منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - فضائل التوحيد وأهميته
عرض مشاركة واحدة
قديم 2024-11-22, 15:35   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عبدالله الأحد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي



7- التوحيد مصدر للأمن والاهتداء:

إن الموحد الذي وحد الله، وتخلص من الشرك قولًا وعملًا واعتقادًا - يحصل له الهدى الكامل، والأمن التام في الدنيا والآخرة؛ قال تعالى: ï´؟ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ï´¾ [الأنعام: 82]؛ الذين آمنوا: يعني: وحدوا الله عز وجل، ولم يلبسوا: يعني: لم يخلطوا إيمانهم، بظلم: يعني: بشركٍ، ماذا سيكون لهم؟



أولـئك لهم الأمن وهم مهتدون؛ لأن التوحيد يملأ نفس صاحبه أمنًا وطمأنينة، فلا يخاف غير الله، وقد سدَّ منافذ الخوف على الرزق والنفس والأهل، والخوف من الإنس والجن والموت، وغيرها من المخاوف، والمؤمن الموحد لا يخاف أحدًا إلا الله؛ ولهذا تراه آمنًا إذا خاف الناس، مطمئنًا إذا قلِقَ الناس.



الذين وحَّدوا الله عز وجل لهم الأمن ولهم الهداية في الدنيا وفي الآخرة، هو يأمن في الدنيا، عنده أمنٌ داخلي، عنده راحة داخلية، عنده استقرار نفسي، يطمئن لقضاء الله عز وجل وقدر الله تبارك وتعالى، لا يجزع ولا يخاف، يعلم أن كل الأمور بيد الله تبارك وتعالى، كذلك يأمن في الآخرة من العذاب، وله الهداية أيضًا في الدنيا إلى طريق الخير، إلى شرع الله تبارك وتعالى، يهتدي إلى توحيد الله عز وجل، وإلى الإيمان وإلى العمل الصالح، وكذلك في الآخرة يهتدي إلى الجنة؛ فالأمن والهداية تكون في الدنيا وتكون في الآخرة.



فهذه الآية تبشر المؤمنين الموحدين الذين لم يلبسوا إيمانهم بشرك، فابتعدوا عنه، أن لهم الأمن التام من عذاب الله في الآخرة، وأولئك هم المهتدون في الدنيا.



8- التوحيد مصدر لقوة النفس:

لأنه يمنح صاحبه قوة نفسية هائلة؛ لِما تمتلئ به نفسه من الرجاء في الله، والثقة به، والتوكل عليه، والرضا بقضائه، والصبر على بلائه، والاستغناء عن خلقه؛ قال تعالى: ï´؟ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ï´¾ [الأنعام: 17]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((إذا سألت، فاسألِ الله، وإذا استعنت فاستعن بالله))[18].



9- التوحيد أعظم الأسباب لنَيْلِ شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم:

إن من فضل التوحيد على أهله، أنه أعظم الأسباب لنَيْلِ شفاعة النبي عليه الصلاة والسلام؛ فقد سأل أبو هريرة رضي الله عنه، قال: ((يا رسول الله، من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال صلى الله عليه وسلم: أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة: من قال لا إله إلا الله، خالصًا من قلبه، أو نفسه))[19].



• تكفَّل الله لأهل التوحيد بالفتح والنصر والتمكين، وحصول الهداية والأمن والحياة الطيبة، وإصلاح الأحوال، والتسديد في الأقوال والأفعال، والسعادة في الدنيا والآخرة:

أهل التوحيد تكفَّل الله عز وجل لهم بالنصر وبالتمكين، وبحصول الأمن والهداية، وبالتسديد في الأقوال والأفعال، والسعادة في الدنيا والآخرة؛ قال عز وجل: ï´؟ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ï´¾ [النحل: 97]، وقال ابن تيمية رحمه الله: "ليس للقلوب سرورٌ ولذة تامة إلا في محبة الله والتقرب إليه، ولا تتم محبة الله عز وجل إلا بالإعراض عن كل محبوب سواه، وهذا حقيقة لا إله إلا الله"؛ قال عز وجل: ï´؟ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ï´¾ [غافر: 51]؛ فالنصر والتمكين والرِّفْعَةُ، والحياة الطيبة والسعادة والطمأنينة، وراحة القلب وطيب العيش - لأهل التوحيد والإيمان، لأهل الطاعة لله عز وجل، ومن أجل التوحيد، أرسل الله رسله، وأنزل كتبه، وقامت سوق الجنة والنار، وانقسم الناس إلى مؤمنين وكفار.



قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وليس للقلوب سرور ولذة تامة إلا في محبة الله تعالى، والتقرب إليه بما يحبه، ولا تتم محبة الله إلا بالإعراض عن كل محبوب سواه، وهذا حقيقة لا إله إلا الله"؛ [مجموع الفتاوى، (32/ 28)].



قال ابن أبي العز الحنفي رحمه الله تعالى: "اعلم أن التوحيد أول دعوة الرسل، وأول منازل الطريق، وأول مقام يقوم فيه السالك إلى الله عز وجل... قال تعالى: ï´؟ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ï´¾ [النحل: 36]؛ ولهذا كان أول واجب يجب على المكلف شهادة أن لا إله إلا الله، لا النظر، ولا القصد إلى النظر، ولا الشك، كما هي أقوال لأرباب الكلام المذموم، بل أئمة السلف كلهم متفقون على أن أول ما يُؤمَرُ به العبد الشهادتان... فالتوحيد أول ما يدخل به في الإسلام، وآخر ما يخرج به في الدنيا؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من كان آخر كلامه: لا إله إلا الله، دخل الجنة))، وهو أول واجب، وآخر واجب، فالتوحيد أول الأمر وآخره؛ أعني: توحيد الألوهية"[20]؛ وكما قال صلى الله عليه وسلم: ((من كان آخر كلامه: لا إله إلا الله، دخل الجنة(("[21].



اللهم ارزقنا الجنة وما قرَّب إليها من قول أو عمل، جزاكم الله خيرًا، سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.


[1] أخرجه البخاري (2856) واللفظ له، ومسلم (30)، من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه.

[2] صحيح الترمذي (3585).

[3] صحيح الترمذي (2516).

[4] جامع الرسائل لشيخ الإسلام ابن تيمية (1/15).

[5] صحيح البخاري (7372).

[6] صحيح البخاري (1496)، من حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنهما.

[7] مدارج السالكين (3/450).

[8] صحيح ابن حبان (207).

[9] صحيح مسلم (93)، من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه.

[10] صحيح مسلم (93).

[11] صحيح البخاري (5401).

[12] من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه (7439) صحيح البخاري.

[13] صحيح ابن ماجه (3488)، من حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنه.

[14] صحيح مسلم (93)، من حديث جابر بن عبدالله.

[15] صحيح الترمذي (2516)، من حديث عبدالله بن عباس.

[16] أخرجه البخاري (6346)، ومسلم (2730)، والترمذي (3435)، والنسائي في "السنن الكبرى" (7674)، وابن ماجه (3883)، وأحمد (2537) واللفظ له.

[17] مفتاح دار السعادة (2/ 510 - 513) نقلًا عن موقع الدرر السَّنية - الموسوعة العقدية.

[18] سبق تخريجه.

[19] صحيح البخاري (99)، من حديث أبي هريرة.

[20] شرح العقيدة الطحاوية، لابن أبي العز الحنفي (77، 78).

[21] أخرجه مسلم (917)، والترمذي (976)، وابن ماجه (1444) مختصرًا، وابن حبان (3004) باختلاف يسير.



رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/1421...#ixzz8sJslrxsY
[/SIZE]










رد مع اقتباس