أهلا بالأخت جميلة,
الموضوع يخص كل البشر و ليس فئة معينة, ما دام كل إنسان يملك عقل بدائي و مورثات و جسم تماما كالحيوان فما ينطبق على الحيوان ينطبق على الإنسان و أكثر من ذلك, هذه المواضيع تجعل المرء طبعا يصاب بالإرتياب و الشك في الكثير من الأشياء و بما أن الإنسان مصاب دوما بمتلازمة "دوننج كروغر" أي يظن نفسه يبلي بلاء حسنا في كل شيء, لن ينتبه لهذا الأمر.
الرسول صلى الله عليه و سلم و يقول : لو يُؤاخذْني اللهُ وابنَ مريمَ بما جنَتْ هاتانِ - يعني الإبهامَ والتي تليها - لعذَّبَنا ، ثم لم يظلِمْنا شيئًا
فأحير حقا من العباد ! من تكون أنت ؟
العقاب, يكفي أن نتأكد أن الشخص الذي تم عقابه بريء لنعيد الشريط للوراء و نخاطب مشاعرنا التي كانت تتفرقع من الفرح عند رؤيته يعاقب...
فالفرح بعقاب أي شخص حتى و إن كان مجرم شأنه شأن ما ذكرته في بداية الموضوع, لهذا تجد من يسامح المجرم و لا يبحث عن الراحة في الإنتقام حتى و إن كان بصفة قانونية, و الشماتة كذلك كان الهدف منها التعلم أو غيره هي إنحراف و تفكير منحرف.
مستحيل أن لا يغير الإنسان أو لا يحسد و لا يسعد بكون الأخر يسبح معه في نفس المستنقع أو في مستنقع أكثر قذارة, لأنه عندما لا يكون صراع مباشر كالحيوان سيكون هناك صراع كامن يعتمد على القدر الغيبيات الخ...المسلم مثلا مشاعره تستفز بسرعة و يتحول من "من سلم الناس من لسانه و يده" إلى "إرهابي" أو "إرهابي بدعوات حصول الشر للأخر"
و أخر كلامك هو دليل على أن كل ما ذكرتِه يمكن أن يكون بالشفقة بدل الظلم الغل و الحقد, لكننا لا نحتاج لهذا لأنه تفكير نعجة, و النعجة لا تستطيع فعل شيء ليس لأنها إختارت ذلك, فالأسد لا يفكر كذلك أبدا, إلا إذا بذل مجهود ليبقى أسد و يفكر كالنعجة عند الضرورة.
في كلميتين الحتمية البيولوجية حاضرة دوما, و لابد لها أن تظهر بأي طريقة كانت و في أي إنسان و بأي خلفية كانت, فعندما يفقد مسؤول سامي رتبته و يصبح محابسي, طبعا الشخص العادي يحس نوع من الترقية...