منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - أسماء الله الحسنى وصفاته
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-03-06, 17:59   رقم المشاركة : 83
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18



رابعاً :

إذا وقع الاستفصال عن المعنى

ورددنا محل النزاع إلى كتاب وسنة رسوله

: ساغ استخدام اللفظ الحادث

للدلالة على معنى ثابت

عند من يحتاج إلى ذلك .

قال شيخ الإسلام :

" اذا أثبت الرجل معنى حقا ، ونفى معنى باطلا ، واحتاج إلى التعبير عن ذلك بعبارة لأجل إفهام المخاطب

لأنها من لغة المخاطب ونحو ذلك : لم يكن ذلك منهيا عنه

لأن ذلك يكون من باب ترجمة أسمائه وآياته بلغة أخرى ، ليفهم أهل تلك اللغة معاني كلامه وأسمائه

وهذا جائز ، بل مستحب أحيانا ، بل واجب أحيانا . وإن لم يكن ذلك مشروعا على الإطلاق

كمخاطبة أهل هذه الاصطلاحات الخاصة في أسماء الله وصفاته وأصول الدين باصطلاحهم الخاص

إذا كانت المعاني التي تبيَّن لهم هي معاني القرآن والسنة ، ...

وهذه الترجمة تجوز لإفهام المخاطب ، بلا نزاع بين العلماء " . انتهى .

بيان تلبيس الجهمية (2/389) .

خامسا :

من هذا الباب لفظ " الحد " المذكور في السؤال ؛ فمن أراد بإثبات الحد

أنه سبحانه وتعالى بائن عن خلقه بحد فاصل ، بين الخالق والمخلوق

فلا يحل شيء من المخلوقات بذاته جل جلاله ، كما أنه لا يحل بشيء من خلقه ولا يتّحد به :

فهذا معنى صحيح ، يُخْبَر به عن الله تعالى ، وإن لم يكن صفة ثبوتية ، تضاف إليه سبحانه .

قال شيخ الإسلام :

" ولما كان الجهمية يقولون ما مضمونه : إن الخالقَ لا يتميّز عن الخلقِ ، فيجحدون صفاته التي يتميّز بها

ويجحدون قدره ، فبيّن ابن المبارك أنّ الرب سبحانه وتعالى على عرشه مباين لخلقه

منفصلٌ عنه ، وذكر الحدّ لأن الجهمية كانوا يقولون : ليس له حدٌّ ، وما لا حدّ له لا يباينُ المخلوقاتِ

ولا يكون فوق العالم

لأن ذلك مستلزم للحدِّ

فلما سألوا أمير المؤمنين عبد الله بن المبارك : بماذا نعرفه ؟

قال : بأنه فوق سماواته ، على عرشه ، بائن من خلقه

فذكروا لازم ذلك الذي تنفيه الجهمية

وبنفيهم له ينفون ملزومه الذي هو وجوده فوق العرشِ

ومباينته للمخلوقات ، فقالوا له : بحدٍّ ؟

قال : بحدّ ." .

انتهى باختصار. بيان تلبيس الجهمية (1/443 ) .

وقال شيخ الإسلام أيضا :

" هذا اللفظ لم نثبت به صفة زائدة على ما في الكتاب والسنة

بل بيّنّا به ما عطله المبطلون من وجود الرب تعالى ومباينته لخلقه وثبوت حقيقته " .

"بيان تلبيس الجهمية" (1/445)

ومن هنا نتبين أن إطلاق جمع من السلف لهذا اللفظ كان ردا على الجهمية والحلولية وأشباههم من أهل البدعة

وبياناً لمعنى شرعي صحيح في نفس الأمر ، وإن كان الشرع لم يعبر عنه بهذا اللفظ .

سادساً :

إثبات الحد لله تعالى ، والإخبار به عنه : لا يعني أن الخلق يُحيطون به علماً ، سبحانه

أو أنهم يعلمون منتهى ذلك الحد

قال تعالى : ( يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً ) طه/110

وقال : ( وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاء ) البقرة/255 .

قال الإمام عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله :

" والله تعالى له حد لا يعلمه أحد غيره ، ولا يجوز لأحد أن يتوهم لحده غاية في نفسه

ولكن يؤمن بالحد ، ويَكِل علم ذلك إلى الله .

ولمكانه أيضا حد ، وهو على عرشه فوق سماواته .

فهذان حدان اثنان " . انتهى .

"نقض الدارمي على بشر المريسي" (223-224)

وينظر : "مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين" (7/193) .

والله تعالى أعلم .


اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر علي امل اللقاء بكم
قريبا باذن الله ان قدر لنا البقاء و اللقاء









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2020-03-06 في 18:01.