منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - معنى اسم الله تعالي الرحمن و الرحيم
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-12-09, 17:57   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










#زهرة

11- صَلاتُه جل جلاله وتقدَّست أسماؤه على المؤمنين:

قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 43].

قال ابنُ كثيرٍ:

"والصلاةُ مِن الله ثناؤه على العبدِ عِنْدَ الملائِكَةِ، حكاه البخاري عن أبي العاليةَ... وقال غيرُه: "الصلاةُ من اللِه عز وجل الرَّحمةُ.

وقد يُقالُ: لا منافاةَ بين القولين، والله أعلمُ"

تفسير ابن كثير (3/ 465).


12- مضاعفةُ الحسناتِ والأجورِ:

فمِنْ رحمتِه سُبْحَانَهُ مضاعفَةُ الحسناتِ إلى أضعافٍ كثيرةٍ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "كلُّ عملِ ابنِ آدمَ يضاعِفُ الحسنَةَ بعشرِ أمثالها، إلى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ"

أخرجه مسلم (1151).

ومن الأعمالِ ما يُنمِّيها اللهُ حتى يجعلَها كالجبلِ، فعن أبي هُريرةَ رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَصَدَّقَ بِعِدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ، وَلَا يَقْبَلُ اللهُ إِلَّا الطَّيِّبَ، فَإِنَّ اللهَ يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهَا كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الجَبَلِ"

رواه البخاري (1410)، ومسلم (1014)

وأحمد، والفَلُوُّ: هو المُهْرُ، ويقال بكسر الفاء وإسكان اللام وتخفيف الواو.


13- رحمةُ اللهِ تبارك وتعالى بقلوب عبادِهِ:

فقد قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "القُلُوبُ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ يُقْلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ"

أخرجه أحمد (3/ 112)، والترمذي (2140)، وابن ماجه (3834)

من حديث أنس رضي الله عنه

وانظر: صحيح ابن ماجه (3092).

1- فإذا شاء اللهُ لعبدٍ الهُدى شرَحَ قَلْبَهُ للإسلام

قال تعالى: ﴿ فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ ﴾ [الأنعام: 125].

2- وإذا أراد بعبد رشادًا حبَّبَ إليه الإيمانَ وزيَّنه في قلبِهِ؛ فعاشَ بالإِيمانِ سعيدًا، وعن الكفرِ والعصيانِ بعيدًا

قال تعالى: ﴿ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ * فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً ﴾ [الحجرات: 7، 8].

3- ويُسعد المؤمنين بحُبِّهم له ولرسولِه وحُبِّ المؤمنين في اللهِ؛ فيشعُر بحلاوةِ الإيمانِ ولذَّةِ القُربِ من الرَّحمنِ جل جلاله وتباركت أسماؤه، عن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم

قال: "ثلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا للهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الكُفْرِ بَعْدَ أَنْ أَنْقَذَهُ اللُه مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ"

أخرجه البخاري (16)، ومسلم (43).

وقال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ﴾ [مريم: 96]

وذلك بعكس الطغاةِ والعُصاةِ أمثالِ المشركين من أهلِ الكتابِ

فقد قال تعالى في النصارى: ﴿فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾ [المائدة: 14].


14- الجَنَّة مِن رحمة الله عز وجل:


عن أبي هُريرةَ رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "تَحَاجَّتِ الجَنَّةُ وَالنَّارُ، فَقَالَتِ النَّارُ: أُوثِرْثُ بِالمُتَكَبِّرِينَ وَالمُتَجَبِّرِينَ، وَقَالَتِ الجَنَّةُ: مَا لِي لَا يَدْخُلُنِي إِلَّا ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ

قَالَ اللُه تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِلْجَنَّةِ: أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي، وَقَالَ لِلنَّارِ: إِنَّمَا أَنْتِ عَذَابِي أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي"

رواه البخاري (4850)، ومسلم (2846).


15- دخول الجَنَّة برحمة الله عز وجل:


قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لا يُدْخِلُ أحدًا الجَنَّةَ عملُه"، قالوا: ولا أنتَ يا رسولَ اللهِ؟ قال: "وَلَا أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللهُ بِمَغْفِرَةٍ مِنْهُ وَرَحْمَةٍ"

أخرجه البخاري (6463، 6467)، ومسلم (2816، 2818) مِن حديث أبي هريرة وعائشة رضي الله عنهما.

16- شفاعة أرحم الراحمين في أهل النار:

فما مِنْ أحدٍ يملِكُ لغيرِهِ شفاعةً في الدنيا ولا في الآخرة إلا بَعْدَ أن يأْذَنَ اللهُ لمن يشاءُ ويرضى

قال تعالى: ﴿ قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ﴾ [الزمر: 44].

وسيجعلُ اللُه درجاتٍ للشفاعةِ والشافعين، فهناك شفاعةٌ للأنبياءِ والمرسلين، وشفاعةٌ للصدِّيقين، وشفاعةُ الشهداءِ فيُشَفِّعُهم اللهُ عز وجل، ثم بعد ذلك يشفع هو - سُبْحَانَهُ وبحمدِه -

شفاعةً فيُخرِجُ أضعافَ ما أخرجه كلُّ هؤلاءِ حتى يَعْجَبَ أهلُ الجَنَّةِ من ذلك، وإليك صُوَرًا مِن شفاعةِ أرحمِ الرَّاحمين:

شفاعته عز وجل في الموحِّدين:

عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، عَنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال في حديثِ الشَّفاعةِ الطويلِ: "ثُمَّ يُقَالُ: ادْعُوا الصِّدِّيقِينَ، فَيَشْفَعُونَ، ثُمَّ يُقَالُ: ادْعُوا الأَنْبِيَاءَ"

قَالَ: "فَيَجِيءُ النَّبِيُّ وَمَعَهُ العِصَابَةُ، وَالنَّبِيُّ وَمَعَهُ الخَمْسَةُ وَالسِّتَّةُ، وَالنَّبِيُّ وَلَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ، ثُمَّ يُقَالُ: ادْعُوا الشُّهَدَاءَ، فَيَشْفَعُونَ لمَنْ أَرَادُوا"، وَقَالَ: "فَإِذَا فَعَلَتِ الشُّهَدَاءُ ذَلِكَ"

قال: "يَقُولُ الُله عز وجل: أَنَا أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، أَدْخِلُوا جَنَّتِي مَنْ كَانَ لَا يُشْرِكُ بِي شَيْئًا"، قَالَ: "فَيَدْخُلُونَ الجَنَّةَ"

صحيح: أخرجه أحمد (ج 1/ 15)، وابن حبان (589 - موارد)، وأبو عوانة (ج 1 ص 175)

وفي حديثٍ آخرَ: "فَيَقُولُ: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي وَكِبْرِيَائِي وَعَظَمَتِي لَأُخْرِجَنَّ مِنْهَا مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا الُله"

أخرجه البخاري (13/ 7510)، ومسلم (ج 1 - إيمان 326).

وفي روايةٍ: أَنَّ اللهَ تبارك وتعالى يقولُ للرُّسلِ: "اذْهَبُوا، أَوِ انْطَلِقُوا، فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ"، ثم يقولُ الله عز وجل: "أَنَا الْآنُ أُخْرِجُ بِعِلْمِي وَرَحْمَتِي"

فيُخرجُ أضعافَ ما أُخْرِجُوا وأضعافَهُ فيُكتبُ في رقابِهم عتقاءُ اللهِ عز وجل، ثم يُدْخَلون الجَنَّةَ

صحيح: أخرجه أحمد (3/ 325).


17- رحمتُه بالنمل، سبحان الله وبحمده:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "قَرَصَتْ نَمْلَةٌ نَبِيًّا مِنَ الأَنْبِيَاءِ، فَأَمَرَ بِقَرْيَةِ النَّمْلِ فَأُحْرِقَتْ، فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ: أَنْ قَرَصَتْك نملةٌ أَحْرَقْتَ أُمَّةً مِنَ الأُمَمِ تُسَبِّحُ اللهَ!"

رواه البخاري (6/ 154) (رقم الحديث 3019)، ومسلم (ج 4 - السلام - 148)، وغيرهما.

وفي رواية: "فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ: فَهَلَّا نَمْلَةً وَاحِدَةً!"

أخرجه البخاري (6/ 3319)

ومسلم (ج 4 - السلام - 150).

فسبحانَ مَنْ لم تمنعْهُ عظمتُه وكبرياؤه مِن رحمةِ الضَّعيفِ الصَّغيرِ مِن خلْقِهِ حتى يُعاتِبَ نبيًّا له مِن أجْلِ نملٍ، لا حولَ له ولا قوَّة إلا برَبِّهِ.

ثالثًا: ليس كمثله شَيْءٌ في رحمتِهِ:

وذلك من عِدَّةِ أوجهٍ:

أولًا: رحمةُ الخلْقِ مخلوقةٌ فتوجَدُ بوجودِهم وتَفْنى بفنائِهم، أما رحمَةُ اللهِ عز وجل فإنها صفةٌ ذاتيةٌ له لا تَفْنَى ولا تبيدُ،

قال تعالى: ﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ [الرحمن: 26، 27].

ثانيًا: رحمةُ الخلْقِ قليلَةٌ محدودَةٌ، أما رحمةُ اللهِ فقد وَسِعَتْ كلَّ شَيْءٍ، فكلٌّ يَرْحَمُ بقدْرِ قُدْرَتِهِ، فالناسُ يَرحمونَ في حالٍ دُونَ آخرَ، فيَرحمون القريبَ دون الغريبِ، ويَرحمون الحبيبَ دون العدوِّ

أما رحمةُ اللهِ عز وجل فقد عمَّتِ الخلْقَ جميعًا، قال تعالى: ﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ [الأعراف: 156].

ثالثًا: رحمةُ الناسِ تختلِطُ باللَّهفَةِ والضَّعفِ لمن يَرْحَمُ، فالأم إذا مَرِضَ ولدُها تحزنُ

وإذا غابَ عنها تقلقُ وإذا مات هلعتْ، وذلك مِن حُبِّها له ورحمتها عليه، وقد بكى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عند موتِ ابنِه إبراهيمَ، وحَزِنَ عليه، وذلك من رحمتِه به صلى الله عليه وسلم.

عن أنسِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه؛ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دخلَ على ابنِه إبراهيمَ رضي الله عنه وهو يجودُ بنفسِهِ، فجعلتْ عينا رسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تذرِفانِ

فقال له عبدُ الرحمنِ بن عوفٍ: وأنتَ يا رسولَ اللهِ؟ فقال: "يَا ابْنَ عَوْفٍ، إِنَّهَا رَحْمَةٌ"، ثم أتْبَعَها بأخرى، فقال: "إِنَّ العَيْنَ تَدْمَعُ، وَالقَلْبَ يَحْزَنُ، وَلَا نَقُولُ إِلَّا مَا يُرْضِي رَبَّنَا، وَإِنَّا لِفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لمَحْزُونُونَ"

رواه البخاري، وروى بعضه مسلم.

ولكِنَّ اللهَ عز وجل لا يحزَنُ ولا يتألمُ ولا يبكي ولا يقلَقُ، ولا يتلهَّفُ

وهكذا ما لهذه الصفاتِ مِن نقصٍ وضعفٍ لا يَخْفى على كلِّ عاقِلٍ أن هذا لا يليقُ بالله سُبْحَانَهُ وبحمده، إنما يَرحمُ مِنْ قوةٍ، ويَعفو مِنْ قُدرةٍ، ويَغفر في عزَّة، ولا يُسأل عما يفعلُ وهم يُسألون.

رابعًا: لا تقنطوا مِن رحمة الله:

قال تعالى: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53]

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لَوْ يَعْلَمُ المُؤْمِنُ مَا عِنْدَ اللهِ مِنَ العُقُوبَةِ مَا طَمِعَ بِجَنَّتِهِ أَحَدٌ، وَلَوْ يَعْلَمُ الكَافِرُ مَا عِنْدَ اللهِ مِنَ الرَّحْمَةِ مَا قَنَطَ مِنْ جَنَّتِهِ أَحَدٌ"

رواه مسلم (4/ 2755) عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة.

ولذا فإنَّ القُنوطَ مِن رحمةِ اللهِ مِن علاماتِ الكُفرِ والضَّلالِ، وما يقنَطُ من رحمةِ الله عز وجل إلا رجلٌ مِن اثنين: ضالٌّ، أو كافرٌ

قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ ﴾ [الحجر: 56].

وقد نصَحَ يعقوبُ؛ بنيه بألا ييأسوا من رَوْحِ اللهِ أبدًا

وذلك في قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [يوسف: 87].

عن جُندَب؛ أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ رَجُلًا قَالَ: وَاللِه لَا يَغْفِرُ اللهُ لِفُلَانٍ

وَإِنَّ اللهَ تَعَالَى قَالَ: مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أَنْ لَا أَغْفِرَ لِفُلَانٍ، فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِفُلَانٍ وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ"[54].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه، وقد قال لضمضمِ بنِ جوسٍ اليمامي: يا يمامي لا تقولنَّ لرجُلٍ: واللهِ لا يغفرُ اللهُ لك، أو لا يُدْخِلُك اللهُ الجَنَّةَ أبدًا، فقال له: يا أبا هُريرةَ، إِنَّ هذه الكلمةَ يقولُها أحدُنا لأخيه وصاحبِه إذا غَضِبَ

قال أبو هريرة: فلا تَقُلْها، فإني سمعتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلَانِ، كَانَ أَحَدُهُمَا مُجْتَهِدًا فِي العِبَادَةِ، وَكَانَ الآخَرُ مُسْرِفًا عَلَى نَفْسِهِ، فَكَانَا مُتَآخِيَيْنِ

فَكَانَ المُجْتَهِدُ لَا يَزَالُ يَرَى الآخَرَ عَلَى ذَنْبٍ، فَيَقُولُ: يَا هَذَا أَقْصِرْ، فَيَقُولُ: خَلَّنِي وَرَبِّي، أَبُعِثْتَ عَلَيَّ رَقِيبًا؟"

قَالَ: "إِلَى أَنْ رَآهُ يَوْمًا عَلَى ذَنْبٍ اسْتَعْظَمَهُ، فَقَالَ لَهُ: وَيْحَكَ أَقْصِرْ، قَالَ: خَلِّنِي وَرَبِّي، أَبُعِثْتَ عليَّ رَقِيبًا؟

" قال: "فَقَالَ: وَالِله لَا يَغْفِرُ اللهُ لَكَ"، أَوْ "لَا يُدْخِلُكَ اللهُ الجَنَّةَ أَبَدًا، قَالَ أَحَدُهُمَا" قَالَ: "فَبَعَثَ الُله إِلَيْهِمَا مَلَكًا فَقَبَضَ أَرْوَاحَهُمَا وَاجْتَمَعَا عِنْدَهُ، فَقَالَ لِلْمُذْنِبِ: اذْهَبْ فَادْخُلِ الجَنَّةَ بِرَحْمَتِي

وَقَالَ لِلْآخَرَ: أَكُنْتَ بِي عَالمًا؟ أَكُنْتَ عَلَى مَا فِي يَدِي خَازِنًا؟ اذْهَبُوا بِهِ إِلَى النَّارِ"، قال: فَوَالَّذِي نَفْسُ أَبِي القَاسِمِ بِيَدِهِ لَتَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَوْبَقَتْ دُنْيَاهُ وَآخِرَتَهُ

أخرجه مسلم (4/ 137)، البِرُّ والصِّلة.



اخوة الاسلام

و اكتفي بهذا القدر علي امل اللقاء قريبا

باذن الله تعالي لمن يريد الاستزاده









رد مع اقتباس