منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - أقسام العلم الإلهي
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-10-30, 15:00   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل يجوز وصف الله تعالى بالمعرفة ؟

السؤال

ماحكم قول الله يعرف ؟

الجواب

الحمد لله

أولا :

أسماء الله تعالى وصفاته توقيفية ، لا نتجاوز فيها القرآن والحديث ، ولا مجال فيها للرأي والاجتهاد

وقد وصف الله سبحانه نفسه بالعلم ، ولم يصف نفسه بالمعرفة ، فنصفه بالعلم ، ولا نصفه بالمعرفة

قال المرداوي رحمه الله في "التحبير" (1/ 237):

" لا يوصف سبحانه وتعالى بأنه عارف؛ لأن المعرفة قد تكون علماً مستحدثاً، والله تعالى محيط علمه بجميع الأشياء على حقائقها على ما هي عليه

وهو صفة من صفاته ، وهو قديم ، وحكي إجماعاً. قال ابن حمدان في " نهاية المبتدئين " : " علم الله تعالى لا يسمى معرفة، حكاه القاضي إجماعاً " .

وانظر: "الشرح الكبير لمختصر الأصول" (ص 61) .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" الله لا يوصف بأنه عارف ؛ لأن المعرفة انكشاف بعد لبس وعلم مستحدث ، فلو قلنا إن الله عارف ، لأوهم أن الأمور تخفى عليه ثم يعرفها، أو لا يعلم بعض الشيء ويحدث له العلم بعد ذلك " انتهى .

ثانيا :

باب الإخبار عن الله تعالى أوسع من باب الأسماء والصفات

قال ابن القيم رحمه الله :

" ما يدخل في باب الإخبار عنه تعالى ، أوسع مما يدخل في باب أسمائه وصفاته ؛ كالشيء ، والموجود ، والقائم بنفسه ، فإنه يخبر به عنه ولا يدخل في أسمائه الحسنى وصفاته العليا "

انتهى من "بدائع الفوائد " (1/161).

والإخبار عنه سبحانه يكون بحسب الحاجة ، وما يقتضيه المقام .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" وَأَمَّا الْإِخْبَارُ عَنْهُ فَهُوَ بِحَسَبِ الْحَاجَةِ ؛ فَإِذَا احْتِيجَ فِي تَفْهِيمِ الْغَيْرِ الْمُرَادَ ، إِلَى أَنْ يُتَرْجَمَ أَسْمَاؤُهُ بِغَيْرِ الْعَرَبِيَّةِ ، أَوْ يُعَبَّرَ عَنْهُ بِاسْمٍ لَهُ مَعْنًى صَحِيحٌ ، لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ مُحَرَّمًا " .

انتهى من "الجواب الصحيح" (5/ 8) .

وعلى ذلك :

فلا يظهر لنا حرج في أن نخبر عن الله سبحانه بأنه : يدري ، أو يعرف ؛ وإن كان الله جل جلاله لا يسمى بـ"الداري" ، أو "العارف" .

روى أحمد (21438) عَنْ أَبِي ذَرٍّ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى شَاتَيْنِ تَنْتَطِحَانِ، فَقَالَ: (يَا أَبَا ذَرٍّ هَلْ تَدْرِي فِيمَ تَنْتَطِحَانِ؟ ) ،قَالَ: لَا ، قَالَ: "( لَكِنَّ اللهَ يَدْرِي ، وَسَيَقْضِي بَيْنَهُمَا ) ، وحسنه محققو المسند .

وروى ابن أبي شيبة (19356) عَنْ مُدْرِكِ بْنِ عَوْفٍ الْأَحْمَسِيِّ

قَالَ : " كُنْتُ عِنْدَ عُمَرَ إِذْ جَاءَهُ رَسُولُ النُّعْمَانِ بْنِ مُقَرِّنٍ فَسَأَلَهُ عُمَرُ عَنِ النَّاسِ فَقَالَ: أُصِيبَ فُلَانٌ وَفُلَانٌ وآخَرُونَ لَا أَعْرِفُهُمْ . فَقَالَ عُمَرُ: لَكِنَّ اللَّهَ يَعْرِفُهُمْ "

وصححه الألباني في "الصحيحة" (6/ 788) .

وقال الشيخ صالح آل الشيخ :

" ودراية الله جل وعلا بـ ( فيم ينتطح الكبشان أو العنزان ) يعني : علمه سبحانه وتعالى بذلك . ومعلوم أن باب الإخبار أوسع من باب الوصف

فإن لفظ أو صفة ( الدراية ) لا يوصف الله جل وعلا بها، لكن يطلق على الله جل وعلا من جهة الإخبار أنه سبحانه وتعالى يدري بهذا الشيء، لأنها من فروع العلم .

فهناك صفات لها جنس ، فالعلم جنس تحته صفات ، فجنس ما هو ثابت ، يجوز إطلاقه على الله جل وعلا من جهة الخبر "

انتهى من "كتب صالح آل الشيخ" (36 /7) .

ثالثا :

أما قوله صلى الله عليه وسلم : ( تَعَرَّفْ إِلَى الله فِي الرَّخَاءِ ، يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ )

رواه أحمد (2803) وصححه محققو المسند .

فهذه معرفة خاصة ، ليست هي المعرفة التي هي بمعنى العلم .

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" يعني قم بحق الله عزّ وجل في حال الرخاء ، وفي حال الصحة ، وفي حال الغنى ؛ يَعرِفكَ في الشّدةِ، إذا زالت عنك الصحة ، وزال عنك الغنى ، واشتدت حاجتك : عرفك بما سبق لك

أو بما سبق فعل الخير الذي تعرفت به إلى الله عزّ وجل " .

انتهى من "شرح الأربعين النووية" (ص 202) .

والله أعلم .









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2019-10-30 في 15:00.
رد مع اقتباس