اقتباس:
فهل علينا [ دوما ] أن نتجاوز و نغض الطرف ؟ ألا توجد استثناءات ؟
و هل يستحق من تجاوزت زلاته المتكررة المتعمدة عنان السماء عفونا ؟
هذه أسئلة ينبغي أن تطرح في هذا الباب أيضا ..
و لابد لها من جواب /
|
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إجابة على سؤالك: أخي فتحي
طبعا لا أنكر أنّه لا يمكننا في كلّ الأحوال [ومع تكرّر الأذيّة] تجاوز هذه الأخيرة..
وهذا ما تنطبق عليه الحالة الاستثنائيّة [لأنّنا بالنّهاية بشرٌ، تخمُد طاقة صبرنا تحت أيّ ظرفٍ..]
على أن لا يكون الردّ على الطّرف المسيء إلينا بالطريقة السيّئة ذاتها..وإلاّ فمن قام بسرقتنا نسرقه،
ومن سبّنا أو كفَّرنا نسبّه ونكفِّره..وأمور أخرى قد تؤدّي إلى فتح أبواب الصّراعات غير المنتهية
التي قد تتسبب في أسوء الحالات بخسائر بشريّة لا قدّر الله، بل وقد تجعلُنا من الظّالمين.
فوجب الرّجوع للقانون العادل، وإلاّ أصبحنا رهائن قانون الغاب !
لكنّ واقع الحال غالبا ما يجعلنا نشْهَد خصومات حتى عن أتفه الأسباب، والسّبب في حدوثها
هو سُرعة الغضب والشّعور بالانتِقاص من الطّرف المتعدّي..فتجد البديل ردّا قبيحا أو تصرّفا
غير لائق يزيد من احتدام الصّراع..
ويبقى العفو من أكثر الصّفات عظمةً خاصّةً إن كان بيد المتضرّر ظُلما ردّ الإساءة بمثلها أو أكثر.
يقول تعالى في محكم تنزيله:
وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (الشورى:43)
وقال سبحانه: فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (الشورى:40)
طوبى لِأصحاب القلوب الحليمة والمتواضعة.
---------------
وسنناقش لاحقا إن شاء الله المقولتين الأخيرتين.
آخر تعديل صَمْـتْــــ~ 2019-10-25 في 22:20.
|