منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الإحسان فضله وحقيقته
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-11-30, 14:29   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










#زهرة

صور لخُلق الإحسان

1) الإحسان في العبادة:

أعظم شيء على المسلم أن يحسنه ويتقنه:

عبادتُه لربه. أن يأتي بها على الوجه المشروع دون زيادة ولا نقصان. أن يتقن صلاته وزكاته وحجه وصيامه، أن يحسن في كل قول أو عمل يتقرب به إلى ربه سبحانه.

والطريق إلى ذلك هو ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم في جوابه عن سؤال جبريل عليه السلام، حين سأله: مَا الإِحْسَانُ؟ قَالَ: «أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ».

"أن تعبد الله كأنك تراه" أن تحسن عملك الذي أمرك به ربك سبحانه، كأنك تراه وهو ينظر إليك؛ فتكون حاضر الذهن، فارغَ النفس، مستجمع القلب

كما لو كنت تشاهد ربك سبحانه، فتستحضر عظمته، وجلاله، وكماله، وجماله. وتستحضر أنك في حاجة إلى رحمته ومغفرته ورضوانه.

"فإن لم تكن تراه فإنه يراك" أي فإن لم تستطع أن تبلغ بعبادتك إلى مستوى مَن يعبد الله كأنه يراه؛ فاعبد الله وأنت على يقين أنه مطلع عليك ناظر إليك

فاستحضر مراقبة ربك في كل ما تقول وتعمل، وتذَكّرْ دائما أنه يراك.

نعم إنه يراك..

يراك ويعلم سرك ونجواك.

. في الصحراء يراك..

في الجو أو في البحر يراك..

إن كنت وحيداً يراك..

إن كنت في جمعٍ يراك..

يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [الحديد: 4]

.. وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ [يونس: 61].

أخرج الطبراني والبيهقي عن زيد بن أسلم قال: مرَّ ابن عمر براعي غنم فقال: يا راعي الغنم! هل من جَزَرة - أي من شاة تصلح للذبح -؟ قال الراعي: ليس ههنا ربُّها

فقال ابن عمر: تقول: أكلها الذئب! فرفع الراعي رأسه إلى السماء ثم قال: فأين الله؟!

قال ابن عمر: فأنا والله أحق أن أقول أين الله؟ فاشترى ابن عمر الراعي واشترى الغنم فأعتقه وأعطاه الغنم.


الإحسان في العبادة

أن تؤديها كما أمرك الله وكما بينها لك رسول الله، أن تجعلها خالصة لوجه الله، أن تؤديها تامة كاملة بأركانها وواجباتها وسننها ومستحباتها، أن تؤديها في أوقاتها إن كان لها وقت محدد

أن تجعلها عبادة تطهر بها قلبك وتزكي بها نفسك، وتغير بها سلوكك وتنَمِّي بها أخلاقك.

فمَن لم يتغير سلوكُه ولم تتحَسّن أخلاقُه بعبادته فليعلم أن عبادته ناقصة

فقد قال سبحانه عن الصلاة: إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ [العنكبوت: 45].

وقال عن الصدقة والزكاة: خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا [التوبة: 103].

وقال عن الحج: فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ [البقرة: 197].

وقال نبينا صلى الله عليه وسلم عن الصوم: "إِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ...".

فللعبادة الصحيحة أثر على الأخلاق وأثر على السلوك وأثر على المعاملة.

والعبادة لا تخضع للأهواء ولا للآراء ولا لشهوة النفس ونزواتها؛ بل هي ما شرعه الله وبينه رسول الله صلى الله عليه وسلم. فواجب على العبد أن يتحرى الصواب فيها، وأن يسأل أهل الذكر فيما لا يعلم.

ففي الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَدَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى، ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم،

فَرَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم السَّلاَمَ، قَالَ: «ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ». فَرَجَعَ الرَّجُلُ فَصَلَّى كَمَا كَانَ صَلَّى، ثُمَّ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَسَلَّمَ عَلَيْهِ

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «وَعَلَيْكَ السَّلاَمُ». ثُمَّ قَالَ: «ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ». حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، فَقَالَ الرَّجُلُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أُحْسِنُ غَيْرَ هَذَا عَلِّمْنِي.

قَالَ: «إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلاَةِ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلاَتِكَ كُلِّهَا».

وفي صحيح مسلم عَنْ عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَا مِنِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ تَحْضُرُهُ صَلاَةٌ مَكْتُوبَةٌ

فَيُحْسِنُ وُضُوءَهَا وَخُشُوعَهَا وَرُكُوعَهَا، إِلاَّ كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا قَبْلَهَا مِنَ الذُّنُوبِ، مَا لَمْ يُؤْتِ كَبِيرَةً، وَذَلِكَ الدَّهْرَ كُلَّهُ». وقِسْ على ذلك باقي العبادات في وجوب إتقانها والإحسان فيها.

فليعمل العبد من العمل ما يغلب على ظنه أنه سَيسُرّه ويفرح به عند لقاء ربه؛

فقد قال سبحانه: وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [التوبة: 105].



اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر علي امل اللقاء بكم
قريبا باذن الله ان قدر لنا البقاء و اللقاء









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2019-12-01 في 17:27.
رد مع اقتباس