السلام عليكم
الموضوع : المدرسة المعرفية
مقدمة : ترى المدرسة السلوكية ان معظم ما يقوم به الانسان من سلوكيات متعلمة وهي بمثابة استجابات لمثيرات محددة في البيئة ، فالإنسان يولد محايدا ومن خلال علاقته بالبيئة يتعلم انماط استجابات المختلفة (سلوكيات صحيحة ام خاطئة )
من وجهة اصحاب هذه النظرية يقصد بالتعلم التغيير والتعديل في السلوك القابل للملاحظة
اما المدرسة المعرفية ترى التعلم يتأثر بالعمليات المعرفية العقلية ( التفكير ، الاستدلال ، التنظيم ) التي تساهم في عملية التعلم
فعلماء النفس المعرفي يرون ان الانسان ليس عضوية سالبة يقتصر دورها على استقبال المثيرات والربط بينها بل هو كائن نشيط وفعال وقادر على اتخاذ القرارات المنطقية باستقبال المعلومات المتوفرة ومعالجتها على نحو من الذكاء والتنظيم
تعريف علم النفس المعرفي :
يرى هانت علم النفس المعرفي :هو الدراسة العلمية التي تحاول فهم طبيعة الذكاء الإنساني والكيفية التي يفكر بها الإنسان .
أما سولسو: يرى أن موضوع علم النفس المعرفي هو الدراسة العلمية للكيفية التي نكتسب بها معلوماتنا عن العالم والكيفية التي نتمثل بها هذه المعلومات ونحولها إلى علم ومعرفة، ولكيفية الاحتفاظ بها واستخدامها وتوظيفها في إثارة انتباهنا وسلوكنا
اشار ريد 1982م ان علم النفس المعرفي يعرف في كثير من الاحيان بانه علم معالجة المعلومات..!
ïƒک تعريف أولريك نيسر "Ulrich Neisser,1967" : وهو صاحب أول كتاب في علم
النفس المعرفي، ويعرفه على أنه العلم الذي يدرس العمليات التي من خلالها تدخل المعلومات الحسية إلى الدماغ وكيف يتم تنظيمها وخانها واستعادتها واستخدامها في مجالات الحياة
من خلال هذه التعاريف يمكن تعريف علم النفس المعرفي: هو العلم الذي يهتم بدراسة جميع العمليات التي يتم من خلالها نقل المدخلات الحسية وتحويلها واختصارها وتوضيحها وتخزينها واستعادتها واستعمالها .....اي يشكل المصطلح جميع العمليات العقلية التي يمارسها الفرد سواء العليا او غيرها
.جذور المدرسة المعرفية :
جذور النظريات المعرفية تعود الى النظرية ( الجشتالت)التي ترفض فكرة الارتباط الذي نادى بها السلوكيون ، اذ يرون ان السلوك لا يمكن رده الى مثير واستجابة
فالسلوك الكلي هو السلوك الهادف الى غاية معينة والذي يحققه الكائن الحي ككل من خلال تفاعله مع البيئة
ومن ابرز رواد هذه نظرية الجشتالت :
( كوهلر ، وليفين ، وكوفكا )
ـــ ولفائج كوهلر ( 1887 ـــ 1967)
اضاف كوهلر مفهوم الاستبصار الذي اخذ صورا مختلفة في تفسير الوصول الى الحل الفجائي واطلق عليه اسم ( التفكير الفجائي الاستبصاري ) وترتب على ذلك ظهور تمثيل التفكير الاستبصاري وظهور البحوث التي تدرس العلاقة بين الذكاء والابداع والادراك
ـــ ليفين (1891 ــ 1947)
زود علم النفس بنظرية المجال المعرفي ، اذ يعتقد ان المجال الذي يوجد فيه الفرد هو الذي يحدد سلوكه
كان له الفضل في تطوير مفاهيم نفسية معرفية ( المجال ، البيئة النفسية ، الصراع المعرفي ، والموجهات المعرفية )
يرى ان هناك اربعة انواع من التعلم :
1/ اكتساب الخبرات المعرفية التي تؤدي الى التغييرات في التركيب المعرفي للمجال
2/ اكتساب الميول والاتجاهات وهذه تؤدي التي تعديل وتغيير الدوافع والحاجات
3/ اكتساب مميزات الجماعة الحضارية ومثلهم ومبادئهم وهذه تؤدي الى تغيير في التبعية للجماعة
4/ التعلم بمعنى ضبط الحركات الارادية او التعلم المهارات
النظريات المعرفية للتعلم تؤكد على الروابط القائمة بين اعمال الفرد من جهة وبين كل من مهارته العقلية وخبراته السابقة من جهة اخرى
وترى ان الانسان يدرك الحقائق ويفهمها ويكتسب معلومات ومعارف ويتعلم تكوين ( البنى المعرفية) التي تظهر في نشاطاته المعرفية
نظرية ليفين، نظرية تجهيز المعلومات.
1 -نظرية تجهيز المعلومات: باعتبارها من النظريات الحديثة والتي ظهرت من خلالها
مجموعة كثيرة من الابحاث في العقدين الاخريين، يستند هذا النموذج أو هذا الاتجاه الحديث
على افتراضين أساسين هما:
افتراضان أساسيان في نظرية تجهيز وتناول المعلومات:
1/أمكانية إخضاع العمليات العقلية المختلفة للدراسة العلمية الدقيقة
2/سلوك الفرد واستجاباته ليست مجرد نتاج فوري للمثيرات والظروف التي وجد فيها الفرد
ولكنها نتاج جهد عقلي يمر بعدة مراحل أو عمليات جزئية وأبسط تصور لما يحدث من
عمليات بين المثير والاستجابة أو بين المثير وسلوك الفرد هو التصور التالي:
المثير â†گâ†گالاحساس â†گâ†گ(التــعـرف) â†گâ†گاختيار الاستجابة (الذاكرة) â†گâ†گالاستجابة (التفكير)
ـــ كوفكا ( 1880 ـــ 1942)
حدد لنا الاسس التي تساعد المدرس :
1/ ان الكائن يتعلم من خلال محاولة حل المشاكل ، بمعنى ان التغير الذي يحدث في سلوك المتعلم انما يأتي نتيجة المشاكل التي يتعرض لها والظروف التي يواجه فيها هذه المشاكل والخبرات التي يكتسبها نتيجة حله لها
2/ ان الاستبصار ( حل المشاكل ) لا ينبني جزءا جزءا وانما يأتي من صورة موحدة كاملة تتضمن العلاقات الرئيسية التي يشتمل عليها الموقف
وان هذا يتحقق عن طريق اعادة تنظيم الموقف وتوضيح العلاقات الهامة بين اجزائه وادراكه ككل في صورته الجديدة المنظمة
وهذا يؤدي الى ضرورة الاهتمام بترتيب اجزاء الموقف واكتشاف العلاقات التي تربط هذه الاجزاء ببعضها البعض ، وربطها بالمشكلة الرئيسية حتى يمسك المتعلم بالخيط الاساسي الذ ي يوصله الى حل المشكلة
3/ ان السلوك ككل ( الذي يحدث نتيجة الاستبصار ) يظهر في كل مرحلة من مراحل النمو
النظرية الجشتالتية :
ولدت النظرية في المانيا وانتقلت في العشرينات من الماضي الى الولايات المتحدة الامريكية على يد كوفكا ، وكوهلر
ظهرت كنوع من الاحتجاج على الاوضاع الفكرية السائدة آنذاك والمتمثلة بالنظريات الميكانيكية والترابطية
واهم تحفظات علماء النفس الجشتالت على النظرية الترابطية :
ــ إهمال العمليات العقلية التي تساهم في التعلم والمعرفة والتحصيل وعدم ابراز دور العمليات العقلية التي تساهم في التعلم وهي الادراك وخاصة عند الجشتالت فلم يعطوا اهتمام العملي والتجريبي من قبل الارتباطين
ــ أٌقر علماء الجشتالت أن الاكتساب والمعرفة ناتج عن الإدراك "الاستبصار" وتعني
ادراك العلاقات بين المواقف والأشياء ادراكا كليا فجائيا
لكي يتم التعلم واكتساب المعرفة من وجهة نظر الجشتالت: لابد من أن يكون الموقف
الاكتسابي مجهز تجهيز ا مناسبا بحيث تدرك المعلومة ادراكا واضحا. وضرورة توفر الحواس المناسبة "ما يمتلكه الفرد من حواس كوسيط بين المدخلات والعمليات.
ــ ضرورة تركيز الانتباه على موضوع الإثارة: عملية عقلية لها دور في الانتباه وعند
مقارنة الانتباه نجد أن الانتباه شرط ضروري لحدوث الإد ا رك.
ـــ ضرورة توفر قدر من المعرفة السابقة
المفاهيم الاساسية في نظرية الجشتالت :
ــ الجشتالت : مصطلح باللغة الالمانية ــ يشير الى ان الكل اكبر من مجموع الاجزاء المكونة له
ويطلق مصطلح الجشتالت باللغة العربية معان متعددة : صيغة ـــ شكل ــ نمط ــ نموذج ـــ بنية ـــ صورة
ـــ البنية : البنية تتغير بتغير العلاقات حتى ولو بقيت اجزاء الكل على ما كانت عليه
ـــ اعادة التنظيم : استيعاد التفاعل التي تحول دون ادراك العلاقات الجوهرية في الموقف
ـــ المعنى : ما يترتب على ادراك العلاقات القائمة بين اجزاء الكل
ـــ الاستبصار : يعني ادراك الكل فجأة من دون المرور بعملية استدلال
مبادئ الجشتالت :
ـــ قانون ثبات الشكل : بقاء اشكال الاشياء على حالها بصرف النظر عما يطرأ على ظروف ادراكها من تغيرات
ـــ قانون التقارب : تتجمع عناصر شكل ما في وحدات متقاربة حيث يعطينا التقارب شكلا متميزا يمكن ادراكه وفق مبدأ التقارب ، اي تقارب الاشياء من بعضها مكانيا مثلا يساعد على ادراكها كمجموعة او مجموعات
ـــ قانون الاكتمال : يكتسي اهمية خاصة في نظرهم فهو يؤلف محاولة لتفسير نزعة الفرد الى سد الثغرات في موضوعات ادراكاته والربط بين اجزائه المتباعدة وتوحيدها في صيغة واحدة
الاشكال الكاملة اكثر ثباتا من الاشكال الناقصة او المفتوحة ، كما ان الاشكال والمواقف غير مكتملة تولد التوتر
ـــ قانون التشابه : يشكل التشابه اساسا للإدراك حيث تنتظم الاشياء او الوحدات المتشابهة بشكل متميز يمكن ادراكها وتعلمها
فالعناصر المتماثلة او المتساوية يسهل تعلمها اكثر من العناصر غير المتشابهة ولا يحدث هذا نتيجة الربط بين العناصر وانما نتيجة التفاعل بينها
ـــ قانون الانغلاق : تميل المساحات المغلقة الى تكوين وحدات معرفية بشكل ايسر من مساحات المفتوحة
والمتعلم يسعى دائما الى اغلاق الاشكال غير المتكاملة للوصول الى حالة الاستقرار الادراكي والمغلقة
ــ مبدأ تشارك في الاتجاه (او الاستمرار): يعني التنظيم في الادراك
نميل الى ادراك مجموعة الاشياء الى تشير في نفس الاتجاه على انها استمرار لشيء ما
في حين يتم ادراك الاشياء التي لا تشترك معها بالاتجاه على انها خارجة نطاق الاستمرار
فرضيات نظرية الجشتالت :
1 ــ الادراك الحسي :
الادراك الحسي الذي يقصد به الطريقة الحسية التي يدرك بها المتعلم محتوى التعلم
الفرد يقوم بتفسير الاحاسيس التي تصله من الداخل ( الذات) او من المحيط الخارجي ( البيئة ) على ضوء الخبرات التي مر بها والتي يكون قد اختزنها شعوريا او لا شعوريا في الذاكرة
وهكذا فمن البديهي القول ان ما هو موجود في الذاكرة لابد ان يكون قد قدم بشكل محسوس او مدرك او معروف
ان كل المدركات المخزنة في الذاكرة يتم التعرف عليها وادخالها الى الذاكرة بواسطة الحواس
وقد صنفت انماط التعلم الحسي الادراكي الى قسمين حسب فلمنج وبونوبل:
1/ انماط التعلم الحسي الادراكي البسيط
2/ انماط التعلم الحسي الادراكي المركب او المعقد
ـــــ اولا : للتعلم الحسي الادراكي البسيط اربعة انماط تستند الى وسائط الادراك الحسي ولكل منها خصائص وسمات تميز من تسود عنده من المتعلمين من غيره
1/ النمط البصري :
الذين ينتمون اليه من المتعلمين يفضلون تلقى المعلومات والخبرات عن طريق الملاحظة والصور المرئية
المتعلمين من هذا الصنف يعتمد على المثيرات البصرية في الخبرة او المعلومة المطلوبة تعلمها
2/ النمط السمعي :
المتعلمين في هذا النمط يفضلون تلقى معلوماتهم وخبراتهم الجديدة عن طريق الصوت
فهم يتعلمون بالمثيرات السمعية لذلك يفضلون المواد التعليمية المسموعة بما فيها التسجيلات الصوتية والمحاضرات والتعليمات الشفوية والشرح المباشر من الاستاذ
3/ النمط الحركي :
اصحاب هذا النمط من التعلم يفضلون الخبرات الفيزيائية بما فيها اللمس وتحسس الاشياء عضويا لهذا تجهدهم يفضلون انجاز المهمات التعلم بالتجربة لان بها يكتشفون الاشياء
كما ان لديهم استعداد لاستخدام اجسامهم او اجزاء منها في التعلم او حل مشكلة او صناعة شيء او عرض شيء
4/ النمط القرائي الكتابي :
اصحاب هذا النمط يميلون الى التعلم عن طريق الكتب والقواميس واوراق العمل والمحاضرات المكتوبة
انهم يفهمون الافكار والخبرات الواردة في مضمون التعلم بشكل افضل عندما يقرؤونها او يكتبونها
ــ ثانيا انماط العلم الحسي الادراك المركب :
1/ النمط السمعي البصري :
اصحاب هذا النمط يعلمون بشكل افضل عندما يستقبلون المعلومات والخبرات عن طريق وسيطين معا وسيط السمعي والوسيط البصري
كلما قدمت المعلومات لهم بالصوت والصورة زاد فهمهم اكثر واستيعابهم للمعلومة اكثر
2/ النمط البصري القرائي الكتابي :
المتعلمون في هذا النمط يتعلمون بشكل افضل عندما يستقبلون المعلومات والخبرات البصرية والمعلومات المكتوبة والمقروءة
كما يحصل في الافلام الاجنبية المصحوبة بالترجمة ــ كما يتعلم هؤلاء بقراءة الكتب والمجلات والاشكال المصورة
3/ النمط السمعي الادائي او الحركي :
يتعلمون اصحاب هذا النمط بشكل افضل بالوسيط السمعي والادائي او الحركي الملموس معا
مثلا : كأن يكتبون ويغنون ، او يطالعون ويستمعون الى الموسيقى
4/ النمط الحركي القرائي الكتابي :
الوسيلة المفضلة لتحقيق التعلم لدى اصحاب هذا النمط هي الجمع بين الملموسات والأداءات العملية وبين المكتوب والمقروء
2/ اعادة التنظيم :
التعلم هو اعادة تنظيم المعارف ، ونستبعد التفاصيل الزائدة التي لا جدوى منها والتركيز على النقاط الرئيسية والاساسية البارزة
وبالتالي نرى المشكلة على حقيقتها لصورة اكثر وضوحا ودائما يحدث العلم على هذا النحو في بداياته
فالتعلم هو الانتقال من حالة فيها الموقف مبهما وغامضا الى موقف في غاية الوضوح
3/ ادراك العلاقات الداخلية :
جوهر التعلم هو التعرف على القوانين الداخلية والترابط الدقيق للشيء الذي يتعلمه الفرد
فالجشتالت التعلم عندهم يعني التعرف الكامل على العلاقات الداخلية للشيء المراد تعلمه وكذلك بنيته وطبيعته
4/ التعلم بالوسائل والنتائج :
الفرد يقوم بأعمال معينة ومن خلال نتائجها يكتسب معارف ومعلومات ومهارات وخبرات اي يتعلم
كما ان الفرد يتعلم بالوسائل التي يستخدمها عند ممارسته لها ـــ مثلا الفرد يتعلم السياقة وركوب الدرجات واستخدام الحاسوب ، وتشغيل الاجهزة الالكترونية واجهزة الاتصال (الهاتف النقال )
اي الفرد يتعلم من خلال استثمار الاجهزة وادوات التكنولوجيا الحديثة ، فالذي لا يستعملها ولا يستخدمها يبقى جاهلا بها وهذا ما يحدث لدى بعض الاساتذة اللذين يرفضون استعمال الوسائل الحديثة في الدروس التي يقدمونها للطلبة ، مما يجعلهم غير مواكبين للتطور الذي يغزو دول العالم
5/ الفهم يمكن ان ينقل الى مواقف اخرى جديدة :
ان الفهم يؤدي الى عملية نقل المعارف من موقف الى اخر ، اي امكانية تطبيق ما تعلمه في اي موقف مناسب ، اما الحفظ لا يساعد على نقل المعارف من موقف الى اخر
5/ التعلم الحقيقي لا ينطفئ :
ان التعلم الذي يتم عن طريق الاستبصار وليس مجرد الحفظ لا يتعرض للنسيان ، والخبرات التي نتعلمها بالاستبصار تصبح جزءا من الذاكرة طويلة المدى
6/ الحفظ بديل ضعيف للفهم :
الحفظ يؤدي الى تعلم لكن لا يمكن نقله الى مواقف اخرى
ويؤدي الى معرفة لا يمكن الاحتفاظ بها بالقدر نفسه من التعلم الناجم عن الفهم
التعلم الذي يتم عن طريق الفهم نادرا ما يؤدي الى انطفاء
7/ مكافأة التعلم بالاستبصار :
التعلم الحقيقي كثيرا ما يصاحبه شعور بالابتهاج الارتياح فالقدرة على ادراك المعنى الذي يدل على الاشياء
يمثل هذا النشاط خبرة سارة في حد ذاتها
8/ التشابه يلعب دورا حاسما في الذاكرة :
اذا كانت المدرسة السلوكية تعتمد على تثبيت التعلم على الاقتران والتكرار والتعزيز فان المدرسة الجشتالتية تعتمد على قانون التشابه في العلاقات المخزنة في الذاكرة ، وبالتالي يتم استدعاءها اثناء التعرض لتعلم جديد
اوجه المقارنة بين المدرسة السلوكية والجشتالت :
1/ تأثير البيئة له اهمية كبيرة في عملية التعلم عند السلوكيين
بينما اصحاب النظرية الجشتالتية يهتمون اساسا بالتفاعل الديناميكي بين الكائن والبيئة
2/ السلوكيون يهتمون بالأجزاء قبل الكل بينما الجشتالتيون يعطون الاهمية للكل قبل الاجزاء
3/ الانسان عند السلوكيين يعتبر كآلة معقدة (النظرة الفيزيائية ) بينما الجشتالتيون يعتقدون ان الانسان كائن حي خاضع للتأثر والتأثير مع البيئة لتحقيق التوازن
4/ السلوكيون يهتمون كثيرا بالخبرات السابقة وتأثيرها في الحاضر
بينما الجشتالتيون يهتمون اساسا بالحاضر ، فهم ينظرون الى المشكلة التي تواجه الانسان بوضعها الحالي وشكلها وتنظيمها الجديد وليس اليس على اساس الخبرات السابقة
لان الانسان يعجز عن حل مشكلة ما رغم امتلاكه للخبرة والسبب انه اذا واجهته هذه المشكلة في شكل جديد
التطبيقات التربوية لنظرية الجشتالتية :
يمكن الاستفادة من فكرة التعلم بالاستبصار في عدة امور :
ـــ تعليم القراءة والكتابة للأطفال الصغار انطلاقا من اتباع الطريقة الكلية بدلا من الطريقة الجزئية
مثلا : البدء بالجملة ـ ثم بالكلمات ـ ثم الحروف
لان الجمل تكون لها معنى يستطيع الطفل فهمها بينما الحروف فهي مجردة يصعب على الطفل ادراك مدلولاتها
ـــ الاستفادة من النظرة الكلية التي تقول : الكل يسبق الاجزاء
ولفهم الموضوع ننطلق من النظرة العامة للموضوع ثم ننتقل الى عرض اجزائه بطريقة متدرجة هذا يساعد على فهم الوحدة الكلية للموضوع
ــ عند التفكير في حل المشكلات يمكن الافادة من النظرية الكلية ، عن طريق الاهتمام بحصر المجال الكلي للمشكلة ، بحيث ينظر اليها من زاوية واحدة من غير ان نستوعب كل جزء فيها وذلك سيؤدي الى اعاقة عملية الوصول الى الحل السليم
ـــ في المجال الفني خاصة من حيث التعبير الفني او التقدير الفني نجد الكل يسبق الجزء مثلا رسم ما لا يفهم الا في مجموعه العام كوحدة بمعنى جمال الصورة يتضح من خلال النظر اليها كلية ، بينما لو نظرنا الى اجزائها اولا فقد لا تتضح لنا صورتها الجمالية بل لا ندرك صورتها الفنية ، والرسام عند رسمه للوحة الفنية دائما يبدأ برسم تخطيطي العام ثم يأخذ في توضيح التفاصيل والاجزاء بالتدريج
اهم المراجع والمصادر :
الدكتور محمد خالد ، والدكتور زياد التح ــ علم النفس التربوي ــ ـدار وائل للنشر ـــ ط : الاولى 1912 عمان الاردن
الاستاذ الدكتور يوسف قطامي ـ وأخرون ــ علم النفس التربوي ــ دار وائل للنشر ــ ط:
الاولى 2010 عمان الاردن
كرار عبد الزهرة الكعبي ــ استراتيجيات حديثة في التعليم والتعلم ــ دار صفاء للنشر والتوزيع ـــ ط: الاولى 2018 عمان الاردن
الدكتور محسن علي عطية ــــ التعلم انماط ونماذج حديثة ــ دار صفاء للنشر والتوزيع ـــ ط: الاولى 2016 عمان الاردن
الدكتور مروان ابو حويج ، الدكتور سمير ابو مغلي ــ مدخل الى علم النفس التربوي ـــ
دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ـــ عمان الاردن والسلام