منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - معنى اسم الله تعالى القابض و الباسط
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-12-07, 18:10   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










#زهرة

المَعَانِي الإِيمَانِيةُ:

لَمْ يْأتِيا فِي القُرْآنِ اسْمَينِ بِهَذِهِ الصِّيغَةِ، وإنَّمَا وَرَدَا فِعْلَينِ

قَالَ اللهُ تَعَالَى: وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ [البقرة: 245]

وقَالَ سُبْحَانَهُ: بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ [المائدة: 64]

وقَالَ تَعَالَى: وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ [الشورى: 27]

وقَالَ: وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا [نوح: 19]

وَهَذِهِ أَفْعَالٌ تَصَرَّفَتْ فِي القُرْآنِ.

عَنْ أنسِ بنِ مالكٍ قَالَ: غَلَا السِّعْرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

فَقَالوا: يا رسُولَ اللهِ: قَدْ غَلَا السِّعْرُ فَسَعِّرْ لنَا، قَالَ: "إِنَّ اللهَ الخَالِقُ القَابِضُ البَاسِطُ الرَّازِقُ المُسَعِّرُ؛ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَلْقَى اللهَ رَبِّي ولَيْسَ أَحَدٌ مِنْكُم يَطْلُبُنِي بِمَظْلَمَةٍ فِي دَمٍ ولا مَالٍ"

صحيح: أخرجه أبو داود (3451) في الإجارة باب: في التسعير، والترمذي (1314) في البيوع، باب رقم (71)

وابن ماجه (2200) في التجارات، باب: مَن كرِه أن يُسعِّر، وأحمد في مسنده (3/ 286)، من حديث أنسٍ رضي الله عنه، وقال الألباني في صحيح الجامع (1846): صحيح.

يُقَالُ: قَبَضَ يَقْبِضُ قَبْضًا واسْمُ الفَاعِلِ قَابِضٌ، وَبَسَطَ يَبْسُطُ بَسْطًا واسْمُ الفَاعِلِ بَاسِطٌ

وفِي التَّنْزِيلِ ï´؟ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ ï´¾ [الرعد: 14]

قَالَ الجَوْهَرِي:

"والقَبْضُ خِلَافُ البَسْطِ، ويُقَالُ صَارَ الشَّيْءُ فِي قَبْضَتِكَ، وفِي قُبْضَتِكَ أَيْ فِي مِلْكِكَ، ودَخَلَ مَالُ فُلَاِن فِي القَبَضِ بِالتَّحْرِيكِ وَهُوَ مَا قُبِضَ مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ، والانْقِبَاضُ خِلَاُف الانْبِسَاِط

وانْقَبَضَ الشَّيْءُ صَارَ مَقْبُوضًا، وَبَسَطَ الشَّيْءَ نَشَرَهُ وبالصَّاد أيْضًا، وَبَسْطُ العُذْرِ قَبُولُهُ، والبَسْطُ السِّعَةُ، ويُسْتَعْمَلُ فِي الأجْسَاِم والذَّوَاتِ المَعْقُولَةِ

ومِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ [البقرة: 247]

وانْبَسَطَ الشَّيْءُ عَلَى الأَرْضِ، والانْبِسَاطُ تَرْكُ الاحْتِشَامِ، يُقَالُ بَسَطْتُ مِنْ فُلَانٍ فَانْبَسط، وتَبَسَّطَ فِي البِلادِ

أَيْ: ساَرَ فِيهَا طُولًا وعَرْضًا، وفُلَانٌ بِسْطُ الجِسْمِ والبَاعِ

والبِسْطُ بِكَسْرِ البَاءِ [وضَمِّهَا]: النَّاقَةُ تُخْلَى مَعَ وَلَدِهَا لا يمْنَعُ مِنْهَا، والجَمْعُ بِسَاُط وأَبْسَاطٌ مِثْلُ [ظِئْرٍ وأَظَآرٍ]، وقَدْ أُبْسِطَتِ النَّاقَةُ؛ أَيْ: تُرِكَتْ مَعَ وَلَدِهَا، وَيَدٌ بَسَيطٌ؛ أَيْ: مُطْلَقَةٌ

وفِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللهِ: (بل يَدَاهُ بُسْطان)، وقَدْ يُسْتَعْمَلَانِ فِي الجُودِ والبُّخْلِ، يُقَالُ: فُلَانٌ مَبْسُوطُ اليَدِ إِذَا كَانَ وَاسِعَ العَطَاءِ كَثِيرَ الخَيْرِ سَخِيًّا، وفُلَانٌ مَقْبُوضُ اليَدِ عَلَى الضِّدِّ مِنْ ذَلِكَ

وقَدْ يُسْتَعْمَلَانِ بِمَعْنَى الاقْتِدَارِ والقَهْرِ

ومِنْهُ قوْلُه تَعَالَى: لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ [المائدة: 28].

ومِنْهُ قَوْلُ العَرَبِ: يَدُكَ البَاسِطَةُ عَلَيَّ يُرِيدُونَ بِذَلِكَ الاقْتِدَارَ عَلَى الْغَيْرِ، وفِي نَقِيضِهِ قَبْضُ الَيدِ عَنِ الغَيْرِ، فَاللهُ سُبْحَانَه يَقْبِضُ ويَبْسُطُ أَيْ: يُعْطِي ويَمْنَعُ ويَغْلِبُ ويَقْهَرُ، فَهُمَا مِنْ أسْمَاءِ الأفْعَالِ.

قَالَ الحُلَيْمِيُّ

فِي مَعْنَى البَاسِطِ: أَنَّه النَّاشِرُ فَضْلَهُ عَلَى عِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَيُوَسِّعُ وَيَجُودُ ويُفضلُ، ويُمَكِّنُ ويُخَوِّلُ، ويُعْطِي أَكْثَرَ مِمَّا يُحْتَاجُ إليهِ.

وقَالَ فِي مَعْنَى القَابِضِ: يَطْوي بِرَّهُ ومَعْرُوفَه عَمَّنْ يُرِيدُ، ويُضَيِّقُ ويُقَتِّرُ أَوْ يَحْرِمُ فيُفْقِرُ، وقَالَ الخَطَّابِيُّ: "وقِيلَ: القَابِضُ هُوَ الذِي يَقْبِضُ الأرْوَاحَ بالمَوْتِ الذِي كَتَبهُ اللهُ تَعَالَى عَلَى العِبَادِ".

وقِيلَ: يَقْبِضُ الصَّدَقَاتِ ويَبْسُطُ الجَزَاءَ عَلَيها، قَالَ: ولا يَنْبَغِي أَنْ يُدْعَى رَبُّنا جَلَّ جَلَالُهُ باسْمِ القَابِضِ حَتَّى يُقَالَ مَعَهُ: البَاسِطُ، قَالَ ابنُ الحَصَّارِ: "وهَذَانِ الاسْمَانِ يَخْتَصَّانِ بِمَصَالِحِ الدُّنْيَا والآخِرَةِ

قَالَ اللهُ العَظِيمُ: وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ [الشورى: 27]

وذَلِكَ يَتَضَمَّنُ قِوَامَ الخَلْقِ باللُّطْفِ والخِبْرَةِ وحُسْنِ التَّدْبِيرِ والتَّقْدِيرِ والعِلْمِ بِمَصَالحِ العِبَادِ فِي الجُمْلَةِ والتَّفَاصِيلِ، وبِحَسَبِ ذَلِكَ يُرْسِلُ الرِّياحَ ويُسَخِّرُ السَّحابَ فَيُمْطِرُ بلدًا ويمْنَعُ غَيْرَهُ

ويُقِلُّ ويُكثِرُ، وكَذَلِكَ يُصَرِّفُ الأسْبَابَ إلى آحَادِ العِبَادِ كَمَا يُصَرِّفُ جُمْلَةَ العَوَالمِ لجُمْلَةِ العَالَمينَ".

وقَالَ بَعْضُ العُلَمَاءِ:

"إِنَّ أَعْظَمَ البَسْطِ: بَسْطُ الرَّحْمَةِ عَلَى القُلُوبِ حَتَّى تَسْتَضِيءَ، وتَخْرُجَ مِنْ وَضَرِ الذُّنُوبِ"

الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى للقرطبي (1/ 360).

فَيَجِبُ عَلَى كُلِّ مُكَلَّفٍ أَنْ يَعْتَقِدَ أَنْ لا قَابِضَ ولا بَاسِطَ إلا اللهُ سُبْحَانَهُ، هُوَ الذِي يَقْبِضُ الجَمِيعَ ويَبْسُطُهُ. وهُوَ الذِي يَبْسُطُ القُلُوبَ والألْسنَةَ والأيْدِيَ وَسَائِرَ الأسْبَابِ.

فَإِنْ كُنْتَ مَبْسُوطَ القَلْبِ بالمَعَارِفِ، والحَقِيقَةِ والعُلُومِ الدِّينِيَّةِ، فَابْسُطْ بِسَاطَكَ، وابْسُطْ وَجْهَكَ، واجْلِس للنَّاسِ حَتَّى يَقتَبِسُوا مِنْ ذَلِكَ النِّبْرَاسِ.

وإنْ كُنْتَ ذا بَسْطَةٍ فِي الجِسْمِ، فابْسُطْهُ فِي العِبَادَةِ التي تُفْضِي بِكَ إلَى السَّعَادَةِ، وفِي الصَّولَةِ عَلَى الأعْدَاءِ، بِمَا خُوِّلْتَ مِنَ المِنَّةِ والشِّدَةِ.

وإِنْ كُنْتَ ذا بَسْطٍ فِي المَالِ، فابْسُطْ يَدَكَ بالعَطَاءِ، وأَزِلْ مَا عَلَى مَالِكَ مِنَ الغِطَاءِ، ولا تُوِكِ فَيُوكِي اللهُ عَلَيكَ، ولا تُحْصِ فَيُحْصِي اللهُ عَلَيكَ.

وإِنْ كُنْتَ لم تَنَلْ حَظًّا مِنْ هَذِهِ البَسَطَاتِ فابْسُطْ قَلْبَكَ لِأَحْكَامِ رَبِّكَ، ولِسَانَكَ لِذِكْرِهِ وشُكْرِهِ، وَيَدَكَ لِبَذْلِ الوَاجِبَاتِ عَلَيكَ، وَوَجْهَكَ للْخَلْقِ، كَمَا قَالَ صلى الله عليه وسلم فِي بَذْلِ المَعْرُوفِ:

"فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فَالْقَ أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ"، ويُرْوى: "طَلِيقٍ".

ولَقَدْ أَحْسَنَ القَائِلُ:

بُنَـيَّ إِنَّ الـبِرَّ شَيْءٌ هَـيِّنُ

وَجْهٌ طَلِيقٌ ولِسَانٌ ليِّنُ

الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى للقرطبي (1/ 363).









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2019-12-07 في 18:13.
رد مع اقتباس