[الزمزوم]

هل ما قاله السيد الرئيس عبد المجيد تبون في موضوع سوريا ... من أن النظام كان ينبغي أن يستمع لشعبه هو :
1 - تراجع عن مواقف النظام الجزائري الثابتة نحو الأزمة السورية ورفض الهيمنة الإمبريالية والاستعمار لمنطقتنا العربية .
2 – أو هل هو استرضاء للإخوان المسلمين في الداخل .
3 – أو هل هو رسالة إلى الخارج واسترضاء له .
الإخوان المسلمين عندما يجدون رئيساً عربياً يُدعم حُكومة عربية أخرى تتصارع مع الإخوان المسلمين يقولون عنهُ أنه غير شرعي وديكتاتوري ... وعندما هذا الحاكم العربي يعمل على السير على عزفهم وينتقد خصهم وعدوهم اللدود يقولون سنسير معه في الإصلاحات كما فعل " عبد الرزاق مقري " ونترك للرئيس فرصة لنرى هل يفي بوعوده أم لا ، رغم أن الإخوان المسلمين موقفهم هذا نحو هذا الرئيس أو ذاك ممن سار على موقفهم ليس مبدئياً ولكن مؤقتاً أملته حاجة النظام لهم وهم يدركون ذلك جيداً وهي أحد مكامن القوة لديهم في هذه الفترة العصيبة بالذات التي تمر بها الأنظمة وبخاصة النظام الجزائري اليوم ، وأمام ما يتعرض له النظام من مشاكل سياسية (وجودية) ، موقفٌ يُعبر عن اِنتهازية منقطعة النظير وليس براغماتية كما يُحاولوا أن يصوره لنا ولأتباعهم ومن يتعاطف معهم ويتعاطى نفاقهم .
فهناك فرق بين البراغماتية والاِنتهازية ، فالأولى دافعها المصلحة والثانية دافعها الحقد والاِنتقام وتصفيات الحسابات وشتان بين الأمرين .
يبقى في الأخير أن نذكر رئيسنا الكريم عبد المجيد تبون
أن 2011
ليست 2019
وأحداث سوريا في 2011
ليست نفسها الأحداث في الجزائر 2019
في السياق وفي الخصوصية السورية التي تختلف مع الحالة الجزائرية ، ناهيك عن الأسباب والخلفيات التاريخية والسياسية والاقتصادية والجيوسياسية والطابع الاِجتماعي (اجتماعية الدولة السورية غير مرغوب فيها من قبل النظام الرأسمالي المهيمن على العالم) وأنابيب مرور الغاز " نابكو " التي كانت من المفروض أن تمر بأراضي سوريا " بعد سقوط النظام الوطني " في سوريا وصفة دولة المواجهة وتسليح حزب الله والعداء للكيان الصهيوني المحتل وعدم التطبيع مع الكيان الصهيوني ، وقرب سوريا لحدود تركيا واِرث إخوان سوريا من حماة ، وعلاقة سوريا بمحور المقاومة التي هي ضلع أساسي فيه وعلاقتها الاِستراتيجية مع إيران ، وعلاقتها التاريخية مع روسيا وريثة الاتحاد السوفياتي .. وصراع وطمع وجشع الغرب وأمريكا على مناطق نفوذ الاتحاد السوفياتي الذي تعبر عنه وريثته روسيا اليوم وأطماع الاستعمار التركي في أراضي سوريا وقضمه أراضي شمال العراق وشمال سوريا بعدما " لهف" لواء اسكندرون المحتل تختلف جذريا وقطعيا عما حصل في الجزائر 2019 وما حصل في أي بلد عربي سواء في 2011 أو 2019 أو أي فترة قادمة ، ومن الإجحاف مقارنة ما حدث في مصر أو تونس أو أي بلد عربي آخر وما شهده من أحداث ومقارنته مع ما حدث في سوريا وضرب الأمثلة وتسويق النموذج التونسي أو الجزائري في حل المشكلة لسبب بسيط أن سوريا دولة مواجهة وما زالت في حالة حرب مع الكيان الصهيوني منذ 1948 وإلى حد اللحظة فلا تحملوها ما لا تطيق .

والله من وراء القصد .