منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مائة ورقة ورد - غازي القصبي
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-11-12, 22:42   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
nassima 14
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية nassima 14
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الورقة العاشرة
المد والجزر..

تستطيعين أيتها الغالية ، أن تفهمي كثيراً من غرائب الدنيا وعجائبها
إذا تذكرت أن ظاهرة المدّ والجزر لا تقتصر على حركة المياه على الشواطئ
ولكنها تشمل كل نشاط إنساني..
مع المد تجيء أشياء كثيرة .. أفكار وحركات وتيارات ومبادئ وأشخاص..
سرعان ما تزول مع الجزر..
وإذا ما بحثنا عن تفسير لظهورها وتفسير لاختفائها..
لم نجد سوى حقيقة بسيطة .. وهي أن المدّ أحضرها وأن الجزر أخذها معه فيما يأخذ.
هذا يفسر لنا كيف يفشل زعيم سياسي في الوصول إلى مقعد الحكم
(( لأنه لم يعانق المدّ ))
ثم ينجح نفس الزعيم في الوصول إلى نفس المقعد (( لأنه وصل مع المدّ ))
تذكّري نيكسون . وكيف اختفى ثم عاد..
وتشرشل وكيف قذف به مدّ الحرب العالمية الثانية إلى القمة ثم اختطفه جزرها..
وريجان الذي قيل عنه قبل أكثر من خمسة عشر عاماً أنه لا يصلح للحكم لكبر سنه ..
(( لم يظهر مد الشيوخ في تلك الأيام ))..
كم إيديولوجية سادت العقول والقلوب (( لأنها تزامنت مع عنفوان المدّ )) ثم تلاشت دون أثر (( مع إقبال الجزر ))..
هذا هو السر وراء كل فشل وكل نجاح..
كم من عبقري فشل وهو يستحق النجاح لأنه أخطأ المدّ..
وكم من غبي نجح وهو يستحق الفشل لأنه امتطى المدّ..
و الظاهرة تشمل جوانب الحياة كلها حتى التجارة والأدب والفن والرياضة والأزياء..
تسألين : ولكن كيف أستطيع أن أتوقع المدّ؟
تلك يا موجتي القادمة ،قصة أخرى ... طويلة...

الورقة الحادية عشر..
لآلئ من بحار ناجي..
شوق الكهولة

أأرى شروقكِ في أفول مغــاربي؟***وأشم عطرك في ذبول شبابي؟
تجارة
أشتري الأحلام في سوق المنى***وأبيع العمر في سوق الهمــوم
الجهل القديم
آه! من يــــأخذ عـــمري كلــــــــه***ويعيد الطفل والجهل القديـــــم
الغربة
يا حبيبي! كــان اللقـــــاء غريبــــاً***وافترقنا ... فبات كلٌ غريبــــــــاً
الحمّى
أيها الأسى لنــــــــاري هــــــــذه***ما الذي تصنع بالنار الدفينــــــة؟
الرحمة
نضبت رحمـــــــة الوجــــود جميعاً***وبك الرحمة التي ليس تنضـــب
الدنيا
إنمـــــا الدنيــــا عبـــــاب ضمنـــــا***وشطوط من حظوظ فرقتنــــــــا
في المرآة
أبصرت في المرآة آخـــر قصتـــــي***ونعى نفسي إليّ النـــــــــاعي
الآخرون
لن يحبوك كحبي .. لــــن تــــــرى***ضاحكاً مثلي .. ولا حزناً كحزني
فجر الأسى
لم أكن أعلم يا ليــــــل الأســــى***أن في جنحك لي فجراً جنينــــا
ابنة الشاعر
ما تلتقي عيني بعينـــك لــــحظة***إلا رأيتُ صباي في عينيــــــــــك
لحظة الوداع
وكأن ثغرك والنوى تعدو بنـــــــــا***شفق يلوح على نضيد زنابـــــــق
الدميم
يا عبقريـــــــاً في شنـــــــــاعته***ولدتك أمك وهي معتـــــــــــــذرة
الخديعة
خدعتنـــــا مقلتاه!..خدعتنــــــــا***وجنتاه!خدعتنــــــــا شفتـــــــــاه

الورقة الثانية عشر..
لآلئ من بحر ناجي ( 2 ) ..
هزيمة..

طأطأت للبين المشتت هامتــي***وخفضت للقدر المغير جنــــــاحي
امرأة..
مر الغريب .. فباعدت يدهـــــــــا***وخلا الطريق ..فقربت فمــــــــــها
في الزحام..
إني غريب .. فتعالا يا سكنــــي***فليس لي في زحامها أحــــــــــد
الانتظار..
ما بقائي .. وأجمل العمر ولـى؟***وانتظاري حتى يجيء الشتــــــاء؟
زائرة الخريف..
جئتِ في الخريف والروض عـــارٍ***فكسوتِ الربى عذارى البراعــــــم
أنا..
سائلي الأعماق عن غواصــــها***أنا صياد لآليَها .. أنــــــــــــــــــــــا!
أصدقاء..
مرَّ الهــــــــوى في ســـــــــلام***فلنفتــــــــــــــرق أصدقـــــــــــــــاء
الألم..
وإذا انحط زمــــــــــــــان لم تجد***عاليا ذا رفعة .. إلا الألـــــــــــــــــم
العمر..
وما العمر إلا أنتَ والحب والمنى***وما كان باقي العمر غير ضــــــلال!
الحب المعلم..
ذلك الحــــب الذي علمنــــــــي***أن أحبَّ الناس والدنيا وجميعــــــــاً
ديار الحبيب..
يا ديار الحــــــــب هل كان حلمـاً***ملتقى دون موعــــــــــــدِ .. يا ديار
كيف أنساك؟..
كيف أنســـــــــــاكِ وقد علمتني***كيف يحيا رجل فوق الحيـــــــــــــاة
الكف الكاذبة..
كذبت كـــــــــــــفٌّ على أطرافها***رعشة البُعد .. وإحساسُ المسافر
أين؟
أيها الساكــــــــــن عيني ودمي***أين في الدنيا مكان لســــــت فيه؟

الورقة الثالثة عشر..
الصداقة..
هل تدرك كم أتعذب بصداقتك؟!
هل تدرك أنني لو ملكت حرية الاختيار لترددت طويلا قبل أن أدخل عالمك المزدحم صديقاً؟
أنت متعب .. وصداقتك متعبة .. وأنا أنتقل من تعب إلى تعب..
أنت متعب لأنك تصر على أن تكون أنت وحدك في عالم لا يعترف إلا بملايين النسخ المتكررة ..
وأنت متعب لأنك تستطيع ، دون أدنى مجهود ، أن تكون ساذجاً كملاح عجوز وعميقاً كفيلسوف محنّط..
وأنت متعب لأنك لا تثير في أحد أية مشاعر محايدة ..
لا تثير سوى الإعجاب الجارف أو الكره العميق أو الغيرة المتأججة..
وصداقتك متعبة ..
ذلك لأنك تمنح و لا تأخذ .. تزور ولا تزار..
تسأل ولا تتوقع أن يسأل عنها أحد..
صداقتك تعطي لوجه الله لا تريد جزاءً ولا شكوراً..
وأجيء أنا ، بعد هذا كله ، لأضيف تعبي إلى رصيد التعب المتراكم..
أُتعب نفسي وأتعبك عندما أحمل كل آلامك وأدفنها خنجراً مسموماً صغيراً في صدري..
أتعب نفسي وأتعبك عندما أخوض معك كل معاركك ..
حروبك الحقيقية ومغامراتك مع طواحين الهواء..
أتعب نفسي وأتعبك عندما أتصور الوجود بدونك..
ويذوق (( كلانا ثكل صاحبه قدماً ))..
ولكن!
عندما أعود إلى صندوقي السحري وأتأمل ما أملكه من كنوز الدنيا الفانية أجد لؤلؤة بيضاء فريدة يخطف بريقها الأبصار..
أتعرف ما اسمها؟!
اسمها الصداقة .. أيها الصديق!

الورقة الرابعة عشر..
المحاكمة..

أتريدين أن نتقاسم الأخطاء؟
أتريدين أن نقيم محاكمة مصغرة يمثل أمامها مندوب الادعاء والمتهم ويثور جدال عنيف صاخب قبل أن يصدر القاضي حكمه النهائي؟
أتريدين أن نستعرض الماضي ، ثانية ثانية ، واقعة واقعة ، وكلمة كلمة ، لكي نقرر من أصاب ومن أخطأ؟
دعيني أختصر المشوار فأقول أننا مذنبان وبنفس الدرجة..
لقد أذنبنا حين اعتقدنا أننا نستطيع أن ننصب بمفردنا خيمة من الشعر وسط عالم من الحرائق..
حين ظننا أن بإمكاننا أن نفرّ من دنيا الحقد والكراهية إلى قوقعة الحنين..
حين تصورنا أننا نستطيع أن نتجاهل ضجيج الكون ونفتح قلوبنا للسمفونيات الزرقاء..
كان هذا ذنبنا الأعظم..
ثم اكتشفنا أن الحرائق تستطيع أن تلتهم الخيام وأن قبضة الحقد تستطيع أن تهشم القواقع الصغيرة ..
وأن الضجيج يخمد كل السيمفونيات..
بدأنا نتحاور .. ونمت للحوار أظافر ومخالب..
قلت أنت ِ إنه كان بإمكاننا أن نعيش بمعزل عن العالم الخارجي المشوه .. لولاي..
وقلت أنا إنك فتحت الباب الذي دخلت منه الجراثيم المسمومة..
وقلنا ، وقلنا ..
تبقى ثمة حقيقة مفروشة في وجداني كما أعلم ، وفي وجدانك ، كما أرجو..
لقد تمكنا من أن نحلم ، برهة ، في خيمتنا الشعرية ، في قوقعة الحنين ، في السمفونية الزرقاء..
أنجزنا هذه الروعة معاً ..
هل يهم بعدها من الذي أخطأ؟

الورقة الخامسة عشر..
الوردة والبلبل..
((ترجمة قصيدة للشاعر حافظ ))

في الفجر كنت أتمشى في الحديقة الحسناء..
اجمع الورود..
عندما سمعت فجأة غناء البلبل..
وا أسفاه ! لقد أحب وردة .. مثلي..
وهو يتعذب بحبه .. مثلي..
ويمضي يرسل في الآفاق ..
تشييح ألمه..
مضيت أتنقل بين الأزاهير ..
بخطوة حزينة بطيئة..
أفكر في القصة الفاجعة.. الحب .. والوردة .. والبلبل..
كم كانت تلك الوردة جميلة !
أحبها البلبل بعمق..
لك يكن بوسعة البقاء بدونها..
ولكنه لم يحظ منها بكلمة حنان واحدة..
هزني غناء ذلك البلبل العاشق..
هزني حتى لم أعد أحتمل غناءه..
ما أكثر الورود الشذية الرائعة..
ولكن هل يمكنني قطف واحدة..
دون أن يدميني شوكها؟!

الورقة السادسة عشر..
طفل في الهفوف..

هفوف!
الطفل في فراشه..
يسمع صوت الذئب من بعيد..
يبحث حين تقفل " الدروازة "..
عن ولد وحيد ..
الطفل في فراشه..
يسمع صوت " أم الليف "..
تطير في الزقاق..
تملئ الغرفة بالرفيف والحفيف..
الطفل في فراشه يخاف..
أطرافه باردة تحت اللحاف..
وعندما ينام..
يتبعه الذئب إلى الأحلام..
ومرّت الأعوام..
كبرت يا هفوف..
لكنني إذا أويت للفراش..
أسمع صوت الذئب من بعيد..
يبحث حين تقفل " الدروازة "..
عن ولد وحيد..

الورقة السابعة عشر..
رحيل الساحر الصغير..

تقولين بدهشة : لقد حدث شيء غريب غريب..
تقولين : إن عيوننا تلتقي الآن فلا يبصر أحدنا في عين الآخر ملايين الأفلاك والمجرات والعوالم..
تقولين : إن أصابعنا تشتبك الآن دون أن ينفجر ذلك الحريق المدمر الجميل الأخضر..
تقولين : إننا نتحدث الآن فلا تورق الكلمات بالبرتقال والعنب والليمون..
تتساءلين : ماذا حدث؟
حدث أن ذلك الساحر الصغير الذي كان يسكن عيوننا وأصابعنا وكلماتنا امتطي بساطه الطائر ورحل..
فعادت العيون إلى طبيعتها : نوافذ نطل منها على العالم الخارجي ..
واستأنفت الأصابع وظيفتها اليومية : أدوات نستعين بها على اللمس والالتقاط..
ورجعت الكلمات إلى أبجديتها القديمة : عارية من الكروم والواحات..
ماذا سنصنع الآن ؟ تسألين بحرقة ..
لا شيء..
من العبث أن نحدق في عيون فارغة أو نتلامس بأصابع باردة ، أو نتحدث بلغة ميتة..
من العبث أن نطارد الساحر الصغير ونحن نجهل اسمه وعنوانه وخط سيره ومحطته القادمة..
فلنبتسم ، إذن ، ونحن نسترجع الأيام التي قضيناها في صحبة ساحرنا الصغير..
ولنبتسم ، مرة ثانية ، ونحن نتصور حبيبين آخرين ينعمان الآن برفقة ساحرنا الصغير..
ولنبتسم ، مرة ثالثة ، ونحن نحلم بليوم الذي نعود فيه ، دون موعد ، ساحرنا الصغير.

الورقة الثامنة عشر..
قليل من الحب..

لن أستطيع أن أحل معضلة وجودك..
هذه حقيقية مؤكدة ..
ولن تستطيع أن تحلي معضلة وجودي..
هذه حقيقية مؤكدة ثانية ..
ذلك أن معضلات الوجود تعيش في دهاليز الروح المظلمة التي لا يتسرب إليها ضوء نجم ، ولا تدنو منها نسمة هواء ..
تصطرع مع الكوابيس ، مع الأشباح ، مع الأسئلة التي لا تملك جواباً ، مع المجهول الذي يصب في مجهول ..
ونحن نحمل دهاليزنا المظلمة ، نروح ونجيء، نبتسم ابتسامة بلا روح ، ونضحك ضحكة بلا فرح ، ونتظاهر أن وجودنا خلو المعضلات ..
ولكننا عندما نخلو إلى أنفسنا ندرك أننا نحاول أن نخدع قاضياً لا يخدع..
لا نستطيع أن نحل معضلات وجودنا ..
ولكننا نستطيع أن نقتسم لحظة وردية فاتنة..
في تلك اللحظة نضحك .. وتجيء ضحكاتنا صافية كالخرير..
ونبتسم.. وتجيء ابتسامتنا مشرقة كالشموس..
نلعب على الرمل.. نعدو فنسبق ظلنا ، كما يقول ناجي..
نمتطي أراجيح النجوم.. ننزلق على تلال الخيال..
نزور مقاصير الشعر..نسافر على أشعة القمر..
سنقتسم هذه اللحظة الوردية الفاتنة ..
ومعها قليل من الحب..
ثمة حقيقية مؤكدة ثالثة ..
بقليل من الحب..
نستطيع أن نواصل السير في الرحلة المرعبة ..
بقليل من السعادة..

الورقة التاسعة عشر..
باقة من أغاني الحب اليابانية .. ( 1 )

الثلج المتساقط على الجبل..
يذوب مع النهار..
وشعرها ..
يذوب مع النوم..
كم تمنيت لو كنت القمر..
لأسطُع وأسطُع..
على السرير..
الذي ينام فيه حبيبي..
في صدري..
تحترق شعلة الألم..
ولكنها تحترق بصمت..
فلا يدري أحد..
الليالي مليئة بالثلج المنهمر..
بوريقات الشاي..
إذا كنت تريدني.. تعال!
لا! لن أغسل هذا الرداء..
هدية حبيبي..
حتى لا تشحب..
ذكريات الحب..

الورقة العشرين ..
باقة ثانية من أغاني الحب اليابانية .. ( 2 )

إذا جاءت الريح..
وانحت أمامها شجيرات المعبد..
ألا تنحني أنت أيضاً..
أمام ريح الحب؟!
أتنوي الذهاب الآن؟
كم أتمنى لو بقيت ..
لو أن السماء أمطرت..
وأمطرت .. وأمطرت !
يقولون لي:
"هذا جنون! .. هذه حماقة! "..
ولكنني لا أستطيع الخروج..
من ظلمات الحب..
أتذكّره في الليل ..
وأتحدث إلى وسادتي :
"تكلمني! .. تكلمني ! ..فأنا أحترق.."
كما يلتصق الضباب ..
بقمة الجبل الشاهق..
تلتصق عيناي به..

للأوراق بقية.......










رد مع اقتباس