2010-11-02, 18:23
|
رقم المشاركة : 3
|
معلومات
العضو |
|
إحصائية
العضو |
|
|
الموضوع الثاني :
يقول جون بول سارتر : لا يوجد غيري فأنا وحدي الذي أقرر الخير واخترع الشر "حلل وناقش " .المقدمة : يطلق لفظ الأخلاق على جميع الأفعال الصادرة عنالنفس محمودة كانت أو مذمومة فالمحمود منها يعرف بالخير والمذموم منهايعرف بالشر , وهما المحوران اللذان يدور حولهما علم الأخلاق, و إذا كانسارتر قد أرجع الخير والشر إلى الفرد فهل مصدر القيمة الأخلاقية ذاتيدائما ؟ بمعنى هل الخير والشر من صنع الإنسان أم أن هناك أطرافا أخرىيمكنها صناعة القيم الأخلاقية ؟
التحليل :
القيمة الأخلاقية ذاتية : القيم الأخلاقية مصدرها الفرد
ذهب سارتر إلى أن مصدر القيمة الأخلاقية هو الفرد , فهو الذي يقرر الخيروهو الذي يخترع الشر , فتصور سارتر الإنسان على أن كائن لذاته , وتصورسارتر للنشاط الإنساني على أنه حر , وأن ماهية الإنسان هو ما يوجده بنفسه ( الوجودية ) يشتمل على فلسفة سارتر الأخلاقية والتي تنطلق من الذاتفيترتب عليها أن الإنسان هو الذي يضع القيم فيضع الخير والشر . وبذلك فهويعدم وجود الغير وقدرة الغير في وضع القيم وعلى هذا كانت المسؤولية مطلقةعند سارتر .
غير أن هذا الرأي نجده عند أنصار النزعة التجريبية والنزعة العقلية على حدسواء , فالتجريبيون يرجعون مصدر القيم الأخلاقية إلى التجربة و الممارسةالفردية , التي تتطور إلى عادة اجتماعية , كما أن العقليون يرون أن مصدرالقيم الأخلاقية هو العقل الإنساني إذ به نحكم على الأشياء وبه نميز بينالخير والشر وبالتالي فالفرد مصدر القيم الأخلاقية .
- لكن الفرد ليس المصدر الوحيد للقيم الأخلاقية , فإقصاء الغير في صناعةالأخلاق أمر لا يثبته الواقع , كما أن التجربة الفردية مختلفة و متناقضةوالعقل قاصر لا يهدي صاحبه في جميع الأحوال القيمة الأخلاقية موضوعية : القيم الأخلاقية مصدرها المجتمع والدين .
إن الأخلاق في نظر آخرين من الفلاسفة على خلاف " سارتر" تنبع من المجتمعومن الدين حيث يرى أنصار النزعة الاجتماعية أن القيم الأخلاقية نابعة عنتأثير الجماعة في الفرد حيث يقول " دور كايم " : " إذا استنكر أحدناالفاحشة فلأن المجتمع يستنكرها " . كما يرى أنصار الاتجاه الديني أن القيمالأخلاقية صادرة عن الوحي ( فالتعليم الدينية مصدر القيم الأخلاقية ) فهيجاءت لكي تساعد العقل على إدراك الخير والشر .
هذا الموقف الديني نجده بوضوح عند مفكري الإسلام خاصة موقف الأشاعرة الذييعتبر الدين مصدر الخير والشر فالواجبات في نظرهم سمعية كلها " افعل ماتؤمر " آية . باعتبار أن القيم مختلفة باختلاف الدين .
- لكن الفرد قد يحدث ثورة فكرية , وأخلاقية ويخرج عن العرف ويغير قواعدالمجتمع , كما أن المثل الأعلى الوارد عن طريق الوحي قد ينعدم لدى بعضالشعوب وتبقى لديهم أخلاقهم الخاصة .
القيمة الأخلاقية ذاتية وموضوعية : القيم من صنع أطراف مختلفة .
من القيم الأخلاقية ما هو صادر عن الفرد وتبقى هذه الأخلاق محل اختلاف بينالناس , ومن القيم ماهو صادر عن المجتمع كالعادات و التقاليد وهي متغيرةمن جماعة لأخرى , و من القيم ما هو صادر عن الوحي كأخلاق المسلمين ومايتعلق بالحلال والحرام وهي تتمتع بالثبات .
الخاتمة : إن موقف سارتر من الأخلاق لا يمكن التسليم به , إذ ليس بإمكانالفرد أن يقرر وحده الخير والشر , رغم أنه قادر على إبتكار القيمالأخلاقية وقادر على الالتزام بها أو تركها . فالقيم الأخلاقية تصنعهاأطراف مختلفة الفرد , المجتمع , الدين .
المحور الثامن : المسؤولية والجزاء .
نص السؤال : هل المجرم المسؤول الوحيد عن جرائمه ؟
مقدمة : إن الحديث عن المسؤولية يقودنا إلى الحديث عن فكرة الجزاء فإذاكانت المسؤولية هي تحمل الفرد لنتائج أفعاله فالجزاء هو النتيجة المترتبةعن تحمل المسؤولية إذ لا يمكن أن تستقيم الحياة الاجتماعية إلا بتحديدالمسؤوليات ولا فائدة من تحديد المسؤوليات دون تطبيق الجزاء لكن المشكلةالتي تواجه عملية تطبيق الجزاء هي مشروعيته بمعنى هل كل إنسان يقوم بفعليكون وحده المسؤول عنه ؟ أو بمعنى آخر إذا صدر عن الإنسان فعل شر فهلنعتبره مجرما ونحمله وحده نتائج الفعل , أم أن هناك أطرافا أخرى يجب أنتتحمل معه نتائج فعله ؟
التحليل :
المجرم مسؤول وحده عن جرائمه :
إن الجزاء في نظر فلاسفة الأخلاق هو الثواب والعقاب والجزاء في الأصل هوالفعل المؤيد بقانون كالعقاب الذي يفرض على من ارتكب الجريمة فإذا تعمدشخص إلحاق ضرر بآخر فليس من المعقول ألا نعاقبه بل نجد المبرر الكافي الذييدعونا لعقابه فالعقاب هنا مشروع وعادل كون الإنسان حر وعاقل وهذا نجدهعند أصحاب النزعة العقلية ومنهم " أفلاطون " قديما حيث قال : " إن اللهبريء والبشر هم المسؤولون عن اختيارهم الحر " وقال كانط حديثا :"إن الشريريختار فعله بإرادته بعيدا عن تأثير الأسباب و البواعث فهو بحريته مسؤول " ونجد هذا الموقف في الفكر الفلسفي الإسلامي عند المعتزلة الذين يقولون : " إن الإنسان يخلق أفعاله بحرية لأنه بعقله يميز بين الخير والشر فهو مخيرلا مجبر فهو مكلف مسؤول " والغرض من العقاب في نظر هذا الاتجاه هو مجازاةالمجرم بحسب جريمته .
مناقشة : ولكن مهما كانت حرية الإنسان وقدرته العقلية فإنه لا يمكن إهمالطبعه وظروفه فالإنسان خاضع لحتميات تجعل اختياره محدودا .
المجرم لا يعتبر وحده المسؤول عن الجريمة :
إن الدراسة الحديثة في مجال علم النفس وعلم الاجتماع أثرت كثيرا علىالمشرعين وغيرت نظرتهم إلى العقوبة والغاية منها وإلى المجرم و أساليبالتعامل معه

|
|
|