اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الزمزوم
العثمانيون (الجدد) والقوميون العرب وجماعة الإخوان
جيش أمازيغ ليبيا المتحالف مع إخوان أردوغان
كان لافتاً منذ الوهلة الأولى أن العثمانيون الجدد (الأتراك) الذين يريدون بعث إمبراطوريتهم مدى كراهيتم للعرب الذين يعتقدون أنهم تحالفوا مع الإنجليز لتفكيك ما سمي بالخلافة العثمانية، وبالتالي فإنه إلى جانب كراهيتهم للعرب فهم اليوم يتحركون في بناء مشروعهم القومي بدافعٍ من أحقادهم والرغبة في الإنتقام من العرب.
فأكبر هواجس العثمانيين الجدد (الأتراك) هم العرب أو القوميون العرب أو القومية العربية لذلك مهدوا لإعلان مشروعهم باللعب بورقة الإثنيات العرقية واللغوية والمذهبية في العراق بعد اسقاط نظام البعث فيه من طرف أمريكا وظلوا كذلك على ذلك النحو لمدة معتبرة من الزمن، ووقفوا عاملاً حاسماً وراء تلك الحرائق المذهبية والإثنية التي ظهرت في الحرب الأهلية التي عاشها العراق في ظل الإحتلال الأمريكي له، فوقفوا إلى جانب العرقية التركمانية بحجة انتمائهم للعنصر التركي في العراق، وعندما اندلعت الحرب المذهبية وقفوا إلى جانب السنة، وقبلها وقفوا إلى جانب أكراد العراق في حربهم ضد نظام صدام حسين السني، وهي اليوم أي تركيا تحتل أجزاءً واسعةً من العراق في شماله، وتنشُر فيه القواعد العسكرية وتعمل على تذكية الصراع هناك بتسهيل تسلل الإرهابيين ونهب الأثار من مواقعه الثقافية، وسرقة النفط والموارد الطبيعية العراقية، وتعطيش سكانه من خلال بناء سدود على أنهاره للي ذراع وتركيع الشعب العراقي العربي الأبي.
ولما انطلقت أحداث سوريا ساهم العثمانيون الجدد في إذكاء الصراع ولعبوا بورقة التفرقة العرقية والمذهبية ودعموا الحرب الأهلية فيها بتسهيل مرور الإرهابيين وتشجيع الشعب السوري على التمرّد على حكومته واستخدموا ورقة المهاجرين إلى أوروبا عبر تركيا للضغط على النظام السوري بواسطة الإتحاد الأوروبي وأمريكا، كما عمل العثمانيون الجدد على سرقة نفط والتراث الثقافي السوري وتهريبه نحو البلدان الغربية وبيعه هناك أو الإحتفاظ به في متاحف استنبول وأنقرة.
وفي شمال إفريقيا حاول العثمانيون الجدد اللعب بالورقة الدينية فشجعوا حلفاءهم من الإخوان على إذكاء نار الفتنة بين المسلمين والمسيحيين في مصر، كما أنهم اجتهدوا على العمل بشكل مظنٍ على الجانب العرقي في شمال غرب إفريقيا أو المنطقة المغاربية فقد شجعوا الأمازيغ في ليبيا وضموه لصفوفهم لاسقاط نظام معمر القذافي العربي.
وهم مُتورطون حتى أذقانهم في إذكاء النعرة العرقية في الجزائر.
ولعل من يقف إلى جانبهم في هذه المسألة جماعة الإخوان المسلمين وكل إخواني إلا من رحم ربّك، فقد جمعت النّظم العربية الجمهورية مع جماعة الإخوان تاريخياً من الخصومات السياسية إمتدت لــ 92 عاماً، فقد كان الإخوان ينظرون إلى هذه الأنظمة بخاصة الجمهورية وليست الملكية التابعة للصهاينة وأمريكا والغرب بكونها نظم ماركسية، وهو يرجون لهذا الكلام رغم أن العديد من زعماء القومية العربية أمثال: جمال عبد الناصر، وهواري بومدين، وصدام حسين .. ومعمر القذافي، كان أحدهم إخواني ضمن جماعة الإخوان المسلمين المصرية، والثاني تلقى دراسته وعلومه في الأزهر الشريف والثالث شرف علم بلده بوضع الله أكبر فيه وأول زعيم يطلق صورايخ على الكيان الصهيوني، والأخير حافظ لكتاب الله تعالى، كما أن زمانهم في السبعينيات والثمانينيات هو أرقى مرحلة وصلت إليها الأمة العربية من حيث الإنتاج العلمي والتكنولوجي والفكري والأدبي والفني وتطور في الجامعات وفي الطب والتعليم لم تصله أمتنا في زمن الإخونج هذا الذين لا يستطعون اليوم إنتاج كتاب فكري أو علمي أو أدبي أو فني ذا قيمة، فكانت مرافق مثل: الصحة والتعليم والنقل.. هي الأرقى على الإطلاق في ذلك الوقت رغم العلمانية التي كانت مستشرية في المجتمع في حدود المدن الكبرى على قلتها، وأنهم لم يمنعوا الحج ولا بناء المساجد والجوامع واهتموا بالدين الإسلامي ووضعوه في أعلى مراتب أولوياتهم، ولكن اتجاه هؤلاء الزعماء العرب نحو الاشتراكية في جانبها الاقتصادي بمعنى الدولة الاجتماعية بمفهومها اليوم لا يعني أبداً أنهم كانوا ماركسيين وهذه أكبر الأكاذيب التي سوق لها الإخوان والحركات الإسلاماوية ذات الإرتباطات المخابراتية مع بلدان الغرب بواسطة بلدان مثل السعودية والعديد من دول الخليج تدخل في إطار الصراع بين الكتلة الشرقية والكتلة الغربية في ذلك الوقت، وحتى يتسنى لجماعة الإخوان تشويه هؤلاء واتهامهم بالكفر وتنفير العامة والدهماء منهم وقد حققوا نتائج باهرة من تلك البروباغندا لتحقيق هدف السيطرة والإستحواذ على السلطة.
إن القاسم الذي يجمع العثمانيون الجدد (الأتراك القوميون) مع جماعة الإخوان هو رغبة الإنتقام من الأنظمة العربية الجمهورية منها على وجه الدقة والتي تصفها الجماعة الكذابة بالأنظمة الماركسية، فالفريق الأول يريد الإنتقام من القومية العربية والقوميين العرب لأنهم يراهم سبب أفول الخلافة العثمانية عندما تحالف هؤلاء (العرب) مع الإنجليز لإلحاق الهزيمة بالدولة التركية العثمانية، والفريق الثاني يريد الإنتقام من القومية العربية والقوميين العرب بسبب الحروب والخصومات التي وصلت حد الإغتيال بين الطرفين وسجن الذي لحق بكوادر الجماعة وإغتيال مؤسس الجماعة وسجن واعدام منظر الجماعة (السيد قطب) وما تلاها من حروب متقطعة بين الأنظمة والجماعات المسلحة المنتمية لهذه الجماعة والتي تعرف بالإرهاب الدولي.
ففي حين أردوغان اليوم يدعو إلى وحدة للدول التي يطلق عليها بالدول التركية وتأسيس دولة واحدة لهم في أوروبا والقوقاز وفي آسيا الوسطى حتى حدود الصين والعمل على توحيد الحرف بين بلدان هذه الدولة الوليدة التي قد تظهر في أي لحظة عمل الإخوان وأردوغان على تقسيم وشرذمة وتفكيك الأمة العربية بالعب بالورقة الدينية مسيحي قبطي مسلم صابئة.. والطائفية سني شيعي درزي
والورقة العرقية عربي كردي أمازيغيتركماني..والورقة اللغوية العربية والتركية والكردية والأمازيغية...إلخ، وصلت أحياناً إلى الحض على رفع السلاح الإخ يرفع السلاح في وجه أخيه في الوطن الواحد كما حصل في العراق في فترة ظهور تنظيم داعش في الموصل بدعم من المخابرات التركية، وكما حصل في ليبيا بعيد سقوط نظام العقيد، وكما حصل في سوريا منذ اندلاع الحرب الأهلية هناك بتشجيع من العثمانيين الجدد وبواسطة جماعة الإخوان المسلمين...إلخ.
والهدف من وراء ذلك كله أن مشروع أردوغان والذي يسانده في هذه الأثناء العِرقيُون الأتراك ضمن مشروع طوران العظيم في آسيا أو جماعة الإخوان المسلمين ضمن مشروع بعث الخلافة الإسلامية من جديد في المنطقة العربية هو تأكد أردوغان والعثمانيون الجدد من أن أهم وأخطر عقبة لبعث مشروعه الإمبراطوري هذا يكمن في العرب والقومية العربية أو على الأقل ما بقي من قوميين عرب في المنطقة، فهؤلاء وحدهم هم القادرون على إجهاض هذا المشروع القومي العنصري لذلك بدأ بالعراق ثم مصر واتجه نحو سوريا وكان يريد أن ينتهي بالسعودية وهي كلها دول محورية وأساس البعد القومي والقومية العربية.
لكن مشروع أردوغان المؤجل في المنطقة لعدة اعتبارات موضوعية يكون قد انطلق في منطقة القوقاز في آسيا الوسطى تزامناً مع ارتفاع حدة الصراع بين الصين وروسيا من جهة والولايات المتحدة والغرب من جهة أخرى على أوكرانيا (شرق أوكرانيا/دونستيك/الدونباز) وشبه جزيرة القرم، وتايوان وإفريقيا ولكن تحول دون تحقيقه عدة أسباب من بينها:
1/ عامل التضاريس، فأرمينيا وجورجيا وإيران تحوّل جغرافياً ومن ناحية التضاريس دون تواصل الأتراك الأوروبيين (الواقعين سياسياً ضمن قارة أوروبا) مع الأتراك العثمانيين (أذربيجان، قرغيزستان، كازخستان،..).
2/ عامل الأقليات، فهذه الدول التركية في القوقاز وفي آسيا الوسطى بها أقليات دينية وطائفية ومذهبية وعرقية ولغوية بأعداد كبيرة لن ترضى أبداً في التخلي على هويتها الثقافية لصالح الأتراك ومشروع العثمانيون الجدد ومن المؤكد أن الدول التي تضررت من سياسة أردوغان والعثمانيون الجدد ستلعب بورقة الإثنيات الدينية والعرقية والمذهبية واللغوية لإجهاض مشروع تركيا أردوغان الإمبراطوي وستنجح في النهاية بلا شك.
3/ العامل الخارجي، وهي أن أمريكا والصين وروسيا والعرب ليس من مصلحتهم تجسد المشروع، لأنه يهدد جغرافية بعض الدول، ومصالح بعض الدول الأخرى، كما أنه يتجاوز الخارطة التي رسمتها نهاية الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية، ويخل بالإتفاقيات الدولية للمعابر المائية وللخرائط المورثة على الإستعمار ويهدد بتفجر الحدود بين البلدان وبظهور النزعات الإمبراطورية التوسعية الأمر الذي يخل بالإستقرار الإستراتيجي في العالم.
إن وقوف الإخوان أو معظم الإخوان مع الطرح المغربي فيما يتعلق بقضية الصحراء الغربية المحتلّة في هذه الأثناء تُمليه إعتبارات ذاتية لا علاقة لها بالإعتبارات القانونية التي تعتبر فيها منظمة الأمم المتحدة أن الصحراء الغربية تقع تحت بند تصفية إستعمار، كما وأكدت محكمة العدل الدولية في "لاهاي" أن لا روابط بين سكان الصحراء الغربية وسلطان المغرب مهما كان نوعها وشكلها ولجنة "المينورسو" التي أسس لها مجلس الأمن هي لجنة أنيط بها تنظيم استفتاء في الصحراء الغربية يختار فيه الشعب الصحراوي إما الإنضمام إلى المملكة المغربية أو الإستقلال التام، ولا علاقة لها بالإعتبارات الدينية لأن ملك المغرب لا يحكم خلافة إسلامية وليس بخليفة للمسلمين، وأن ما هنالك أن الإخوان يقفون من الأنظمة العربية الجمهورية موقف العداء والمناكفة ويصفونهم بالماركسيين لأنه في فترة مضت اختارت هذه الأنظمة تبني النظام الإشتركي من الناحية الاقتصادية (الدولة الاجتماعية) لبلدانهم.
بقلم: الزمزوم
|
ركز على عدو الامه الابدي واخطيك من العثمانيون مهما كانوا فهم منا ولنا