أختي الكريمة. أتفهم مشاعرك العارمة التي تدفعك إلى محاولة ارضاء الناس عن كراهية، لكنني أود أن أنبهك إلى طريقة خاطئة في التفكير وقعت فيها وهي اعتبار الأمر منافسة بينك وبين بقية النساء على من يمكن اعتبارها الأجمل لأن هذا ما التمسته من قراءة أسطرك. لنفترض مثلا أن معظم إن لم نقل جل الفتيات اللواتي تصادفينهن في طريقك خلال يومك هن في واقع الحال فتيات ذات جمال طبيعي لا يلجأن لاستعمال المكياج ولا حتى كريم الأساس، فكيف سيكون موقفك حينها؟ الآن ومع عدم محاولة أي منهن اللجوء "للغش" فكيف ستكون نظرتك لنفسك ولهن أيضا؟ هل ستتقبلين الأمر بصدر رحب أم أنك ستظلين تشعرين بنفس الإحباط والنقص اللذين تعانين منهما الآن؟ أغلب الظن أن تلك المشاعر السلبية ستظل تلاحقك لأنك أصبحت تنظرين للأمر على أنه منافسة بحتة الخاسر فيها من لا يعتبر جميلا أو جذابا كفاية.
من الجميل أن يعتني المرء بنظافته الشخصية وهندامه فيكون مرتبا حسن المنظر لكن السيء أن يبالغ في الأمر ويجعله نوعا من المنافسة بينه وبين بني جنسه لا لشيء حتى "يظفر" بفرد من أفراد الجنس الآخر. قبل أن نتذرع للرجال بالسؤال عن أي نوع من النساء يفضلن، ألا ترين في الأمر تحقيرا لنا نحن النساء تجاه بعضنا البعض؟ تذكري أن تلك التي لجأت في نهاية الأمر لاستعمال مساحيق التجميل قد تكون شعرت بالأمس بمثل ما تشعرين به اليوم فاستسلمت لضعف في نفسها ولضغط تعرضت له من الخارج. ربما قد يبدو الأمر صعبا لكن عليك أختي أن تكوني قوية قبل كل شيء وأن تتعلمي تقبل ومن ثم محبة نفسك بمحاسنك وكذا بعيوبك وأن تتقبلي أيضا أن هناك من هن أوفر حظا منك في الجمال بمكياج أو بدونه وإلا فإن كثيرا من ثقتك بنفسك وطاقتك سيهدران في مقارنتك عبثا بهذه أو تلك وفي النقم والتحسر. أتمنى يوما ما أن تصبح مثل هذه الأفكار كالتفاهات بالنسبة لك وأتمنى أيضا أن... تعيياي وتلقاي لي يشوف الحلاوة نتاعك في دييفواتك، وياك قع رانا عندنا الدييفوات يعني راح يبانو يبانو.