الآثار الإيمانية لاسم الله المبدئ والمعيد
عباد الله:
إن العبد إذا آمن وصدق وعاش في ظلال هذين الاسمين الجليلين أثمر ذلك في قلبه ثمرات يانعة منها:
السعي لحسن النهاية إذا علم قبح البداية:
فقد بدأَنا المبدئ -عز وجل- من ماء مهين خرج من عورة رجل إلى عورة أنثى ثم عاش شهورًا يتغذى بالدماء
فلما اكتمل خرج من عورة أمه مرة أخرى ملوثًا أيضًا بالدماء
هذه بداية الإنسان
وإذا علمها العاقل جهد أن يكون خروجه من الدنيا جميل رائع مشرق.
يا مــــن أتيت مـــن الـــولادة صــــارخًا
والناس حولك يضحكون سرورًا
فاجهد لنفسك أن تكون إذا بكوا
في يـــــوم موتك ضاحكًا مسرورًا
ومنها: اليقين بعجز غير الله -تعالى- عن البدء والإعادة:
هو أمر تحدى به القرآن فلول المشركين قائلًا:
(قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) [يونس: 34]
وهي قاعدة قرآنية تقول: (وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ) [سبأ: 49]
فقد قيل أن المقصود بالباطل هنا الصنم أو إبليس
فيكون المعنى:
أنهم لا يستطيعون إنشاء خلق ولا إعادته.
فاللهم لك الحمد كما بدأتنا
والطف بنا يا رب إذا أعدتنا
وأعد علينا نعمك ولا تحرمنا.
وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد…
الشيخ محمد صالح المنجد