السلام عليكم
هنا : الحلقة الإضافية_الجزء الأول
اقتباس:
|
- حلقة إضافية
ذهب معظم الثوار إلى المظاهرة تاركين الأطفال، النساء و بعضا من الرجال لحماية المعسكر، كانت جولي هناك تعد الطعام عندما سمعت خلفها صوت رجل يقول : - السلام عليكم !
فردت : و عليكم السلام و رحمة الله ! ثم التفتت إليه
كان رجلا لم تره من قبل يبلغ الثانية و الثلاثين من العمر، طويل ذو بشرة سمراء تظهر بريق عينيه الخضروين بشكل واضح، يرتدي عمامة بيضاء اللون و عباءة طويلة تصل حتى قدميه تحمل نفس لون ثيابه البيضاء
أول ما تفقدته "جولي" كان شكل أذنيه، فإذا كان "أغاثيا" كانت له آذان مدببة، لكنه لم يكن كذلك، " إذن فهو بشري ! " هكذا فكرت، افتتح الرجل الحديث قائلا :
- أنا أدعى "نهار" ! صديق قديم لإراي و أنا هنا تلبيا لطلبه ، إليك الرسالة التي أرسلها إلي لكي تتأكدي
استلمت "جولي " الرسالة التي قدمها لها و قرأتها بسرعة ثم قالت :
- هذا خط يد "إراي" و التوقيع له كذلك، إذن لا غبار على ما تقول لكنني سأعتذر لك لأن "إراي" و أغلب الثوار قد ذهبوا إلى المظاهرة في الساحة الرئيسة لمملكة النور " يوفا" و منه سيطول انتظارك له
نهار : لا مشكلة أبدا ! يمكنني الانتظار حتى المساء إذا لم يكن هناك مانع !
جولي : لا مانع من ذلك تفضل من هنا يا سيد "نهار " !
أخذت "جولي" الرجل إلى أحد الخيام الفارغة التي تم تجهيزها إذا ما استقبلوا ضيوفا و قبل أن تغادر لإحضار الشاي قال :
- أستمسحك عذرا ! أ لست "جولي" ؟
جولي : نعم ! لماذا ؟
نهار : تعرفت على "إراي " قبل ثماني سنوات و كنت معه عندما كان يحاول إحياء ضمائر البشر في مملكة العاصفة "ديور"، نفس المكان الذي قام فيه بإنقاذك و أخيك "جورج"، اعتقد أنك كنت في العاشرة حينها ... آسف ! في البداية لم أكن متأكدا لذلك طرحت السؤال
ردت جولي و نبرة الحزن بادية في صوتها : أذكر ما حصل في الليلة التي تم إنقاذنا فيها من أولئك الأغاثيين الوحوش، لكنني لا استطيع تذكر من تكون سيدي أنا آسفة ... ربما "جورج" سيفعل ! سأخبره بقدومك فهو لم يغادر مع الثوار
نهار : شكرا لك !
غادرت "جولي" و هي تحاول تذكر ما حصل لكنها لم تصل إلى أي شيء قد يربط ما حدث بهذا الرجل ، هل كان موجودا حقا هناك ؟ ماذا إذا كانت تلك كذبة لدخول المعسكر ؟ لا مستحيل ! فالرسالة التي معه تحمل توقيع "إراي "، ماذا إذا كانت مزورة ؟ هل هذا يعني أنه من البشر الذين يعارضون فكرة القتال و يريدون الإطاحة بإراي ؟
كان كل ذلك مرهقا بالنسبة لها لكنها تمالكت نفسها و قالت : إذا لم يتعرف "جورج" على الرجل فهذا يعني أنه مخادع و منه سنشدد الحراسة عليه حتى يعود إراي
من جهة أخرى كان "نهار" يحاول معرفة السبب الذي جعل "إراي " يطلب حضوره فهما كانا يتراسلان خلال تلك السنوات الثمانية الماضية و يخبران بعضهما بكل التطورات من جهة كل واحد منهما لكنهما و لا مرة طلب فيها أحدهما حضور الآخر
و بعد تفكير طويل قال نهار متسائلا : هل يمكن أن يكون الأمر يتعلق بــ...
توقف عن الكلام عندما دخل عليه رجل في الرابعة و العشرين من العمر، طويل جدا مفتول العضلات يرتدي قميصا أبيضا و سروالا أسودا مع جزمة سوداء، يربط حول عنقه الوشاح الأحمر الذي يعتبر رمز الثوار و الثورة
لم يتعرف نهار على الرجل بادئ الأمر لكنه و بعد أن تفحص وجهه و عينيه البنيتين جيدا تذكر ملامح ذلك الفتى الذي رآه قبل ثمان سنوات
وقف نهار و هو يتقدم نحو الرجل : جورج ! لقد كبرت حقا ! .. لا تقل أنك لا تتذكرني !
رد جورج مبتسما : هل تمازحني ؟ و كيف أنساك سيد " نهار " !
بدت السعادة جلية على وجه "نهار" عندما سمع ذلك فقال : لا تستطيع تصور حجم السعادة التي غمرتني عندما علمت أنك هنا و لم تذهب مع بقية الثوار إلى المظاهرة .
جورج : اعتقد أن لها نفس حجم ما شعرت به عندما سمعت أنك هنا
ثم اقترب منه و صافحه بحرارة عندها دخلت "جولي" و قدمت صينية الشاي لشقيقها، قالت و هي تغادر : أهلا بك سيد "نهار" شرفت المكان !
قدم جورج الشاي إلى الرجل ثم قال :
- أعلم أنك مشغول جدا بما اتفقتَ عليه و إراي و لكن كان عليك أن تمر لزيارتنا من وقت إلى آخر
نهار : تمنيت أن افعل و لكنني لم أستطع
جورج : كنت أمازحك فقط ! كل ما يهم حاليا هو أنك بجانبنا
نهار : الحمد لله ! ... جورج ! أليس لديك فكرة عن السبب الذي جعل إراي يطلب حضوري ؟ مع الوضع بعين الاعتبار أن الرسالة تحمل تاريخ اليوم صباحا
سكت "جورج" لثوان و كأنه يفكر ثم قال : ربما الأمر يتعلق بمعلومات عن المختار و يريد أن يبلغك بها فكما تعلم مهمة إراي الثانية بعد الاهتمام بالثورة هي تجميع المعلومات اللازمة لتنجح أنت في مهمتك و تجد المختار
نهار : أو أن إراي يريد أن أساعده في الانتقال من مكان إلى آخر مستخدما قدرتي في النقل الآني
جورج : ربما ... سنعرف ذلك عندما يعود الثوار، و بما أن الرسالة تحمل تاريخ اليوم فاعتقد أنك متعب بعد استخدام قدرته لبلوغ مملكة النور "يوفا" لذلك يجب أن تأخذ قسطا من الراحة الآن
نهار : شكرا لك جورج
خرج جورج و ترك الرجل يحاول تخمين السبب الذي جعل صديقه الذي لم يره منذ ثماني سنوات يطلب لقاءه
|