نقطة 4
الهوى
وهو ببساطة "دعني ألهو وألهى"، ( او بعبارة لهجتنا 'خليني نعيش' ) لهذا سمي الهوى كل ما يهوي بالنفس وتختصر في الكسل، الخمول، لامبالاة، ملهيات لأن لو كسرت حاجز كسل ونهضت من سريرك سيجعلك تحاول ولو بكتابة خطة (مسودة) وبالتالي ستلتزم، ومعروف التزام بخطة هو دخول في مرحلة حركة أي دخول في نطاق التحدي الأمثل وغالبا فيه نوع من تحمل و ألم، ولهذا إذا قلت دعني وشأني فهو من أساليب القوة المضادة التي تحب شهوات وتبريرات مثل حالة الذي يقول عبارة 'أنا لست بحاجة إلى أن أتعلم واقرأ عبر الكتب، ويكفي متابعة يوتيوب وقراءة منشورات فيسبوك يجعلني متعلم' ثم بعد دقائق إلا وتجده قفز نحو صفحة أنثى ليدردش معها، (يعني يريد أن يلهى) ولو سألته هل تعترف بأن قراءة الكتب هي مصدر تعلم، وكسب خبرات الناس؟، فتلقائيا تجده يبرر - وكما قلت في سابق عن استراتيجية الانحياز التأكيدي - ونفس الحال للمدخن وتبريرات تختلف من شخص لآخر وسأقدم مجموعة من تبريرات الناجمة عن إيحاءات داخلية للقوة المضادة (صوت داخلي)مثل 'الكل جربوا وفشلوا' أو 'لا تستطيع ترك التدخين'
أساليب وإيحاءات داخلية: كما قدمت عن هذا صوت داخلي الذي فيه تناقضات مثل هذه المعاني: 'كل يتوقف إلا أنا '،'أنا لي مشاكل وحالتي خاصة'، 'هذه المرة وفقط' ودائما تجد هذه المعاني تعاكسك، وتذكرك في كل لحظة: 'أنت قلت بعد ساعة فيه سيجارة' لأنك فوضتها، ولم تجد موانع وبدائل، فتصبح تسيطر عليك وتسخر من فكرة التغيير والتوقف، ولو ليوم واحد دون تدخين. وبل تذلك، وهذه من أساليب و إيحاءات داخلية تدخلك في التبريرات لكي تبقى في هذه وهم.
التبريرات: بالنسبة لك تمثل مزايا، لكن بالنسبة للمقلع فتمثل أوهام، فلا تنخدع مثل عبارات كثيرة: 'تريحني'، 'لا تعصبني'، 'لا أتشاجر مع الناس' اعتقادك بهذه أفكار تلقائيا ستفشل في ترك السيجارة نقطة إلى سطر.
ولست وحدك من تبرر، فعند طرق باب عقل أي مدخن سيضيف مبررات كثيرة:'لا استطيع التمتع بشرب القهوة من دون سيجارة'،'لا يمكن تناول وجبة دون سيجارة'، 'افزع عند قرب انتهاء العلبة وقت الليل'، 'لا استطيع استرخاء في مناسبة اجتماعية من دون سيجارة'، 'تخفف عني ضغوطات الحياة'واليك