منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - فصل جنس العرب هبة ربانية
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-11-09, 20:41   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
السوفي البربري
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية السوفي البربري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

فضل العرب

--------------

مناظره بين النعمان بن المنذر وكسرى أنو شروان
روى بن القطامى عن الكلبى قال:



قدم النعمان بن المنذر على كسرى وعنده وفود الروم والهند والصين فذكروا من ملوكهم وبلادهم : فافتخر النعمان بالعرب وفضلهم على جمع الأمم لا يستثنى فارس ولا غيرها:


فقال كسرى وأخذته عزة الملك:- يانعمان لقد فكرت فى أمر العرب وغيرهم من الأمم ونظرت فى حالة من يقدم من وفود الأمم ، فوجدت للروم حظا ً فى اجتماع ألفتها وعظم لسطانها وكثرة مدائنها ووثيق بنيانها وان لها دينا يبين حلالها و حرامها ويرد سفيهها ويقيم جاهلها ورأيت الهند نحوا من ذلك فى حكمتها وطبها وكثرة أنهار بلادها وثمارها وعجيب صناعتها وطيب أشجارها ودقيق حسابها وكثرة عددها وكذلك الصين فى أجتماعها وكثرة صناعات أيديها وفروسيتها وهمتها فى ألة الحرب وصناعة الحديد وان لها ملكا يجمعها ، والترك والخزر على مابهم من سوء الحال فى المعاش وقلة الريف والثمار والحصون وما هو رأس عمارة الدنيا من المساكن والملابس لهم ملوك تضم قواصيهم وتدبر أمرهم ، ولم أر للعرب شيئاً من خصال الخير فى أمر دين ولا دنيا ولا حزم ولا قوه : ومع أن مما يدل على مهانتها وذلها وصغر همتها محلتهم التى هم بها مع الوحوش النافره والطير الحائره يقتلون أولادهم من الفاقه ويأكل بعضهم بعضاً من الحاجه قد خرجوا من مطاعم الدنيا وملابسها ومشربها ولهوها ولذاتها ، فأفضل طعام ظفر به ناعمهم لحوم الأبل التى يعافها كثيراً من السباع لثقلها وسوء طعمها وخوف دائها ، وان قوى أحدهم ضيفاً عدها مكرمه وان أطعم أكله عدها غنيمه تنطق بذلك اشعارهم وتفتخر بذلك رجالهم (ماخلا هذه التنوخيه التى أسس جدى اجتماعها وشد مملكتها ومنعها من عدوى فجرى لها ذلك الى يومنا هذا وان لها مع ذلك أثاراً ولبوساً وقرى وحصوناً وأمور تشبه بعض أمور الناس يعنى اليمن)


ثم لاأراكم تستكبنون على مابكم من الذله والقله والفاقه والبؤس حتى تفتخروا وتريدوا أن تنزلوا فوق مراتب الناس.

قال النعمان أصلح الله الملك : حق لأمة الملك منها أن يسموا فضلها ويعظم خطبها وتعلوا درجتها الا أن عندى جوابا فى كل ماينطق به الملك فى غير رد عليه وتكذيب له فان أمننى من غضبه نطقت به .



قال كسرى : قل فأنت أمن.



قال النعمان : أما أمتك أيها الملك فليست تنازع فى الفضل لموضعها الذى هى به من عقولها وأحلامها وبسطة محلها وبحبوحة عزها وما أكرمه الله به من ولايه آبائك وولايتك وأما الأمم التى ذكرت فأى أمه تقرنها باعرب الأفضلتها.



قال كسرى:- بماذا.



قال النعمان:- بعزها ومنعتها وحين وجوهها وبأسها وسخائها وحكمة ألسنتها وشدة عقولها وأنفتها ووفائها .


فأما عزها ومنعتها فأنها لم تزل مجاوره لأبائك الذين دخلوا البلاد ووطدوا الملك وقادوا الجند لم يطمع فيهم طامع ولم ينلهم نائل


حصونهم ظهور خيلهم ومادهم الأرض وسقوفهم السماء وجنتهم السيوف وعدتهم الصبر ،
اذا غيرها من الأمم انما عزها الحجاره والطين وجزائر البحور.



وأما حسن وجوهها وألوانها فقد يعرف فضلهم فى ذلك على غيرهم من الهند المنحرفه والصين المنحفه ةالترك المشوهه والوم المقسرة.



وأما أنسابها وأحسابها فليست أمه من الأمم الا وقد جهلت آباءها وأصولها وكثيراً من أولها حتى أن أحدهم ليسأل عمن وراء أبيه دنيا فلا ينسبه ولا يعرفه ، وليس أحد من العرب الا ويسمى آباءه آبا فأبا حاطوا بذلك أحسابهم وحفظوا به أنسابهم فلا يدخل رجل فى غير قومه ولا ينتسب الى غير نسبه ولا يدعى الى غير أبيه .



وأما سخاؤها فأن أدناها رجلاً الذى تكون عند البكره والنا عليها بلاغة فى حمولها وشعبه وريه فيطرقه الطارق الذى يكتفى بالفلذة ويجترى بالشربه فيعقرها وله ويرضى أن يخرج عن دنياه كلها فيما يكسبه حسن الأحدوثه وطيب الذكر

وأما حكمة ألسنتهم فأن الله تعالى أعطاهم فى أشعارهم ورونق كلامهم وحسنة وزنه وقوافيه مع معرفتهم بالأشياء وضربهم للأمثال وابلأغهم فى الصفات وما ليس لشىء من ألسنة الأجناس ، ثم خيلهم أفضل الخيل ونساؤهم أعف النساء ولباسهم أفضل اللباس ومعدنهم الذهب والفضه وحجارة جبالهم الجزع ومطاياهم التى لا يبلغ على مثلها سفر ولا يقطع بمثلها بلد قفرٌ.



وأما دينها وشريعتها لأنهم متمسكون به حتى يبلغ أحدهم من نسكه بدينه أن لهم أشهراً حرماًوبلداً محرماً وبيتاً محجوجاً ينسكون فيه مناسكهم ويذبحون فيه ذبائحهم فيلقى الرجل قاتل أبيه أو أخيه وهو قادر على أخذ ثأره وادراك رغمه منه فيحجزه كرمه ويمنعه دينه عن تناوله بالأذى.

وأما وفاؤها فأن أحدهم يلحظ اللحظه ويومىء الايماء فهى ولت( أى عهد) وعقده ولا يحلها ألأخروج نفسه وان أحدهم يرفع عوداً من الأرض فيكون رهناً بدينه فلا يغلق رهنه ولاتحفز ذمته وان أحدهم ليبلغه أن رجلاً أستجار به وعسى أن يكون نائياً عن داره فيصاب فلا يرضى حتى يفنى تللك القبيله التى أصابته أو تفنى لما أحفز من جواره وأنه ليلجأ اليهم المجرم المحدث من غير معرفه ولا قرابه فتكون أنفسهم دون نفسه وأموالهم دون ماله.


وأما قولك أيها الملك يندون أولادهم فانما يفعله من يفعله منهم بالأناث أنفة من العار وغيره من الأزراج.



وأما قولك أن أفضل طعامهم لحوم الأبل على ما وصفت منها فما تركوا ما دونها الا أحتقاراً له فعمدوا الى أجلها وأفضلها فكانت مراكبهم وطعامهم مع أنها أكثر البهائم شحوماً وأطيبها لحوماً وأرقها الباناً وأقلعها غائله وأحلامها ومضغة وانه لاشىء من اللحمان يعالج ما يعالج به لحمها الا أستبان فضلها عليه.



وأما تجاربهم وأكل بعضهم بعضاً وتركهم الأنقياد لرجل يسوسهم ويجمعهم فأنما يفعل ذلك من يفعله من الأمم اذا أنست من نفسها ضعفاً وتخوفت نهوض عدوها بالزحف وانه انما يكون فى المملكه العظيمه أهل بيت واحد يعرف فضلهم على سائر غيرهم فيقولون أليهم أمورهم وينقادون لهم بأزمتهم.



وأما العرب فأن ذلك كثير فيهم حتى لقد حاولوا أن يكونوا ملوكاً أجمعين مع آنفتهم من أداء الخراج والوطث ( أى الضرب الشديد بالرجل على الأرض ) بالعسف

وأما اليمن التى وصفها الملك فأنما أتى جد الملك اليها الذى أتاه عند غلبة الجيش له على ملك وأمر مجتمع فأتاه مسلوباً طريداً مستصرخاً ولولا ما وتر به من يليه العرب لمال الى مجال واحد من يجيد الطعان ويغضب الأحرار من غلبة العبيد الأشرار .




فعجب كسرى لما أجاب النعمان به وقال: انك أهل لموضعك من الرياسه فى أهل اقليمك ثم كساه من كسوته وسرحه الى موضعه من الحيره.









رد مع اقتباس