معظم الناس و ربما كل من قرأ موضوعك مر بما مررت به فلعل في هذا تسلية لك أخي وتنفيس عن النار المشتعلة في قلبك تجاهها
أنظر أخي:
المرأة التي أنت معلق بها من تزوجها لا يراها كما تراها أنت بل يراها عادية جدا وأنت لو تزوجت لأخذت امرأة يحبها رجل آخر أكثر من حبك لمن قلبك معلق بها، فلو تأملت قليلا فلربما تبدلت نظرتك لها ولا نقول أن تنساها بل على الأقل أن تعكس اتجاه حبك لها إلى الخلف كما بدأ أول مرة فترجع إلى درجة الإعجاب بها فقط على سبيل المثال، إن استطعت ذلك.
ولعل من الأمور التي تحضرني كلام للرافعي رحمه الله في إحدى مقالاته الأربع بعنوان المشكلة من كتابه وحي القلم يعالج فيها مشكلة العشق عند المتزوجين وقد تكلم فيهم بكلام قاس وهاجم ضعفهم ونظرتهم للعشق فقال فيما قال واصفا من يحسب السعادة الزوجية تبنى على الحب لاغير:
" ومتى تزوج الرجل بمن يحبها انهتك له حجاب أنوثتها فبطل أن يكون فيها سر، وعادت له غير من كانت، وعاد لها غير من كان؛ وهذا التحول في كل منهما هو زوال كل منهما من خيال صاحبه؛ فليس يصلح الحب أساسًا للسعادة في الزواج، بل أَحْرِ به إذا كان وَجْدًا واحتراقًا أن يكون أساسًا للشؤم فيه؛ إذ كان قد وضع بين الزوجين حدًّا يعين لهما درجة من درجة في الشغف والصبابة والخيال، وهما بعد الزواج متراجعان وراء هذا الحد ما من ذلك بد، فإن لم يكن الزوج في هذه الحالة رجلًا تام الرجولة، أفسدت الحياة عليه وعلى زوجته صبيانية روحه؛ فالتمس في الزوجة ما لم يعد فيها، فإذا انكشف فراغها ذهب يلتمسه في غيرها، وكان بلاء عليها وعلى نفسه وعلى أولاده قبل أن يولدوا؛ إذ يضع أمام هذه المرأة أسوأ الأمثلة لأبي أولادها، ويفسد إحساسها فيفسد تكوينها النفسي؛ وما المرأة إلا حسها وشعورها" اهـ.
هذا ما حضرني الآن أخي الكريم وأسأل الله أن يبدلك خيرا وأن يبدلك حبا من نوع آخر وهو حب الزوجة وعشقها فهو الحب الحقيقي لأنه مبني على أمور واقعية وتجارب حياتية عملية لا أمور نفسية خيالية