يقسم سوفير السكان في إسرائيل إلى قسمين مجموعة تتواجد في المركز الذي يتبع للعالم المتطور والتي يصل عددها إلى 3 مليون ومجموعة تتواجد في الإطراف "العالم الثالث" ويصل تعدادها إلى 1.7 مليون.
لسوفير مشاهدة غير عادية ,أو تحليل غير عادي,تحليله يرتبط عادة بالديموغرافيا ,من أية زاوية تنظر إليه يتحدث عن الديموغرافيا.
الحالة تشبه دائرة السحر ,او دوائر السحر واحد ينتج من الآخر, وتتشابك الدوائر , الدخل المنخفض لدى سكان الإطراف يؤدي إلى ضرائب منخفضة ,مثلا في التجمعات العربية تنتج حالة مركبة وفيها مشاكل بسبب "زيادة عدد السكان وثقافة السكن التي تؤدي إلى سكن في بيوت من طابق أو اثنين ", هذان السببان أي زيادة السكان والسكن في بيوت منخفضة أدت الى تمدد التجمعات العربية في بيوت منخفضة من طابق او اثنين ويضاف إلى ذلك سنوات من عدم فرض القانون الأمر الذي يؤدي إلى عدم إقامة بنى تحتية من شوارع وشبكات صرف صحي,وهذا ما يمكن العرب من عرض الإهمال في تجمعاتهم والتي تؤدي إلى مطالب كبيرة من الحكومة وكراهية تجاه السلطة والشعور بالظلم والذي يرافقه إجرام وعنف ويرى سوفير أن "الفوضى في الوسط العربي غير قابلة للإصلاح".
وأن "العرب في إسرائيل سيفرحوا إذا غيرت إسرائيل هويتها ووجهها فالنشيد الوطني والعلم ليسا بحسب رغبتهم وسيطرة يهود على مسلمين لا يمكن قبولها في هذا الجزء من العالم وقد تم مصادرة آلاف الدونمات منهم كما اضاعوا 400 (طبعا هي 540 تجمعا ع.م) تجمعا وعلى دمار هذه التجمعات أقيمت تجمعات يهودية ",والنتيجة معظم العرب يسكنون في المناطق الموجودة على الأطراف وهم ضعفاء من ناحية اقتصادية مثل السكان اليهود الذين يسكنون في مدن التطوير".
6- العملية التدميرية
لكن المسالة لا تتوقف عند هذا الحد "إننا نخشى انه كلما تم تأجيل العملية لوقف هذه العملية التدميرية فان الأمر سيحتاج إلى فرض أدوات اقل ديمقراطية ومقبولة ,بلغة أخرى من يخاف على الديمقراطية الإسرائيلية فعليه العمل الآن لان أيامها تنتهي بحسب المعطيات الجغرافية-السياسية الجديدة لإسرائيل" كما يحذر سوفير.
ويمكن تلخيص أساس ما يحدث من عمليات وتغيرات في إسرائيل بحسب سوفير كالتالي:
ينتقل يهود من الأطراف إلى منطقة تل أبيب وحقيقة أن هناك تركيزا عاليا للعرب في منطقة الأطراف فإنها تشع مستوى معيشة منخفضا وعليه فان يهودا من سكان المنطقة الذين يشعرون أنهم مهددون (نفسيا أو من ناحية عملية) لأسباب كثيرة يفضلون الهجرة إلى المركز.
تفقد الأطراف القومية (الجليل والنقب الشمالي والقدس) علامات السيادة اليهودية الإسرائيلية وتلبس ثوب السيادة الفلسطينية.
إن علاقات الإطراف الفلسطينية في إسرائيل مع العالم العربي خارج الحدود تحلل وتدمر الحدود وتدخل العديد من العوامل الجنائية والتخريبية .
تتخذ الإطراف طابع العالم الثالث بسبب الزيادة الطبيعية العالية وموانع للخروج للعمل وعدم فرض القانون وعدم دفع ضرائب كما يجب وتطور عالم سفلي كما يسميه سوفير.
كل هذه العمليات تؤدي إلى انهيار الأطراف فيما يصبح المركز بدون الرئتين الخضراويتين ,بدون الحيز لاستيعاب القمامة ومياه الصرف وتترك مصادر المياه ,كما يلحق الخراب في جهاز التربية والتعليم والمجتمع والاقتصاد .
7- "انهيار الكيان الاسرائيلي- الصهيوني"
ويلخص سوفير حالة تل أبيب الكبرى حين يصل إلى نتيجة مفادها أن "أصحاب التأثير من منطقة تل أبيب يسيطرون على الكنيست وعلى مراكز القوى الأخرى في الدولة ويقف أمامهم ممثلو الأطراف الضعيفة ,وهكذا تنتج لامبالاة تجاه التحديات القومية الصهيونية بشان سياسات توزيع السكان وتأهيل الإطراف .
تزداد الضغوط السكانية والاقتصادية على المركز لان حيز منطقة تل أبيب محدود بالأرض ,ولهذا تأثير على التلويث والمياه العادمة والكثافة الزائدة عن حدها والنقصان في المساحات المفتوحة وانهيار جهاز المواصلات والعنف وانهيار جهاز فرض القانون وانهيار التخطيط القومي.
مس في قدرة "دولة تل أبيب" على حمل البلاد من الناحية الاقتصادية وخطر هجرة الأقوياء أو انغلاقهم في "جزر غربية"
تنغلق مجموعة السكان القوية على نفسها في إحيائها هناك تتواجد كل علامات العالم المتطور ,ويفرض الأغنياء الأجندة الاقتصادية والثقافية التي هي "غير ذي شان للواقع" بحسب ادعاء سوفير.
أما النتيجة الأهم من كل ذلك فهي أن "المساحة أو الأرض التي يجلس عليها اليهود تتقلص وهي عرضة لاختراق عربي إسلامي ,ويرافق ذلك انهيار كل علامات السيادة الإسرائيلية - الصهيونية - اليهودية .
أن حالة يدمج بها أطراف ضعيفة غرباء ومغتربون ,مع انهيار في مستوى الحياة في منطقة تل أبيب تنتج كل الظروف لانهيار "الكيان الصهيوني وضياعها في مدة زمنية قصيرة", وهذا عمليا أهم ما يستنتجه سوفير.
لكن سوفير لا يترك الحالة دون أن يقترح حلولا عملية, فهو ولأول مرة يتحدث عن الشروط والظروف لانهيار إسرائيل , والمشروع الصهيوني , ويتجاوز هذه المرة مجرد الحديث عن المخاطر العربية والإسلامية بشكل خاص, بالذات في المستوى الديموغرافي, كما كان وما زال يحذر.
وبحسب سوفير إذا بقي يهود إسرائيل في منطقة تل أبيب الكبرى ,فان إسرائيل ستصبح مدينة – دولة بدون جبهة خلفية ,وبدون رئتين خضراويتين ,وبدون حيز للتطوير ,قلقة كل الوقت ومن كل الجهات من اختراقات وعمليات ضدها , وستكون ايامها معدودة حتى الانتصار العربي الفلسطينيي المطلق "وبحسب تقديرنا فإذا لم يتم القيام بخطوات دراماتيكية لتغيير مجرى الأشياء فان هذه الكارثة ستحصل خلال 10-15 عاما أي قريبا من العام 2020 حيث ستكون إسرائيل في خطر وجودي ليس بسبب إيران وباقي أعداء إسرائيل وإنما بسبب فشل قياديي تل أبيب ,ومن ضمنهم أصحاب رؤوس أموال ضيقي الأفق وإعلام مغلق ورجال أكاديميا مضحكون وسياسيون وقادة من الدرجة المنخفضة جدا".
ويقترح سوفير مقابل هذه الحالة ,ولمنع خلقها حلولا :مثل تقوية عكا كبلدة يهودية ,وإقامة تجمعات تفصل بين السكان الفلسطينيين من جهتي الخط الأخضر ,وتقوية الاستيطان اليهودي حول قطاع غزة, من اجل منع تواصل بين غزة والتجمعات العربية في النقب وبينها وبين الخليل في جنوب الضفة الغربية .
كما يدعو لتكثيف الاستيطان في مرج ابن عامر ,وبين منطقة الجليل والضفة الغربية ويحذر من فشل ذلك" إذا فشل اليهود في ذلك ستكون النتيجة دون أن ننتبه تواصل ديموغرافي وجغرافي يمتد من مستوطنة بيرانيت في أقصى الشمال وتمر في الجليل والضفة الغربية والقدس إلى الخليل ثم العرب في النقب حتى قطاع غزة فيما سيتقلص وجود اليهود في منطقة الساحل".
ويطالب سوفير بتقوية ما يسمى "بمستوطنات النجوم" (تسور يغائيل وتسور نتان وغيرها) وهي تتواجد قريبا من الحدود مع الضفة الغربية وكانت تهدف إلى فصل التجمعات الفلسطينية التي تتواجد على جهتي الخط الأخضر في بداية التسعينات ,ويقترح تقويتها من المنطقة الممتدة من مدينة أم الفحم حتى بئر السبع ولوقف الضغط فيما يسمى ب"الخاصرة الضيقة" التي تمتد من كفار سابا قريبا من مدينة قلقيلية شمالا.
وبحسب سوفير فانه يجب تقوية الحيز الموجود بين مستوطنات تعناخ في مرج بن عامر ومنطقة الجلبوع (صندلة ونوريس,) من اجل منع تواصل عربي بين الجليل وجنين.
كما يجب تقوية "القدس اليهودية "كما يسميها سوفير بكل أجزائها وإنقاذ منطقة غور الأردن.
ويطالب بتقوية الحدود المصرية - الإسرائيلية في ظل التطورات الحاصلة في منطقة شمال سيناء ويقصد سوفير بذلك "العمليات التخريبية والأعمال الجنائية" كما يطلق عليها.
ومرة أخرى يعود سوفير لما كان طالب به أكثر من مرة وهو تهويد "الجليل والنقب" على حساب تل أبيب ,ويطالب ببذل جهد مركزي وكبير من اجل توطين يهود حول مدينة بئر السبع وفي داخل المدينة نفسها".
وبحسب سوفير فان على الجيش الإسرائيلي نقل قواعده العسكرية الى مناطق الأطراف .
في ذات الوقت يقترح "اقتراحات لضبط دولة تل لبيب ",مثل وقف الاستثمارات القومية في منطقة تل أبيب ونقل كل المال إلى الأطراف ,ويؤيد وقف الاستثمار بكل مؤسسة جماهيرية من الممكن أن تنتقل إلى الأطراف ويطالب كل مؤسسة تتلقى الدعم من قبل الحكومة في إسرائيل أن تنقل مؤسسات إلى الإطراف (مثل العفولة ونتيفوت وديمونا)".
ويرى سوفير أن " لا تحصل أية جامعة أو كلية أكاديمية في المركز على أي دعم رسمي ,ويضيف انه يجب "نقل كل النشاط الرسمي وبالذات الأمني إلى القدس ,ومن ضمن ذلك إذاعة محطة الجيش والناطق بلسان الجيش ,والكليات ذات الطابع الأمني التي تتواجد في هرتسليا, ومقابل ذلك يجب إصدار تعليمات رسمية أن لا يكون أي مؤتمر صحفي في منطقة تل أبيب وفقط في القدس أو في الأطراف".
نسال الله ان تكون نهايتهم قريبة امين يارب العالمين