في موضوع ثان عن السعادة.... يلي مقدمة قصيرة ذكرت فيها تعريفا لها ... وهو تعريف يتجسد لي في ظلمات الليل الطويل إذا تكالبت الظروف ... ولعمري كيف أجدني أخشى الليل أحيانا أكثر من الطفل الصغير، وقد سرت في الفلوات منفردا أتحدى قطاع الطرق ووحوش الليل، ثقة بالله ثم ارضاء لعناد أجده في نفسي... وإنما كان ذلك بسبب الشعور بالعبثية الذي يحضر إذا غابت السعادة، ويغيب إذا حضرت هي... ولم نر حلا في حضور الأولى وغياب الثانية إلا بطي صفحة الليل قبل أن يحل بما تيسر لدينا من وسائل ...
عندما تحدثنا بهذا أمام غريب ظن أن بنا هجر الغادة الهيفاء التي يصعب صدها ! وهذا بعيد عن الصحة ويا ليته كان العلة... لأني وصلت إلى قناعة أن النساء أنواع وأشكال، وأن كل واحدة يوجد لها أخرى تنسيك فيها، وأن لهاتين توجد أخرى تنسيك فيهما وهكذا.. ولايوجد مفهوم "الواحدة لاغيرها" إلا في عقل من لايملكون الاختيار... فتدبر هذا فربما تسعد إن كانت علتك ماتلفظ به الغريب !
أول السعادة أن ترى نورا خافتا يلوح لك في آخر طريق وهمي يرتسم في قلبك... ولعل منتهى السعادة في دار غير هذه الدار...
يتبع...