الشيء المحير و المخزي في الناس التي أنعم الله عليهم بشيء معين, فهذا قوي غني أو عنده مكانة أو ما شابه فتجده يروج لفكرة الثقة بالنفس و قوة الشخصية و لا يعي أن ما عنده من هلوسة وغرور ما هو إلا تخريف سببه ما يملكه.
هذه فتاة جميلة مفاتنها توقظ الميت من القبر تجد لسانها مماثل.
و الشيء المثير للإنتحار أنه يوجد الأن أنترنت و الترويج لأفكار عبادة الذات و الإندهاش في الأنا أصبحت منتشرة "كالفرنقع في حلوة الترك" : كيف تصبح قوى الشخصية؟ , كيف تظهر الثقة, كيف كذا....حسنا.
ما رأيك في إنسان منحرف واثق 3000% من نفسه؟ ما رأيك في جاهل مغفل يظن أنه يحمل الكرة الأرضية على أكتافه؟ تأثير دانينغ-كروجر
كل هذه الهلوسات الأن كشف العلم حقيقتها حاليا, و أظهر لماذا يصاب الإنسان بالإحباط و
low self esteem , و يمكن علاج الأمر بنشاطات و أمور معينة (منها التعبد و الزهد) كما يمكن العلاج بأدوية
البساطة في الأمر أن كل من "يتغوط" في الثلج حاشاكم سيذوب الثلح و يظهر أثره و أمره, أما من يتبع المبادئ و القيم, فهي الأساس و لا حاجة لنا للخرايفات, لأنها لا تدوم خاصة في علاقتنا مع من حولنا.
أخر شيء, الأعين و الوجه لا يمكنه الكذب, جميع من يتظاهر بشيء فهو يعاني من شيء فلا أظن أن الحكمة تؤخذ من هذا النوع.
التحدي الذي يواجهه الينادم لكي يكون "أصلي" authentique و ليس بنادم مطرفك, هو حتمية المجتمع الذي يفرض دوما منطق مغاير للمبادئ و القيم الحسنة, تكون ناس ملاح ياكلوك, تسامح يظنوك نعجة, لهذا عاجلا أم أجلا لن تجد من يصبر إلى النهاية الجميع يفقد صوابه يفقد صبره في منتصف الطريق أو حتى عند البداية.