منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - @كشف مغالطات وشبهات الحركة التنويرية أو التنويريين العرب وما يرمُون إليه @
عرض مشاركة واحدة
قديم 2023-12-08, 10:08   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
أمير جزائري حر
الأَديبُ الحُرّ
 
الصورة الرمزية أمير جزائري حر
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

تحية طيبة /
نتابع..
ونتناول اليوم المبدأ الرابع من مبادئ التنويريين العرب
...
يقولون..
4. الاجتهاد هو طريق المسلمين في فهمهم للقرآن والسيرة والحديث والتراث ويختلف المسلمون في اجتهاداتهم باختلاف ظروفهم وعلومهم. وليس لاحد منهم أن يحتكر أو يحصر أو يقصر الإسلام على اجتهاده ويكفر من سواه سواء كان فردا أو فئة أو أمة.
...
هذا المبدأ فضفاض وغير مضبوط، ودائما الأمور الفضفاضة فيها مداخل الشيطان.. فالكلمات المفتاحية الموظفة هنا تحتاج تفصيلا وعلى رأسها كلمة "الاجتهاد" فلا يمكن لمن هبّ ودبّ من الرُّويبضة أن يعتبر نفسه مجتهدا.. ولا بُدّ من توفر وتحصيل مجموعة من الشروط ذكرها علمُ الأصول // هي بضعة عشر شرطا لمن شاء أن يبحث فيرى الفرق بين من يُفصّل ويتكلم بوضوح وبيِّنات وعلى بصيرة وبين من يُحبّ أن يسير في الغلس ليُدلّس // .. وتلك الشروط هي التي ستكون ضابطا للمجتهد حتى لا يُهلك نفسه وغيره ويبتدع ويطعن في الدين، لذلك تجد التنويريين لا يعتمدون الشروط التي وضعها العلماء ولم يذكروها أصلا في مبادئهم، وبعض تلك الشروط يُنكرها التنويريون ولذلك تمت صياغة هذا المبدأ بهذا الشكل الفضفاض.. وقد أرجعوا سبب الاختلاف في اجتهادات العلماء إلى: "ظروفهم وعلومهم" وكان عليهم أن يبينوا لنا بوضوح وشفافية ما هي تلك العلوم؟ التي بسببها اختلف العلماء ؟
وأما الظروف فهي أيضا كلمة فضفاضة قد يتخذها بعضهم مطعنا في الدين كما سبق أن بيّنا في المبادئ السابقة بأن هؤلاء التنويريين يقولون لك بأن الظروف تغيرت الآن .. والكثير من الاجتهادات مكانها الآن رفوف المكاتب وأرشيف يسمونه تراث الأمة.
أما العلماء الراسخون فقد بينوا ولم يتركوا لنا غموضا ولا ألفاظ مطاطة فقالوا لتعريف تلك الظروف بأن الفتوى قد تتغير بتغير المكان والزمان والأحوال والأشخاص.. بضوابطها وليس بناء على شطحات وأوهام منتسبين للإسلام وهو منهم براء..
ثُمّ يشدّد التنويريون على أن لا أحقّية لأحد أن يحتكر أو يحصُر أو يقصُر الإسلام على اجتهاده لكن أول من انطبق عليه قولهم هذا هو هُم ذاتُهم.. لأنهم طعنوا في موروث حضاري إسلامي يمتد على قُرون من الزمان.. وخرجوا لنا بفهم "جديد" أو لنقُل دين جديد وأكيد هو شيء آخر غير الإسلام الذي عرفه الصحابة.. فلو أن أحدا من الصحابة بُعِث من قبره ورأى وسمع ما يقولون فسيُصدم من هول وفداحة التحريف والتحريف هو أحد الأضرار التي يجاول البعض إلحاقها بالدين عبثا ..
فقد جاء في الحديث أن الله يبعثُ من عباده من يُنقّي دينه وينفي عنه الخبث– وهنا أغتنم الفرصة للتذكير والتأكيد بأن الله ينصُر دينه بعباده ولا يصح أن نقول بأن الله ليس بحاجة لعباده لينصُر دينه –


والحديث بتمامه يقول:

"يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين"

وأكيد أن أولئك الربانيين الذين سينفُون الخَبَثَ عن الدّين ليسوا "المتنورين" الذين انقلبت عندهم المفاهيم واختلت فطرتهم واضطربت بوصلتهم وصار الظلام عندهم هو النور والنور هو الظلام..

كانت هذا تناولا مختصرا باجتهاد مني وبتوفيق من الله وحده ومن رأى غير ما رأيناه أو أكثر فليتفضل مشكورا..


تحياتي/