الإشكال:هل يمكن أن نتصور فعلا أخلاقيا يكون فاعله مجبر عليه؟.


لقد اختلف فلاسفة الأخلاق في تأطير هم للسلوك و كل ذلك ابتغاء تأطيره و
الحكم عليه ساعين من خلال عمليهما إلى تحديد العناصر التي تجعله ذا قيمة و
دلالة أخلاقية , و هذا من خلال ما يضفون عليه من قيم إنسانية ينشدها الفرد
في فعله فإذا كان الإنسان من خلال قيامه بالفعل الأخلاقي يلتزم بمعايير و
قيم أخلاقية معينة فهل أساس هذا الفعل و قوامه أن يكون فاعله مجبرا عليه ؟.
يرى النفعيون و على رأسهم أرستيب القورينظي والذي يعتبر المؤسس الأول لمذهب
اللذة الفردية فهو يرى أن اللذة هي مقياس العمل الخلقي , فالعمل خير بمقدار
ما فيه من لذات و شر بمقدار ما فيه من آلام و اللذة عي الباعث للعمل و في
هذا يقول أي عمل لا يخضع للذة و الألم و أي شيء غير اللذة لا يمكن أن يكون
باعثا على العمل , اللذة هي الخير الأعظم و هي مقياس القيم جميعا هذا هو
صوت الطبيعة فلا خجل و لا حياء و ما القيود و الحدود إلا من وضع العرف ) _
ثم إن هذه اللذة التي تحملنا متع الدنيا و القناعة باللحظة الحاضرة تجعلنا
في مستوى واحد مع الحيوان ـ و لعل هذا ما جعل أبيقور يطور هذا المذهب من
اللذة إلى المنفعة لكنه مع ذلك يبقى مخلصا للمذهب السابق فهو يرى أن
الإنسان يوجه أعماله للحصول على اللذة غير أنه يختلف معه في القول بأن هناك
لذات أفضل من لذات عكس أرستيب الذي لا يفرق بين لذة وأخرى، إذن فما دامت
هناك لذات أفضل فإنه يجب أن نمسك بزمام شهواتنا فنرفض اللذة إذا كانت
متبوعة بألم أكبر منها، ونتحمل الألم إذا كان متبوعا بلذة أكبر منه فاقتلاع
الضرس المسوس على الرغم مما فيه من ألم أفضل من تركه ولكي يسهل علينا
اقتناء اللذات الأنفع يمدنا ببعض القواعد أولها أن إلى اللذات التي لا
يعقبها أي ألم،وثانيها أن نبتعد عن الألم الذي لا يولد شيئا من
اللذات،وثالثها أن نجتنب اللذة التي تفقدنا لذة أعظم منها،وأخيرا أن نقبل
بالألم الذي يضمن لنا لذة أرجح من ذلك الألم أو يخلصنا من ألم أعظم منه،وقد
ذهب وعلى شاملة هذا الطرح وبعد عشرين قرنا هوبز(1588-1697م) فهو يرى مثل
أبيقور أن اللذة الشخصية هي المقياس الخلقي،وأن الإنسان الطبيعي لا يعرف
إلا أنانية محضة فإن أي إنسان بطبيعته لا يبعثه على الفعل إلا حبه لنفسه
وليس له أي باعث آخر إنه أناني بطبعه لا يطلب إلا خيرا لنفسه،ونجد كذلك
الفيلسوف الإنجليزي بينتام (1748-1832) أنه يجب أن يكون في المنفعة العامة
لا الشخصية فاللذة التي نسعى إليها ليست لذة العامل وحده بل لذة كل من لهم
علاقة بالعمل لذلك يجب علينا أن نحكم على الأعمال بالخيرية أو الشريرة أن
ننظر فيما ينتجه العمل من اللذات و الآلام لا لأنفسنا فحسب بل للنوع البشري
كله فالقاضي مثلا عندما يقبل الرشوة تعد رذيلة حتى وإن انتفع بها هذا
الأخير لأنها تؤدي إلى حالة من الفوضى فتكثر المظالم وتضيع حقوق الناس يقول
بينتامالمنفعة خاصية الشيء الذي تجعله ينتج فائدة أو لذة أو خيرا أو سعادة
وخاصية الشيء التي تجعله يحمي السعادة من الشقاء والألم والشر والبؤس
بالنسبة للشخص الذي تتعلق به المنفعة)،ولقد وضع بينتام صفات محددة للمنفعة
هي كالتالي: الشدة، الخصب ،الدوام ،الصفاء ،القرب و الاتساع . وأخيرا جون
ستوارت ميل (1806-1873) الذي يختلف مع أستاذه بينتام فهو يرى أن تقدير
اللذات يجب أن يعود إلى مشورة أناس خبراء لا إلى الفرد و قد أقام ميل قاعدة
السلوك الأخلاقي هي أن نعمل من أجل الآخرين ما ينبغي أن يفعلوه من أجلنا .
الواقع أن بناء الأخلاق على الطبيعة البشرية يلغي كل إلزام وكل مشروعية لها
لأنه ما دام من طبيعة الفرد أن يسعى إلى ما يسره وينفعه فإنه لا يمكن أن
نطلب منفعة غيره وإن كانت هذه الأخلاق تدعي الواقعية فإنها فقدت وظيفتها في
تقييم السلوك و السمو به نحو المثل العليا يقول غولبرإن تقدير قيم اللذات
على الرغم من اختلاف طبيعتها و نوعها وقربها بالإسناد إلى حساب شدتها
وامتدادها وقربها وقد يوصلنا إلى قائمة طويلة من الأرقام لكنها أرقام
تعسفية لا تخضع إلاّ للعبث و الأهواء).
وعلى عكس الرأي السابق يرى أنصار الاتجاه العقلي أن هذا الأخير هو مصدر
القيمة الأخلاقية فهو تلك الماهية الخالدة التي لا تتأثر لا بالزمان و لا
بالمكان فبه نحكم على الأشياء و نقومها وبه نهتدي في تصرفاتنا يقول
ديكارتالعقل هو أعدل الأشياء توزيعا بين الناس) ،فالعمل الأخلاقي هو كل ما
يصدر عن اقتناع واختيار ومعرفة لذلك فإن أحكامه ضرورية تصلح لتقويم السلوك
فالعقل هو أداة الإدراك و التبرير ولا يتم التمييز بين الخير و الشر إلاّ
بالعقل فإنه ينطوي على مبدأ عدم التناقض يقول الدكتور محمد بدوي في كتابه
(الأخلاق بين الفلسفة وعلم الاجتماع) هناك قوة كامنة في نفس الإنسان لا
تهيئ له النصح و تضيء له السبيل فحسب بل إنها تحدد له ما يجب عمله وما يجب
تحاشيه ،هذه السلطة الكامنة التي تسيطر على قدراتنا وعلى غرائزنا السفلى
وهي أسمى جزء في نفوسنا هي العقل فخارج ما يأمرنا به العقل لا تكون هناك
قاعدة أو سلوك له ما يبرره وسلطة العقل هي السلطة الشرعية الوحيدة). وعلى
شاكلة هذا الطرح نجد كانط يجعل من العقل مصدرا للحياة الأخلاقية ليقطع به
الطريق أمام العواطف المندفعة فيحتكم الناس إلى صرامته ونزاهته فهو يصدر من
الإرادة خيرا فالإرادة الخيّرة هي التي تعمل بدافع الواجب لا طبقا للواجب
فقط لأن هناك بعض الأعمال يمكن أن تتمة طبقا للواجب لكن بدافع المنفعة لا
بدافع الواجب إذا فالإرادة الخيرة هي التي يكون الدافع إليها هو شعور
الاحترام الذي يولده فينا مجرد تصور القانون ،إذاً فالإنسان الأخلاقي يؤدي
فعله كممثل للإنسانية برمتها.
بما لأن الفعل الأخلاقي لا يمكن أن يكون أخلاقيا وهو خال من الأهواء خاضعا
للعقل و للإرادة الخيرة فإن السلوك الأخلاقي هو السلوك الصادر عن الإنسان
الواقعي الذي تتجاذبه الأهواء و الرغبات و الذي بإمكانه أن يؤدي أن يؤدي
فعلاً خلقيا يكون ناتجاً عن حكمة في التصرف قوامها بناء سلوك ما تكون فيه
الأهواء و الرغبات تعمل وفق ما يمليه العقل .
على ضوء ما سبق ذكره نصل إلى أن الجزاء أمر ضروري باعتباره عامل ضغط خارجي
يحدد السلوك و يقيمه لكنه غير كاف يحتاج إلى أمر مقابل يتمثل في الضغط
الداخلي أو التأثير الذي يحدثه العقل قبيل وأثناء القيام بالسلوك .





*************************************************

..مقالات فلسفية...في الاخلاق

الدين...اتراه مثبت او مخبر للقيمة الخلقية؟

تعتبر الديانات السماوية عموما أهم منابع القيم الأخلاقية ومن بينها
الإسلام الذي تنص تعاليمه على ضرورة الالتزام بالقيم الأخلاقية مستمدين ذلك
من القرآن الكريم و السنة النبوية الشريفة، ولذلك فإن لكل فريضة غاية
أخلاقية فالدين معاملة ، ومن ثم وجب علينا أن نبحث عن أسس مفارقة تتجاوز
المنفعة والعقل والمجتمع، وقد كان لعلماء الكلام دورا هاما في هذا المجال
وخاصة المعتزلة والأشاعرة، و التساؤل المطروح ما هو الاتجاه الأصح ؟ .
يرى الأشاعرة أن الأعمال الأخلاقية مصدرها الشرع فهم يرون أنه لا شيء حسن
ذاته أو قبيح ذاته وإنما الحسن ما حسّنه الشرع و القبيح ما قبّحه الشرع ولذلك
فالعقل عندهم لا يملك القدرة على التمييز بين الخير والشر، فالخير والشر
مصدرهما الدين عن طريق ما أمر به الله أو نهى عنه ، ولهذا يرى الأشعري أن
الواجبات كلها مسموعة ويستدلون بآيات من القرآن الكريم في قوله تعالىافعل
ما تؤمر) ، ومما استدل به الأشاعرة أيضاً لو كان الحسن والقبيح ذاتيين لكانا
دائمين في الأشياء والأفعال دون أي شرط في حين أننا نرى الشيء الواحد قد
يكون حسنا في موضع ويكون قبيحا في مواضع أخرى فالقتل يكون حسنا إذا كان
قصاصاً ويكون قبيحا إذا كان ظلما والشيء قد يكون حسنا في زمن ولا يكون كذلك
في زمن آخر ، كما قد تأتي شريعة بتحسين شيء ثم تأتي شريعة أخرى فتجعل الشيء
نفسه قبيحا) ، فالنسخ دليل على تعبئة الحسن القبح لأمر الشرع ونهيه .
لا يمكن إنكار ما ذهبوا إليه إذ بينوا أن حدود العقل لا يمكن تجاوزها ولكن
رأيهم لم يصمد للنقد ذلك أنهم أهملوا دور العقل في معرفة الفعل الأخلاقي عن
الفعل اللأخلاقي ويتضح هذا في اتجاهات العلماء في تمييز الفضائل عن الرذائل
والعكس تبعا للمستجدات التي تطرأ في الحياة .
وعلى عكس رأي الأشاعرة نجد المعتزلة الذين ينادون بالعقل فهم يرون أن جميع

الأعمال التي نعدها حسنة كالعدل والصدق والإحسان ذلك أننا نحكم عليها
بالحسن بالاعتماد على إدراكنا لها وإذا حكمنا كذلك على بعض الصفات من ظلم
وكذب وبخل فلأننا اعتمدنا على إدراكنا لها ، ومعنى هذا أن العقل قادر بذاته
على اكتشاف ما في الأشياء و الأفعال من حسن أو قبح ومن فساد أو صلاح ، وأمر
الشرع بأشياء كالأمانة والعدل ونهيه عن أشياء كالسرقة والقتل تابع لما فيها
من حسن وقبح وهو بهذا يخبر عن القيمة ولا يثبتها و العقل يدركها ولا ينشئها
، وللمعتزلة حجج شتى على هذا الموقف فمن الثابت تاريخيا أن الناس قبل وجود
الشرائع كانوا يحتكمون للعقل فيما ينشأ بينهم من خلاف وسند العقل في ذلك ما
يراه بذاته في الأفعال من حسن وقبيح ذاتيين دون استناد إلى الشرع إذ لم
توجد بعد أي شريعة وكان العقلاء آنذاك يستحسنون مثلاً الحفاظ على الأنفس
ويستقبحون العدوان، ومن الحجج المنطقية قولهم لو لم تجب المعرفة إلاّ بالشرع
للزم إفحام الرسل ولم تكن لبعثتهم فائدة ووجه اللزوم إلى الرسول ? إذ قال
لأحد: أنظر في نبوتي ومعجزتي كي يظهر صدقي لديك ، فله أن يقول : لا يجب علي
النظر في نبوتك ومعجزتك إلاّ بالشرع ولا يثبت الشرع ما دمت لم أنظر أن ثبوت
الشرع نظري لا ضروري وبهذا يفحم الرسول وتبطل دعوته وهذا غير صحيح ، ويثبت
بهذا أن القبح والحسن ذاتيان في الأشياء يدركهما العقل قبل ورود الشرائع
بالإضافة إلى هذا يوردون هاته الحجة التي مفادها أنه لو كان الحسن والقبح
مكتسبين من الشرع لما أمكن استعمال العقل في المسائل التي لم يرد فيها نص
شرعي ولأمتنع التعليل لأن التعليل قائم على ما في الأشياء و الأفعال من
صفات قائمة فيها وفي امتناع التعليل سد لباب القياس وتعطيل للأحكام على
الوقائع المستحدثة .
إن العقل قادر على التمييز بين الخير و الشر والإرادة تختار الفعل الممكن
لكن قد يخطأ أي شخص مثلاً فلا يدفع تذكرة سفر إلاّ إذا أدرك أن هذا الفعل
سرقة والسرقة حرام إذاً هذا ما يقوله المعتزلة ، إذاً هل يمكن أن تحل عاطفة
الخوف من الله محل عاطفة الاحترام وهل يخاف الله جميع الناس ؟ .
أن الخلاف القائم بين هاتين الفرقتين لا يقتصر فقط على الجانب الأخلاقي بل
يعتبر خلافا مذهبيا عاما يتعلق أساسا بمسألة الترجيح بين العقل والنقل
ولتفادي الوقوع في هذا الخلاف نعتبر أن الأخلاق الإسلامية تجمع بين
الجانبين بحيث يجب الالتزام بالنصوص من القرآن و السنة مع إمكانية عرضها
على العقل لنعرف ما وراء المحرم من مضار وما وراء الحلال من منافع ويتم ذلك
بإدراك المعاني و المقاصد .
وإذا أردنا الخروج بحوصلة لما سبق فإن الإسلام راع في مسألة الأخلاق ثنائية
الإنسان (العقل والطبيعة البشرية) بحيث نجد الإسلام يرفع بالأخلاق ولم
يعتمد في بنائها على مبدأ واحد كاللذة أو العقل أو المجتمع واتخاذها كقاعدة
عامة توجه أفعالنا فالإسلام يدعونا إلى طاعة أوامر الله واجتناب نواهيه وفي
نفس الوقت التوفيق بين متطلبات الواقع والجانب الخلفي للإنسان فالإنسان ليس
ملكا كما أنه ليس بشيطان .




دعواتكم ارجوها ......فلا تبخلوا علينا











آخر تعديل ترشه عمار 2012-12-06 في 22:17.
رد مع اقتباس