لــو كانَ الزمانُ يسير وفق الأماني، لتمنيتُ لكم زمانٌ ليس كهذا الزمان، ولحجزتُ مكانٌ هناك غير هذا المكان، حيث لا تُسلبُ طفولةُ الأطفال، ولا تُغلق عقول الناس بالقيود والأقفال، ولا تُخلط النساءُ بالرجال، عالمٌ يفيض بالإعتدال، أتشممُ خصال التسامح فيه بأنف الخيال، تُعدمُ هناك العنصريةُ في مقصلة الإنسانية، ويقيّدُ الظلم في سجن الأنانية، حيث لا نزاع على أرضٍ ولا ثروةٍ، ولا تلعو دولةٌ عن دولةٍ، في زمانكم ذاكَ لا أريدكم أن تروا أشلاءا لأطفالٍ تتطايرُ، ومشافي تُقصفُ ودورُ العبادة تُدمرُ، كيف السبيلُ إلى ذلك وأسلحةُ دمارٍ شاملٍ لم تُنزعْ، وصواريخٌ باليسية تهدد الأمن وتزعزعْ، ودول كثيرة في ذلك الأمر تُشجعُ، حتى عمّ الخوفُ فهو على قلوب الجميع متربّعُ، ورُوّجت أوبئة فانتشارها مُروّعُ، وأصبح معظم الخلقِ جائعُ، وانتشر اللهو والوقتُ فيه ضائعُ، وظهر عُباد إبليس وظهورهم شائعُ،...